في 23/7/2004، قام الآلاف من ميليشيات النظام، والجنجويد، في زي القوات والشرطة السودانية، بهجوم كبير على المناطق الواقعة بين مدينتي الفاشر وكتم، مستخدمين المدفعية الثقيلة والطائرات. وقتلوا المئات من المواطنين. ولا شك في ان تعنت نظام الخرطوم واخفاء الحقائق وارتكاب هذه الجرائم، على رغم زيارة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، وزيارة وزير خارجية اميركا، كولن باول، جعل من مسلك النظام الشمولي، تحت غطاء الاسلام، تحدياً واضحاً وسافراً للمجتمع الدولي. وما اطلقته جبهة "الانقاذ" من التصريحات بأن اي تدخل عسكري بدارفور يندرج في باب الاحتلال والغزو، يرد عليه: ليكن احتلالاً وغزواً ما دمنا اليوم تحت الاحتلال والغزو، وأراضينا اليوم محتلة من الجنجويد الدخلاء الغرباء، المدعومين من دعاة الاستعمار الداخلي الانقاذيين. ويرى النظام ان اي عقوبات للسودان لن تجدي. وقام بمسرحية جديدة بإلباس الجنجويد زي الشرطة السودانية. وأرسل ما لا يقل عن ستة آلاف شرطي دعماً للجنجويد. وقام بمحاكمات صورية لعشرة سودانيين نشك في حقيقتها. والغرض منها تمويه الحقائق والدلائل، وذلك في شكل اقرب الى الاساءة للمؤسسة الدولية. وهذا النظام قام بإيواء الجماعات الاسلامية في الخرطوم من قبل، ودعمها بالسلاح والتدريب، وفتح السودان لها، وخطط لاغتيال الرئيس المصري في أديس أبابا. وقام بالمجازر والضرب بالطائرات، في جنوب السودان وجبال النوبة وشرق السودان ودارفور. ورفض نزع اسلحة الجنجويد، وتسليم قادتهم. ولا يجوز اعتبار مسلكه هذا مسلكاً مقصوراً على قضية دارفور، اذ هو في الحقيقة عدوان موجه لقيم المجتمع الدولي، وازدراء سافر لها. ويأتي السؤال عن الوازع الكامن وراء هذا الازدراء والعدوان على شعب بريء ومسالم، وتجنيد النظام الميليشيات الارهابية. وكل الحيثيات والدلائل والمؤشرات تشير الى ان الاسرة الدولية لا تتهاون في قضية دارفور. النظام يظن انه فعل في جنوب السودان الابادة والمجازر، وخرج ببروتوكول مشاكوس. ويريد ان يكرر سناريو جنوب السودان نفسه في دارفور. والنظام مخطئ وعليه مراجعة حساباته. وهذه المرة الصفعة ستكون قوية وموجهة للنظام نفسه، وسيلاحق مسؤولو الدولة وجنجويدهم. والنظام هو المعوق الرئيسي. وأتوقع ان يقوم النظام بالهجوم على معسكرات اللاجئين داخل دارفور وتشاد لإجبار اللاجئين على العودة بقوة السلاح. فيجب ان يسرع الخطو نحو حل قضية دارفور، لأن في كل يوم ودقيقة وثانية نفقد ابرياء بسبب الهجمات التي يقوم بها نظام الخرطوم جواً بطائراته، وبراً بميليشياته، وبسبب النقص الحاد في المواد الغذائية التي عجز نظام القهر والتسلط عن ان يوفرها لمواطني دارفور، وفصل الخريف دخل، والأمطار اليوم تهطل بغزارة، والمواطنون تحت الاشجار، وتحت مظلات اكياس السكر والذرة التي لا تحميهم من الامطار والاطفال يموتون يومياً من سوء التغذية والملاريا. القاهرة - حسن آدم كوبر عضو التحالف الفيديرالي الديموقراطي السوداني [email protected]