دخلت العلاقات بين الخرطوم وأسمرا مرحلة قطيعة جديدة امس، إذ اغلق السودان حدوده مع اريتريا وطلب تدخل مصر وليبيا وقطر لدى جارته التي يتهمها بالوقوف وراء هجوم المعارضة السودانية على ثماني مناطق حدودية في شرق البلاد منذ الخميس الماضي. وقرر رفع شكوى في هذا الشأن إلى مجلس الأمن والاتحاد الافريقي والجامعة العربية، وفي الوقت نفسه هدّد وزير الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل ب"الرد سياسياً وديبلوماسياً وعسكرياً". راجع ص 6 ونفى الرئيس الاريتري اساياس افورقي الاتهام السوداني، وقال في اتصال هاتفي اجراه مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي انه مستعد لاستقبال لجنة تحقيق ليبية عسكرية كانت تشكلت سابقاً لمراقبة التحركات العسكرية في المناطق الحدودية المتاخمة للسودان. وفي الاطار نفسه، جدد "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض تأكيده ان الهجمات التي ينفذها تنطلق من الأراضي السودانية، وأعلن احد قادته ان قواته على مسافة 15 كيلومتراً من مدينة كسلا في الشرق والتي "صارت تحت مرمى مدفعيتنا". وعلمت "الحياة" ان الحكومة السودانية ابلغت القيادة القطرية التي توسطت في وقت سابق لتطبيع العلاقات بين اسمرا والخرطوم، وابلغتها ب"التورط الاريتري"، وطالبتها بالتدخل لتجنب تصعيد التوتر الحالي. وقرر حاكم ولاية كسلا الحدودية اغلاق الحدود بين ولايته واريتريا اعتباراً من أمس، وحظر تنقل المواطنين عبر المعابر الحدودية حفاظاً على سلامتهم. ولفت إلى أن "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة العقيد جون قرنق نقلت جواً قبل ثلاثة أيام من الهجوم على شرق البلاد، نحو ألفين من قواتها إلى اريتريا للمشاركة في العمليات، إلى جانب عدد مماثل كان داخل الأراضي الاريترية. وذكر أن الهجوم صُد تماماً باستثناء جيب صغير في خور كبريت. لكن قائد "قوات التحالف السودانية" المعارضة التي تنشط عسكرياً في شرق البلاد اكد في حديث الى "الحياة"، ان قوات "التجمع الوطني" تبعد عن مدينة كسلا الاستراتيجية مسافة 15 كيلومتراً فقط، معتبراً "ان العمليات الأخيرة خلقت واقعاً جديداً لمصلحة المعارضة". وأوضح ان "الهدف الأخير هو الخرطوم، وطريق كسلا هي احدى الطرق التي توصل اليها".