قتل ثلاثة عشر شخصا على الأقل وجرح 33 امس، بانفجار خمس سيارات مفخخة في بغداد عشية عيد الاضحى، استهدفت احداها مبنى يقيم فيه جنود استراليون. فيما اعلن الجيش الاميركي مقتل 26 شخصا واصابة 21 آخرين. وتبنت جماعة الاردني ابي مصعب الزرقاوي عبر موقع على الانترنت مسؤوليتها عن الهجمات الانتحارية على السفارة الاسترالية وعلى مركزين للشرطة في بغداد. وجاء في البيانات المنسوبة الى"قاعدة تنظيم الجهاد في بلاد الرافدين"ان اعضاء في"فرق الاستشهاد"نفذت العمليات. وقال مسؤول في وزارة الداخلية العراقية ان"سيارة مفخخة اولى انفجرت في السابعة صباحا بالتوقيت المحلي قرب مبنى من سبع طبقات يقيم فيه جنود استراليون مكلفون حماية مبنى السفارة الاسترالية". وأكد الضابط في الشرطة العراقية حسين علي ان عراقيين قتلا وأصيب ستة آخرون في هذا الهجوم، مشيرا الى انه عملية انتحارية. واضاف ان"رجلا كان يقود شاحنة مسرعة فجرها امام حاجز اسمنتي ما ادى الى مقتل مدنيين كانا في المكان". وتابع ان"موظفين يعملان في وزارة العدل واربعة آخرين كانوا ينظفون الشارع قرب المكان اصيبوا في الانفجار". واعلنت الحكومة الاسترالية ان جنديين استراليين اصيبا. وقال السفير الاسترالي في بغداد هاورد براون ان الانفجار كان يستهدف مصالح بلاده. وأعلنت القوات الاسترالية"ان الجريحين من وحدة الأمن اصابتهما بسيطة. وهما على اتصال بذويهم". وطوقت القوات الاميركية على الفور مكان الانفجار ومنعت الناس والصحافيين من الاقتراب. وطاولت الاضرار عددا من السيارات المدنية في مكان الحادث. وبعد نحو نصف ساعة انفجرت سيارة مفخخة ثانية قرب مستشفى العلوية ما اسفر عن سقوط ستة قتلى. واوضح ناطق عسكري اميركي"ان الهجوم وقع قرب مركز للشرطة العراقية". واكد مصدر في مستشفى الكندي ان بين القتلى امرأة مجندة في الشرطة، مشيرا الى وقوع خمسة جرحى. وبعد 40 دقيقة من الانفجار الثاني دوى انفجار سيارة مفخخة ثالثة جنوب غربي مطار بغداد الدولي، ما أدى الى مقتل اثنين من الحرس واصابة ثلاثة آخرين. وبعد نحو ربع ساعة، فجر انتحاري نفسه بسيارة مفخخة عند مدخل قاعدة عسكرية عراقية، ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص وجرح 11 آخرين. وقال الضابط فلاح حسن"ان الانتحاري كان يقود سيارة بيك-اب بيضاء اللون وحاول دخول مطار المثنى من بوابته الجنوبية". وقال الطبيب قيس سعد من مستشفى اليرموك:"ان المستشفى تسلم جثتين لمدني وجندي وخمسة جرحى كلهم عسكريون". فيما قال طبيب آخر في مستشفى الكرخ انه تم نقل جثة جندي الى المستشفى، بالاضافة الى ثلاثة جرحى عسكريين وثلاثة مدنيين. وجرح ثمانية اشخاص في هجوم خامس بسيارة مفخخة في وسط بغداد، وأكد مصدر طبي في مستشفى الكرخ القريب من مكان الانفجار ان"مدنيا وسبعة شرطيين اصيبوا عندما انفجرت السيارة مستهدفة بنك الرافدين". وأفاد الضابط في الجيش العراقي فؤاد عيسى ان سيارة مفخخة يقودها انتحاري انفجرت مستهدفة المصرف، فيما كان عناصر الشرطة متجمعين لقبض رواتبهم قبل عيد الاضحى. وكانت هناك 25 سيارة شرطة امام المصرف. من جهة اخرى، قتل شرطي واصيب اثنان آخران بانفجار سيارة جنوببغداد، بحسب ما افاد بيان صادر عن القوة المتعددة الجنسية. وجاء في البيان ان"الشرطة العراقية ابلغتنا صباحاً بانفجار سيارة مفخخة على الطريق بين المحاويل والمسيب". وفي الموصل، انفجرت سيارة مفخخة كانت تستهدف دورية اميركية في المدينة 370 كلم شمال بغداد ما ادى الى اصابة عراقي. واندلعت اشتباكات في ثلاث مناطق في مدينة الرمادي بعدما أطلق مسلحون قذائف صاروخية على دورية أميركية. ولم ترد تقارير فورية عن سقوط قتلى أو جرحى، لكن شهوداً قالوا ان المسلحين دمروا سيارة"همفي"أميركية وان مدنيين حوصروا وسط تبادل النار. وعززت القوات الاميركية مدعومة بعشر مركبات مدرعة على الاقل مراكزها في حين حلقت مروحيات ومقاتلات فوق الجزء الشرقي من المدينة. واعلنت وزارة الدفاع الهولندية ان عراقيا قتل امس، برصاص الجنود الهولنديين في محافظة المثنى بعدما رفض التوقف عند حاجز تفتيش. وكانت القوات الاميركية ذكرت في بيان لها إن اثنين من المدنيين العراقيين قتلا داخل سيارة عندما حاولا اختراق دورية للقوات المتعددة الجنسية الثلثاء الماضي في بلدة تلعفر. وافادت مصادر الشرطة في مدينة دهوك 450 كلم شمال بغداد ان محافظ دهوك نيرفان احمد نجا امس، من محاولة جديدة لاغتياله. وان"عبوة ناسفة انفجرت عند مرور موكبه بينما كان متوجها الى مقر عمله في مبنى المحافظة وسط المدينة من دون ان يؤدي ذلك الى اصابة اي شخص". الا ان الانفجار سبب اضراراً في سيارته. وسبق ان تعرض احمد في كانون الاول ديسمبر وايلول سبتمبر الماضيين الى محاولتين فاشلتين لاغتياله اسفرتا عن اصابة اثنين من حراسه. وفي اربيل 350 كلم شمال بغداد التي يسيطر عليها"الحزب الديموقراطي الكردستاني"بزعامة مسعود بارزاني انفجرت عبوة ناسفة عند مرور موكب اللواء وريا معروف عميد كلية الشرطة ما ادى الى مقتل شخص وجرح اثنين آخرين. وعلى صعيد الاعتقالات، انهت القوات الاميركية حملة تمشيط واسعة في منطقة اللطيفية جنوببغداد. وأعلنت انها"بمساعدة الجيش العراقي وقوات الامن العراقية قتلت 11 مسلحا واعتقلت 91". وقال قائد لواء المشاة الثاني في الجيش الاميركي العقيد فود مايكل أن"الحملة على عكس مثيلاتها التي جرت في السابق اعتمدت على معلومات حصلتا عليها من أهالي المنطقة". وأشار الى أنه"تم القبض على 19 مسلحاً في حوزتهم أسلحة وذخيرة بكميات كبيرة نهبت خلال سقوط النظام السابق". وقال ان اشتباكا وقع وقتل 11 مسلحا. وأن"العملية لم تكن عسكرية فحسب، بل لتأمين المنطقة تمهيداً لاجراء الانتخابات والشروع باعادة اعمار مشاريع الري والكهرباء والمياه والطرق التي خصص لتنفيذها 15 مليون دولار".