سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اللبناني فادي ماضي طُرد من المانيا بعد الغاء اقامته وتوقع نقل المؤتمر الى فيينا . مؤتمر الحوار العربي - الالماني في برلين ينتهي بطرد منسقه وانسحابات مفاجئة
بدأت الحكومة الألمانية في تنفيذ تهديداتها بمنع عقد ما أطلقت عليه تسمية "مؤتمر الاسلاميين" في برلين مطلع الشهر المقبل، فأعلنت عن طرد المنسق العام للمؤتمر: اللبناني فادي ماضي، بعد سحب الإقامة منه. وقالت ناطقة باسم وزير داخلية ولاية برلين إرهارت كورتينغ بعد ظهر أول من أمس، ان المذكور رحِّل الى بيروت، وأن الخطوة نسقت مع النائب العام الاتحادي كاي نيم الذي ذكر انه توجد في حق ماضي "دعوى بسبب انتسابه الى تنظيم مشبوه". وكان ماضي اعتقل فور عودته الى المانيا اول من امس، من زيارة للبنان استغرقت أياماً عدة بهدف الترويج للمؤتمر ودعوة فاعليات للمشاركة فيه وجمع تبرعات. ولم تصدر بعد ردود فعل على قرار الطرد، إلا أن وزراء داخلية ولايات ألمانية عدة كانوا أعلنوا قبل ذلك عن دعمهم تصريحات وزير الداخلية الاتحادي أوتو شيلي الذي سبق وأكد انه سيبذل كل ما في وسعه لمنع عقد المؤتمر الذي يسعى في رأيه الى "تمجيد الاعتداءات الحاصلة في اسرائيل والعراق" و"معاداة السامية". وذكرت مجلة "دير شبيغل" الاسبوعية الألمانية ان الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في البلاد كانت على علم بالدعوة الى المؤتمر منذ أربعة أشهر، إلا أنها لم تجد ضرورة للتحرك ضد الداعين اليه أو لإبلاغ وزير الداخلية عنه، الى أن أرسل رئيس "مركز سيمون فيزنتال" اليهودي في باريس رسالة الى شيلي يحذر فيها بشدة من عقد مؤتمر للاسلاميين في برلين معادٍ للولايات المتحدة وإسرائيل، يمكن أن يشكل ملتقى لتجنيد مقاتلين شباب في الحركات الإرهابية. وادعت المجلة ان فادي ماضي دخل مجال مراقبة الاجهزة الأمنية قبل فترة غير وجيزة "بعدما اشتكت عليه زوجته الألمانية التي اتهمته بأنه ضربها مرات عدة". وأضافت المجلة انه في أيار مايو الماضي، قامت زوجته التي ابتعدت عنه من برلين الى شتوتغارت بإطلاع قيادة الشرطة هناك على الغرض الأساس من المؤتمر الذي يحمل شعار "المؤتمر العربي الاسلامي الدولي الأول" في أوروبا. كما أطلعتهم على عقد مؤتمر تحضيري له في شهر حزيران يونيو الماضي. وكشفت أيضاً، بحسب المجلة، ان ماضي "نشط في البداية في دائرة حزب الله اللبناني ثم انتسب الى الحزب السوري القومي الاجتماعي، ولكن لا علاقة له بالاسلاميين". وأضافت ان علاقة زوجها مع الحزب في ألمانيا توقفت بعد الخلاف الذي وقع بينه وبين رئيسه. وعن المسؤول الثاني عن تنظيم المؤتمر اللبناني غبريال ضاهر 46 سنة الذي اعتنق قبل سنوات الاسلام ويعيش في المانيا منذ 26 سنة ويحمل الجنسية الألمانية، قالت "دير شبيغل" انه "أعطى انطباعاً ساذجاً عن نفسه عندما أرسلت الشرطة وراءه لطرح اسئلة عليه الاسبوع الماضي". ونقلت عنه انه ذكر انه "لا يعرف شيئاً في السياسة" وانه "مسيحي ومسلم في الوقت نفسه". وأضافت انه بسبب مثل هذه التصريحات، نظر المحققون الألمان الى منظمي المؤتمر "على انهم كمن يسعى الى اظهار نفسه، وليس كمن يعتبروننا من الاستراتيجيين الخطرين". وكشفت المجلة انه