رغم السوء الذي تحتويه المسلسلات الخليجية المعروضة الآن على القنوات الفضائية إلا أن جمهورها في ازدياد واضح وبشكل يدع للتساؤل حول السبب الرئيس الذي يدفع المشاهد السعودي للتعلق بها. فما الذي يبحث عنه الرجل والمرأة السعودية من المسلسلات الخليجية؟. إنه سؤال متشعب ومتغير يصعب حصر إجابته في سطور معينة. الرجل السعودي في الماضي كان يبحث عن الجمال الخليجي في هذه المسلسلات ويضرب الأمثال والأشعار الغزلية في ممثلة معينة ويتسابق على متابعة صورها الجديدة في الصحف والمجلات، ولكن بعد غزو الجمال "التركي" للفضائيات العربية بدأت تنسحب صورة الفنانة الخليجية من ذهنه تاركة موقعها لصور "لميس ونور". في المقابل فإن المرأة السعودية يتلخص اهتمامها في متابعة المسلسلات الخليجية نحو أزياء الفنانات وآخر صيحات الموضة وطريقة الماكياج المستخدم وطرق تسريحة شعرهن، بل وفي معرفة دار الأزياء التي صممت رداء الفنانة والكوافير التي تظهر بشارة بداية ونهاية المسلسل. وقد بلغ اهتمام المرأة السعودية بهذه الشكليات إلى حد أنها لم تعد تهتم بالقيمة الفنية للعمل الدرامي وأصبحت تقبل مشاهدة أسوأ الأعمال طالما أن هاجسها الأول والأخير هو متابعة لبس الممثلة وإكسسوارتها. ومثل هذا الاهتمام السطحي الذي لا ينظر إلا لقشور العمل الفني ساهم في هبوط الدراما الخليجية وأدى إلى تحول المسلسلات إلى معرض مباشر للأزياء واستعراض للماركات وللسيارات والقصور الفارهة، وهو ما أدركته القنوات الفضائية التي فهمت طبيعة العلاقة التي تربط المشاهد بهذه الأعمال فأخذت تتسابق على الفوز بالعرض الحصري للمسلسلات الخليجية تحقيقاً للمبدأ الإعلامي المعروف "الجمهور عاوز كده" وتلبية لحاجة المرأة السعودية الباحثة عن الجمال. ومادامت هذه هي الحال فلا نستغرب اهتمام القنوات اللبنانية بالمسلسلات الخليجية السيئة لأن الهدف تسويقي وترويجي للإعلانات وتحقيق أكبر نسبة من مشاهدة السعوديين والخليجيين لهم.