يلاحظ خلال السنوات الفائتة الأخيرة، اطراد في عدد الأعمال الدرامية الخليجية. ولا يخفى سبب أن تحظى المسلسلات الخليجية بنسبة عالية من المشاهدين الخليجيين تحديداً، باعتبارها مرآة تعكس حياتهم الاجتماعية. ولا تنحصر تلك الحياة في طبقة أو فئة اجتماعية محددة. فهناك الطبقة المخملية، فيكون حضور قوي للديكور المكلف والمنازل الفخمة، والسيارات الفارهة، والأزياء والإكسسوارات الثمينة... وهناك أعمال ترتكز على قصص عن الطبقة الكادحة في المجتمع الخليجي، أو الفئات المهمشة أو أصحاب قضايا"الخطوط الحمر"... بتسليط الضوء على حالات فردية كپ"البدون"وپ"اللقطاء"و"المدمنين"و"المساجين"وعائلاتهم... ولا يستغرب حضور الأزياء والإكسسوارات الثمينة في مسلسلات تناقش قضايا الطبقة المخملية، لكنّ المستغرب حضورها مع الشخصيات الكادحة، ليعدّ ذلك خطأ فنياً فادحاً في بعض المسلسلات. وإذا كان ذلك الخطأ مستبعداً بالنسبة إلى كثيرين على رغم حضوره، فإن الخطأ الأوضح اهتمام بعض الممثلات الخليجيات بالماكياج حتى لو كان المشهد يصور استيقاظها من النوم. وفي كل عام تحاول الوجوه المخضرمة والأخرى المعروفة الحفاظ على التميّز والتجدّد والتألق أمام الجمهور والتصدي لأنواع من الوجوه الجديدة، خصوصاً أن قائمة تلك الوجوه تطول، بعد انضمام القادمين من عالم الغناء، وعروض الأزياء، ومن الإعلانات والبرامج التلفزيونية... ومن أحدث أولئك المنضمين"المطربة"الكويتية مرام، في مسلسل"صحوة زمن"- علىپMBC - وهو من تأليف"وهج"وإخراج عبدالعزيز المنصور والبطولة لسعاد العبدالله. وهناك أيضاً مواطنتها"المذيعة"مشاعل الزنكوني في مسلسل"عديل الروح"للكاتبة فجر السعيد، اخراج البيلي احمد، والبطولة لخالد النفيسي، وعبير احمد، ويعقوب عبدالله - على شاشة تلفزيون دبي. وكلتا"الممثلتين"- حالياً - تشارك على حدة في مسلسل واحد فقط أي حصرياً في مسلسل واحد، ليكون هناك الممثل الحصري كما المسلسل الحصري. وتدخل مرام والزنكوني في منافسة على مستوى التسريحات والماكياج والأزياء أيضاً، لينضمّا إلى لائحة طويلة تبدأ بزينب العسكري في"عذاري" وعبير أحمد في"عديل الروح" المميزتين دائماً بمكياجهما وتسريحاتهما وأزيائهما. وتصل اللائحة إلى الممثلة الكويتية الشابة إلهام الفاضلة ومواطنتها الشابة أيضاً شيماء والتي حضرت في المنافسة بقوة هذا العام. هذه المنافسة المعتمدة على المظهر، والتي لا ينكر احد أهميتها بالنسبة إلى بعض المشاهدين، إضافة إلى موهبة التمثيل، لقيت رواجاً وإقبالاً بين الممثلين الشبان أيضاً يعقوب عبدالله ومحمد الصيرفي ومشاري البلام. وهي تلقى متابعة من بعض الشبان والفتيات المشاهدين، خصوصاً أولئك القريبين بطولهم ووزنهم وأجسادهم من الممثل والممثلة المهتم بأناقته. ولعل أكثر الخليجيات المعروفات بالجديد والصارخ - خارج مجال الدراما -"المذيعة"حليمة بولند والتي بدت في مجلات وصحف كثيرة ترتدي بنطلونات وپ"تي شيرت"عليها صورها نفسها. وعلى رغم حضور الموضة وپ"النيولوك"الصارخين والمتجددين على مسلسلات هذا العام بين الشبان والفتيات الممثلين، في مسلسلات مثل"عندما تغني الزهور"وپ"اللقيطة"والمسلسلين المذكورين آنفاً، فلا تزال بعض الفنانات رمزاًََ للأناقة البسيطة، ومن بينهن سعاد العبدالله وحياة الفهد. وتبدو أزياؤهما وماكياجهما متناسبة مع ما تؤديان من أدوار، سواء كانت إحداها غنية أو فقيرة، ومن دون أن تجر"الجلابية"وراءها، أو تبالغ في الماكياج النهاري ككثير من الفنانات الجديدات على"المهنة"، وربما البعيدات من صدقية الأداء و"المنتجات"للموضة. ومما يؤكد تلك المنافسة المستمرة، في تلك المسلسلات الثلاثة وسواها، عدم تكرار الفنانة لأزيائها على رغم مرور أكثر من أسبوعين على الشهر"الموسم"، خصوصاً إذا عرفنا أن الممثلة في المسلسلات الخليجية مسؤولة عما تلبس وليس الكادر الإنتاجي - طالما أن العمل بعيد من تصوير حقبة زمنية ماضية أو ليس فانتازيا. وذلك ربما دفع ممثلات كثيرات إلى انتقاء ما يميزهن عن غيرهن، وبالتالي يعطين فرصة لربات البيوت والسيدات لمعرفة كل جديد في مجالات الأزياء والتسريحات، كون واجهات المحلات التجارية لا تعطي الشكل المحبب لفنانينا المفضلين، والكثير من المحال التجارية لا يعرض القطعة مع مستلزماتها وكمالياتها. هل زاد من حدة منافسة إنتاج"الموضة"وپ"النيولوك"تزايد عدد الفنانات الخليجيات والممثلات العربيات القادرات على إتقان اللهجة الخليجية؟ على أي حال، من هي الممثلة التي ستحصل على لقب"أكشخ"ممثلة هذا العام، فتتداول صورها في مواقع الإنترنت التي تعج بالمعجبين والمعجبات؟