استدعاء دولة تشاد للسفير السوداني في نجامينا إشارة الى تحول سياسي جديد. وتحذير تشاد للسودان من دخول ميليشيات الجنجويد لأراضيه، وانتهاك الطائرات السودانية للأجواء التشادية، تحول سلبي في طبيعة العلاقات الأمنية والسياسية بين البلدين. فالهجوم على بلدة كلبس التشادية، ومعسكر منطقة دليج بوادي صالح قد يعطي تشاد الدافع القوي الى تغيير سياساتها وعلاقتها بالسودان. ولربما تلعب اميركا دوراً مهماً، لتكون دولة تشاد حليفاً قوياً لها. وإذا تم ذلك تكون المشاطة قد تمت، ويكون العرس بالمرس ويأكل الإنقاذيون الشية بالحنظل بدل اكلهم الشية بالعسل في دارفور. وبذلك تكون بداية سقوطهم في السودان. لم تنجح جبهة "الإنقاذ" في طرح منطق جديد لحل المشكل السوداني، بل عملت على تخريب علاقات السودان الخارجية. وازدادت الأمور سوءاً مع فتح جبهة في شرق السودان ودخول مدينة كسلا. ثم جاءت الثورات المسلحة في دارفور، في 2003، وبدلاً من ان تأخذ "الإنقاذ" العبرة من دروس الماضي، وتعمل على احتواء مشكلة دارفور بالحوار استخدمت القوة والجنجويد كأدوات لحل القضية. واستطاعت الحركات تدويل قضية دارفور، وانتقلت قياداتها الى كل من اريتريا ارض الثورات ويوغندا وبريطانيا. ودخلت منظمات كثيرة الى دارفور لمعرفة الحقيقة. وخرجت بتقارير مخيفة تدين النظام بتهمة الحرب العنصرية والانتهاكات والنظام لا يستطيع ان يستخدم شماعة الدين في اهل دارفور، كما استخدمها في جنوب السودان وجبال النوبة. فالوضع في دارفور اصبح، خارج اطار السلطة الأمنية والسياسية، وينبئ بأن العملية طويلة ومعقدة. ولربما، إذا فشلت المفاوضات في نيفاشا، نرجع للمربع الأول. وقد تفتح خمس جبهات قوية جنوب السودان، ودارفور، وجبال النوبة، والنيل الأزرق، وشرق السودان. ولربما تظهر حركة عسكرية في حلفا او دنقلا تبرهن على فشل سياسة "الإنقاذ" التي لم تخطط جيداً للوضع. والتطورات الجديدة على الحدود السودانية - الإثيوبية تعطي مؤشراً خطيراً، ولربما تجعل من الصعب طرح تصور لسيناريو حل محدد جديد. والسؤال: هل ينجح احمد ابراهيم دريج، ود.شريف عبدالله حرير، وعبدالواحد محمد احمد نور، وأركو مناوي، ود.خليل ابراهيم، ود.تجاني سيسي ود.علي الحاج، في جمع ابناء دارفور في مؤتمر لتوحيد الرؤى في قضية دارفور والسودان؟ القاهرة - حسن أدم كوبر عضو التحالف الفيديرالي الديموقراطي السوداني