مؤتمر الاسلاميين، كما أطلقت عليه الحكومة الألمانية، قد أكد وزير داخليتها أوتو شيلي انه "سيبذل كل ما في وسعه لمنع عقده"، وهو يسعى، في رأيه، الى تمجيد الاعتداءات الحاصلة في اسرائيل والعراق ومعاداة السامية. ولعل الوزير الاتحادي اعتمد تقريراً سرياً وضعته الاستخبارات السويسرية بناء على طلب الحكومة الفيديرالية، ويقول ان الحركات اليسارية المتطرفة، والجمعيات المناهضة للعولمة أكثر تهديداً لأمن البلاد من الحركات الإسلامية. فقامت الحكومة بطرد فادي ماضي، المنسق العام للمؤتمر، وهو رئيس "الحركة العالمية لمناهضة العولمة" من الأراضي الألمانية بعد سحب وإلغاء الإقامة منه، وهو المقيم في برلين منذ أربع سنوات وستة أشهر. أما العامل الانساني الثاني، وهو ما سبب كل هذه المتاعب لرئيس "مناهضة العولمة"، ما نشرته مجلة "دير شبيغل" الألمانية، أن "ماضي دخل مجال مراقبة الأجهزة الأمنية قبل مدة غير وجيزة بعدما اشتكت عليه زوجته الألمانية التي اتهمته بأنه ضربها مرات عدة". وأضافت المجلة ان "في أيار مايو الماضي قامت زوجته التي ابتعدت عنه من برلين الى شتوتغارت بإطلاع قيادة الشرطة هناك على الغرض الأساس من المؤتمر الذي يحمل شعار المؤتمر العربي الإسلامي الدولي الأول في أوروبا"، كما أطلعتهم على عقد مؤتمر تحضيري له في شهر حزيران يونيو الماضي. وكشفت المجلة ان ماضي نشط في البداية في دائرة "حزب الله" اللبناني، ثم انتسب الى الحزب السوري القومي الاجتماعي، وسماه النائب الاتحادي، السيد نيم، "تنظيماً مشبوهاً". ثم أضافت الزوجة المضروبة: "لكن لا علاقة له بالإسلاميين". وقالت ان "علاقة زوجها مع الحزب - السوري القومي - في المانيا توقفت بعد الخلاف الذي وقع بينه وبين رئيسه". مع العلم أن حل المشكلات الزوجية له مؤسساته في الغرب. وتصريحات الزوجة "المضروبة" ليس لها علاقة بالمشكلة الزوجية. أما العامل الديبلوماسي، فقد أشارت "دير شبيغل" في تقريرها، الى أن مسألة منع عقد المؤتمر أصبحت بالنسبة الى وزير الداخلية شيلي كما لوزير الخارجية يوشكا فيشر، "مسألة مبدئية تحمل مغزى كبيراً لأنهما يشعران بمسؤولية شخصية ازاء اسرائيل، ويخشيان أيضاً من تردي سمعة ألمانيا الاتحادية اذا عقد مئات من العرب المتطرفين مؤتمراً وخرجوا منه ببيانات معادية للسامية". وأضافت المجلة ان المشكلة تتجاوز عقد المؤتمر لتطرح سؤالاً "عن مدى التسامح الذي يمكن السلطات الألمانية ابداءه عندما يعقد مسلمون في ألمانيا اجتماعاً يتناقشون فيه في السياسة، لكنهم يحرِّضون في الوقت نفسه ضد الولاياتالمتحدة واسرائيل". يبقى بصيص أمل إذ يرجح ماضي نقل المؤتمر الى فيينا/ النمسا، حيث ان الأحزاب الحاكمة متعاطفة معه. فهل نتوقع من الشقيقة الصغرى فتح باب مقاومة الاستعمار، أينما كان ومكافحة العولمة، وإجراء حوار أوروبي - عربي - إسلامي؟ فيينا - محمد الرمادي