بسبب "الشكوك في سمعة منظمي المؤتمر، غيّر عدد من المدعوين المعروفين للمشاركة في المؤتمر رأيه في الأمر". وقالت ان النائب العمالي البريطاني جورج غالوواي تخلى عن فكرة المشاركة بعد اطلاعه على فحوى الدعوة الموجهة، ومثله أيضاً المناهض للحرب على العراق والرئيس السابق لهيئة التنسيق التابعة للأمم المتحدة هانس فون سبونيك. ويذكر في هذا المجال ان الداعين الى المؤتمر ذكروا في بيان أصدروه أخيراً ان من أهدافه أيضاً مقاومة الاستعمار أينما كان ومكافحة العولمة وإجراء حوار اوروبي - عربي اسلامي. ودعوا لهذا الغرض، اضافة الى غالوواي وفون سبونيك، ممثلين عن أحزاب وحركات سياسية ومنظمات حكومية وغير حكومية في أوروبا مثل الحزب الاشتراكي الاسباني وتجمع الحركات المناهضة للعولمة في ايطاليا وحزب الخضر الألماني والحزب الحر النمسوي. كما دعوا ممثلاً عن الرئيس الكوبي فيديل كاسترو وآخر عن الرئيس البرازيلي، متوقعين حضور نحو 800 شخص. علاقة للمؤتمر بصدام؟ ولاحظت مصادر أن قسماً مهماً من الهيئات العربية المدعوة تعتبر من أنصار الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وأرسلت وزارة الخارجية الألمانية قبل أيام تعميماً الى سفاراتها وقنصلياتها في العالم تحظر اعطاء سمة دخول الى كل من يذكر انه يريد المشاركة في المؤتمر. وفي المقابل، رد ماضي بالقول إن عقد المؤتمر في برلين "لا يتطلب الحصول على إذن مسبق، كونه سيعقد في قاعة مغلقة وليس في فناء عام، وبحسب قانون ولاية برلين لا يمكن منع المؤتمر". وقال انه "في حال استمرت الممانعة الألمانية للمؤتمر، يرجح نقله الى فيينا حيث الأحزاب الحاكمة متعاطفة معنا". وأوضح ماضي في حديث الى "الحياة" ان ما تردد عن أن بين المشاركين الكثير من أنصار الرئيس العراقي السابق صدام حسين "سببه ان كل المواقع على الانترنت التابعة لحزب البعث العربي الاشتراكي تضع اخبار المؤتمر على صفحاتها الأولى". ولفت الى "ان تمويل المؤتمر ذاتي، إذ يشارك كل شخص يأتي من دول عربية وإسلامية ب75 يورو ومن أوروبا ب25 يورو ومن ألمانيا ب15 يورو ومن بقية العالم ب25 يورو، على ان الاقامة على حساب المشاركين، علماً اننا حصلنا على أسعار مخفضة في الفنادق التي لم تكشف عن اسمائها لئلا تتعرض الى ضغوط كنا نتوقعها". وإذ أكد ماضي الذي كان ينتمي الى الحزب السوري القومي الاجتماعي وتركه عند انشقاق الحزب ان "المؤتمر ليس للإسلاميين انما المشاركين هم من اليسار والقوميين وان المسلمين فيه من الاسلام المعتدل المقيم في أوروبا". حرج ألماني من اسرائيل وأشارت مجلة "دير شبيغل" في تقريرها الى ان مسألة منع عقد المؤتمر أصبحت بالنسبة الى وزير الداخلية شيلي كما لوزير الخارجية يوشكا فيشر "مسألة مبدئية تحمل مغزى كبيراً لأنهما يشعران بمسؤولية شخصية ازاء اسرائيل ويخشيان ايضاً من تردي سمعة المانيا الاتحادية اذا عقدت مئات عدة من العرب المتطرفين مؤتمراً وخرجوا منه ببيانات معادية للسامية". وأضافت ان المشكلة تتجاوز عقد المؤتمر لتطرح سؤالاً "عن مدى التسامح الذي يمكن السلطات الألمانية ابداءه عندما يعقد مسلمون في ألمانيا اجتماعاً يتناقشون فيه في السياسة، لكنهم يحرِّضون في الوقت نفسه ضد الولاياتالمتحدة وإسرائيل؟".