انطلاقاً من مبدأ المسؤولية الوطنية والأخلاقية والإنسانية تجاه اهلنا في إقليم دارفور، واستشعاراً منا بالمسؤولية التاريخية امام الأجيال اللاحقة، على اختلاف اصولنا العرقية وانتماءاتنا القبلية والسياسية وموروثاتنا المحلية، وامتثالاً لقوله تعالى ]يا أيها الذين آمنوا قوا انفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظٌ شدادٌ لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يُؤمَرون[، كان لزاماً علينا، كسودانيين عموماً وكأبناء دارفور خصوصاً في المهجر وداخل السودان، ان نعبر عن حقيقة المأساة في قرى دارفور. فالأمم والشعوب تتسابق نحو الرفاهية والازدهار بروابط العلاقات الفكرية والإنسانية، والتكتلات الاقتصادية. اما في دارفور فأحرقت القرى بواسطة طائرات النظام وقوات ما يسمى ميليشيات الجنجويد، وأزهقت الأرواح، ودمرت الحياة البريئة، ومزقت الوشائج، وقطعت العهود، فتخلخل النسيج الاجتماعي. وأدى ذلك الى قيام ثورة عارمة في دارفور على المستعمرين الجدد. وهذه الحركات الثورية تطالب بمطالب منطقية وهي اقل مما تطالب به الحركة الشعبية. وقضية دارفور لا تقل عن قضية اخواننا في جنوب السودان وجبال النوبة وشرق السودان. وأهل دارفور اليوم في معاناة كبيرة بسبب الانتهاكات التي يرتكبها نظام الخرطوم، وميليشياتها التي تقوم بالتقتيل والتشريد. وهذا لن يزيد اهل دارفور إلا تماسكاً ووحدة. والإرادة حتماً ستنتصر، عاجلاً ام آجلاً، على المستعمرين الغزاة الذين ارادوا طرد انسان دارفور الأصيل من ارضه، ليحل محله الدخيل والغريب، ولكي يسيطروا على الأراضي الزراعية الخصبة. ولقد دأب المستعمرون على اهمال مطالب المهمشين في الأطراف: في الخدمات والتنمية والمشاركة العادلة في السلطة والثروة. بل واجهوا المطالب بالسلاح وحمل اهل دارفور السلاح اضطراراً، ودفاعاً عن قراهم وأنفسهم. وأهل دارفور هم آخر من حمل السلاح في السودان بضغط من المركز. وإلا فما معنى الحركات المسلحة في الأطراف؟ وطوال هذه المدة تحمّل اهل دارفور الويلات والتبعيات، الى ان طفح الكيل. فحملنا السلاح من اجل رفع التهميش والظلم، في وجه النظام الجبروتي الذي جاء على ظهر دبابة، ليلاً، يريد ان يذل اهل السودان. فهذا النظام قام بدعم القبائل وتسليحها. وكانت العبارات التمييزية زراع ورعاة، بدو وحضر، ثم القبائل العربية والقبائل الزنجية، وأخيراً الزرقة والعرب، ووصل الغرور بضعيفي الإرادة والضمير فطالبوا بتغيير اسم الإقليم. وهي سياسات فرق تسد، متفق عليها مع الخرطوم، ما ادى الى بروز حركات وقيادات من دارفور، بمسميات لا نختلف عليها، لأن اهدافها منطقية، والهدف واحد، والعدو واحد، وهو النظام وميليشياته، الجنجويد. وهذه الحركات تنادي بوحدة السودان وتحقيق الفيديرالية الحقيقية والعدل والمساواة وتقسيم الثروة والسلطة. القاهرة - حسن آدم كوبر عضو التحالف الفيديرالي الديموقراطي السوداني [email protected]