أعلنت الحكومة السودانية حال طوارئ في ولاية كسلا شرق، تحسباً لهجوم محتمل تنفذه فصائل معارضة مسلحة في "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني، انطلاقاً من الأراضي الاريترية. في غضون ذلك، حذر القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم غيرارد غالوشي من تدهور الأوضاع الأمنية في دارفور، فيما اعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان لندن "ستواصل الضغط" على الخرطوم لمعالجة الازمة الانسانية في دارفور راجع صفحة5. واتهم حاكم ولاية كسلا الفريق فاروق حسن محمد نور اريتريا ب"تجميع فصائل المعارضة المسلحة من شرق البلاد وغربها، وتدريبها وتسليحها قبل ارسالها لتنفيذ هجمات على ولايات شرق السودان، كما حدث في دارفور"، مؤكداً أن السلطات مستعدة لكل الاحتمالات. وقال إن الحكومة الاريترية رعت اتفاق فصيلي "مؤتمر البجا" و"الأسود الحرة" من شرق السودان مع حركتي التمرد في دارفور، "حركة تحرير السودان" و"حركة العدل والمساواة"، وقدمت لهم الدعم والمأوى. وتوقع حاكم كسلا المتاخمة للحدود مع اريتريا، أن تستهدف الهجمات مرافق حكومية، وتخريب منشآت عامة واستراتيجية وأنابيب نفط، كما حصل سابقاً. واعتبر ان أسمرا تسعى إلى الضغط على الخرطوم، والتأثير في السياسة السودانية عبر تبني الفصائل المناوئة للخرطوم، ودفعها الى الهجوم على شرق البلاد، في عمليات متزامنة مع هجمات مماثلة في اقليم دارفور. إلى ذلك، قررت هيئة قيادة "التجمع الوطني" المعارض التي تعقد اجتماعاتها في أسمرا، ربط قضية دارفور بقضية شرق البلاد "المهمشة"، في مفاوضات مرتقبة مع الحكومة يتوقع عقدها في القاهرة. وذكر الناطق باسم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" ياسر عرمان أن الرئيس الاريتري اساياس افورقي اجتمع امس مع زعيم المعارضة محمد عثمان الميرغني وزعيم الحركة جون قرنق. ونقل عرمان "دعم أفورقي ومباركته التحضيرات لتفعيل اتفاق جدة الاطاري"، وأكد أفورقي "دعم اسمرا الاستقرار والسلام في السودان". وأشار عرمان الى "ترحيب الحركة بلقاء التجمع والحكومة لأنه يصب في خانة الاجماع الوطني"، مؤكداً "مشاركة الحركة ضمن وفد التجمع في المفاوضات مع الحكومة".