القاهرة، الخرطوم، اسمرا - "الحياة" - تحدث مسؤول سوداني عن امكان اندلاع الحرب بين بلاده واريتريا، فيما كان الوضع السوداني محور محادثات أجراها في القاهرة الرئيس الاريتري اساياس افورقي مع نظيره المصري حسني مبارك، الذي طالب بمراعاة حساسية الخرطوم ازاء التدخلات الخارجية. وتحدثت المعارضة السودانية عن قصف حكومي على المناطق التي تسيطر عليها في الشرق، واتهمت الخرطوم باستمرار خرق الهدنة. ناقش الرئيسان المصري حسني مبارك والاريتري اساياس افورقي الوضع في السودان والقرن الافريقي خلال محادثاتهما في القاهرة امس. وأوضحت مصادر قريبة الى المحادثات ان مبارك طلب من افورقي مراعاة حساسية الخرطوم إزاء التدخلات الخارجية في مشاكلها مع المعارضة، خصوصاً الفصائل المسلحة منها، وشدد مبارك على ضرورة اقامة علاقات تتسم بحسن الجوار بين اريتريا والسودان، وأبدى استعداده للتدخل وازالة الخلافات العالقة بين البلدين. وقال وزير الخارجية المصري السيد احمد ماهر عقب المحادثات ان الرئيس الاريتري أكد خلال اللقاء تأييد بلاده للتوصل الى تسوية في السودان تضمن وحدته واستقلال اراضيه. واشار الى تأكيدات افورقي على حرص اريتريا على التعاون مع كل الاطراف لتحقيق هذا الهدف. وقال ماهر ان الرئيس الاريتري اوضح ان بلاده تتطلع الى ان تكون علاقاتها مع كل دول المنطقة طيبة وانها لا تضمر نيات سيئة لدول الجوار. ونقل ماهر عن مبارك قوله لأفورقي ان مصر مهتمة بأن تسود علاقات سوية بين كل دول هذه المنطقة وأنها تؤكد هذا المعنى في كل اتصالاتها بكل دول المنطقة. ويزور أفورقي القاهرة حالياً للمشاركة في الاحتفال بمرور 31 عاماً على تنصيب البابا شنوده الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. وكان وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل الذي غادر القاهرة امس عقد جلسة محادثات مطولة مع الامين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى. وصرح اسماعيل عقب اللقاء بأنه دعا موسى الى أن يطلب من اريتريا الابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية للسودان وإقامة علاقات حسن جوار. وأعلن اسماعيل ان نظيره المصري سيزور الخرطوم عقب عيد الفطر لاجراء محادثات لتعزيز العلاقات الثنائية ودور مصر في السلام السوداني. وأضاف ان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سيزور الخرطوم ايضاً عقب رمضان لتوقيع اتفاقات سياسية وتجارية. وذكر ان الرئيس عمر البشير وافق على تلبية دعوة من ملك المغرب محمد السادس لزيارة الرباط. وعن سير محادثات السلام في بلدة مشاكوس ذكر اسماعيل ان الطرفين وافقا على تمديد الهدنة، وأن المفاوضات تسير سيراً طبيعياً وينتظر أن تستأنف في كانون الثاني يناير المقبل. لكن الأمين العام ل"التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض بالانابة شريف حرير قال ل"الحياة" في اتصال هاتفي من نيروبي "ان القوات الحكومية تواصل خروقاتها للهدنة من دون اهتمام بتهيئة اجواء التفاوض في مشاكوس". وأكد "ان القوات الحكومية ما زالت تقصف المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات التجمع في شرق السودان"، مشيراً الى سقوط أحد المقاتلين المعارضين وجرح أربعة آخرين في منطقة جبرت شمال شرقي كسلا بالقصف الحكومي. واتهمت المعارضة "الحكومة بحشد قواتها في مدينة كسلا استعداداً لشن هجوم على منطقتي رماي وهمشكوريب". وفي اديس ابابا أ ف ب تحدث سفير السودان في اثيوبيا عثمان السيد في حديث نشر أمس عن امكان اندلاع حرب مفتوحة بين بلاده واريتريا متهماً الرئيس افورقي بأنه "يصعب توقع افعاله". وقال: "عندما نتعامل مع شخص مثل اساياس افورقي علينا ان نتوقع كل شيء ... مما يدفعنا الى القول ان كل شيء ممكن" بين البلدين. وأضاف: "لدينا معلومات تتحدث عن ان الرئيس الاريتري امر بحفر الخنادق في المناطق الحدودية مع السودان... وسبق ان ابلغنا الاتحاد الافريقي ومجلس الأمن والهيئة الحكومية للتنمية ايغاد التي تضم سبع دول في شرق افريقيا وتجمع دول الساحل والصحراء"، بهذه الممارسات التي قال عنها انها "بالتأكيد اعتداء اريتري على السودان" متحدثاً عن قيام الجيش السوداني بأسر جنود اريتريين. وقال السيد: "في جميع الاحوال، قواتنا الآن مستعدة".