اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة"فتح"الوزير المكلف شؤون اللاجئين في لبنان عباس زكي ان الهدف من ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني في لبنان"ان نكون جاهزين اذا ما قرر الاخوة في لبنان تشكيل لجنة لحل ما يتعلق بالشأن الفلسطيني". وكان زكي التقى امس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني والنائبة بهية الحريري ومسؤول منطقة الجنوب في"حزب الله"الشيخ نبيل قاووق. وأكدت شخصيات لبنانية مواكبة للقاءات زكي ان السلاح الفلسطيني ليس مدرجاً على جدول اعمال لقاءاته. وقالت ان أي مسؤول لبناني لم يطرح معه قضية السلاح خلافاً لما يتردد اعلامياً. وقالت لپ"الحياة"ان الجانب اللبناني الرسمي غير مستعجل حتى الساعة على فتح ملف سلاح المخيمات الفلسطينية الذي كان اشار اليه بصورة غير مباشرة القرار الرقم 1559 من خلال البند الخاص بحل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وجمع سلاحها، لأنه سيقود حتماً وفي خطوة لاحقة الى البحث في سلاح المقاومة الاسلامية الذراع العسكرية لپ"حزب الله". وأضافت ان التريث في فتح الملف يدعو"حزب الله"الى الاطمئنان وان سلاحه متروك للحوار الذي لم يحن موعده الآن. واعتبرت المصادر نفسها ان لدى الحكومة نية في كسب الوقت بما يشعر"حزب الله"بأن لا نية للاستعجال بفتح ملف سلاحه الذي لن يطرح ما لم يتم التوافق على السلاح الفلسطيني، على رغم ان الجانب الفلسطيني بات على ثقة من ان سلاحه لن يوفر الحماية للمخيمات في حال تعرضها الى عدوان اسرائيلي اضافة الى انه لم يعد طرفاً في المعادلة الداخلية. وذكرت المصادر ان زكي يتطلع الى مبادرة الحكومة الى انشاء مرجعية لبنانية تتولى التعامل مباشرة مع المرجعية الفلسطينية في المخميات والمدعومة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس من اجل ايجاد حلول للمشكلات العالقة بما فيها توفير المزيد من الضمانات للحقوق المدنية للفلسطينيين المقيمين في لبنان. وهناك من يعتقد بأن مهمة زكي تأتي انطلاقاً من حسم مسألة المرجعية الفلسطينية، في لبنان، بدلاً من ترك الباب مفتوحاً امام من يود من المسؤولين الفلسطينيين الزائرين التبرع بفتح ملف العلاقات الثنائية من دون ان يحمل أي تكليف من الرئاسة الفلسطينية. ويعكف زكي على اعادة ترتيب البيت الفلسطيني بدءاً من حركة"فتح"ليكون في مقدوره قطع الطريق على من يحاول استخدام الورقة الفلسطينية في لبنان لأغراض لا تمت بصلة الى الملف المشترك بين الجانبين او لتوجيه رسائل للمجتمع الدولي، خصوصاً ان هذا البيت سيكون في الايام المقبلة موضع اختبار ازاء الموقف من الانسحاب العسكري الاسرائيلي من قطاع غزة. وأكدت المصادر ان زكي نجح في اعادة ترميم البيت الفتحاوي في لبنان ولملمة صفوفه بعدما كان على وشك الاهتزاز من الداخل تحت تأثير احتمال حصول انشقاق بين القيادات الفلسطينية المحلية المنضوية تحت سقفه، لافتة الى ان الزيارات المتكررة لرئيس حركة"فتح"فاروق القدومي أبو اللطف الى بيروت تأتي في سياق التشاور وبالتالي لا ترتب أي مسؤولية على الجانب الفلسطيني. وأشارت الى ان زكي ركز في محادثاته الرسمية على ضرورة فتح سفارة فلسطينية او مكتب تمثيلي في لبنان على ان تحصر به متابعة القضايا المشتركة، اضافة الى انه اعاد طرح المسألة المتعلقة بايجاد تسوية قانونية لأمين سر حركة"فتح"في لبنان العميد سلطان أبو العينين المحكوم عليه بالإعدام غيابياً في تهم عدة، مقترحاً اعادة محاكمته اعتقاداً منه بأنه بريء من التهم المنسوبة اليه. وعما تردد عن احتمال تسفير مجموعات فلسطينية الى قطاع غزة، اوضحت المصادر ان زكي أثار هذا الموضوع بالذات من زاوية ان هناك حاجة فلسطينية للاستعانة بعناصر فلسطينية موجودة في الشتات وتحديداً في بيروت توكل اليها ضبط الحدود الدولية بين غزة ومصر واسرائيل. وأكدت ان زكي قال في لقاءاته مع مسؤولي الفصائل الفلسطينية ان الافضلية ستعطى للفلسطينيين المقيمين في لبنان، مشيرة الى ان طرح هذا الموضوع لا يعني ان المسؤول عن الملف الفلسطيني حضر خصيصاً الى لبنان للإعداد لهذه المسألة بمقدار ما انه عكس وجود رغبة لدى الدولة الفلسطينية بالاستعانة بالعناصر في لبنان لضبط حدودها الدولية. وكان زكي تمنى على السنيورة ان يتولى ملف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان شخصياً، وأكد انهما توافقا على مواصلة الحوار. وقال بعد لقائه الشيخ قاووق:"شرحنا للأخوة في"حزب الله"اننا على مشارف انسحاب اسرائيلي من قطاع غزة. وهم المعنيون معنا في الهم الفلسطيني وأكدنا ان أي انسحاب اسرائيلي يأخذ طرقاً ملتوية لمقايضة غزة بأي ثابت من ثوابتنا الفلسطينية مرفوض جملة وتفصيلاً ونحن نسعى لأن يكون لبنان معنا في الجهد القومي ولن يكون معنا اذا لم تكن لنا صلة بالقوة الحية التي يمثلها"حزب الله"والمقاومة التي انتصرت في الجنوب". ورأى زكي"ان من حق لبنان معالجة اوضاعه في ظل الاحتلال والتهديد الاسرائيلي المباشر ولا يجوز ان يرفع يديه ويستسلم، فهو لا يملك مفاعل ديمونة ولا اسلحة نووية ولا طائرات، اهم شيء في لبنان هو الانسان الذي اعاد الكرامة الى العرب". وكان زكي التقى وفداً من الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين برئاسة عضو المكتب السياسي علي فيصل. ودعا الوفد الى الشروع بتشكيل لجنة فلسطينية ? لبنانية مشتركة لتنظيم العلاقات المشتركة عبر حوار رسمي. من جهته، أكد سلطان ابو العينين من مخيم الرشيدية"ان السلاح الفلسطيني في المخيمات مرتبط حصرياً بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وهي التي تقرر مصيره ومصير كل القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والقرارات الدولية وأولها القرار 194". وقال:"نحن لا نقبل لأي مخيم ان يشكل مصدر قلق أمني للبنان، والسلاح الفلسطيني لن يشكل خطراً على السلم الاهلي اللبناني، فهو لحماية انفسنا ولن نعيد عقارب التاريخ الى الوراء".