ترفض الفصائل والقوى الفلسطينية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قبول طلب انضمام تنظيم طارئ على الساحة الى عضويتها، كان ظهر في الأيام الأخيرة وحمل اسم "جند الشام" ونصّب مؤسسه ابو يوسف شرقية نفسه اميراً عليه، يعود له الأمر في كل شيء، ولا يضم اكثر من 40 شخصاً هم مجموعة من بقايا المحكوم عليهم غياباً في احداث جرود الضنية في شمال لبنان و"عصبة النور" المنشقة عن "عصبة الأنصار" بقيادة ابو طارق السعدي شقيق احمد عبدالكريم السعدي الملقب ب"ابو محجن" المحكوم عليه غياباً بالإعدام في جريمة اغتيال الرئيس السابق لجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية الأحباش الشيخ نزار الحلبي اضافة الى مجموعة من الملاحقين من القضاء اللبناني لارتكابهم جرائم عدة. وظهر اسم شرقية في منتصف الأسبوع الماضي عندما اصدر فتاوى عدة اعتبرتها القوى الإسلامية الفلسطينية باطلة نظراً الى انها صادرة عن شخص "يجهل الشريعة الإسلامية ويخطط لإحداث فتنة طائفية ومذهبية بين المسلمين" على خلفية البيانات التي حملت توقيعه وحاول من خلالها تكفير امين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس الشيخ الراحل احمد ياسين. إلا ان الحصار السياسي والأمني على شرقية من القوى الإسلامية الفلسطينية في المخيم وفي صيدا لم يمنع تسليط الضوء عليه و"نفخه" بعد كل اشكال التخوين والتكفير لرموز اسلامية سياسية ودينية التي أطلقها هذا المجهول الذي ظهر لتقليد "القاعدة". إلا ان مصادر في المخيم قالت ل"الحياة" انه ليس اكثر من قنبلة صوتية. وأن لا صحة لما اشيع عن استنفارات في المخيم من جانب حركة "فتح"، وأن التدابير الأمنية لا علاقة لها بتشديد الحصار على شرقية، بل ترتبط بأحداث الضاحية الجنوبية للحؤول دون دخول اي مطلوب للقضاء الى المخيم. وقال قيادي بارز في حركة "فتح"، انه يتوقع ان تتراجع ظاهرة "جند الشام" لعدم وجود مناصرين لها ولا امتداد لها في المخيم وخارجه، ولا علاقة له ب"القاعدة" خصوصاً ان مسؤولي الفصائل الفلسطينية الإسلامية نقلوا الى مؤسسها انذاراً بضرورة الكف عن إصدار البيانات والإقلاع عن اصدار الفتاوى وإلا سيكون مصيره - وبحسب القيادي - كمصير امثاله ممن لقوا حتفهم، ما اضطر شرقية الى الانصياع الى إنذار الإسلاميين الذين ابدوا استعداداً لتشكيل قوة عسكرية لتأديبه. وقال قيادي آخر على صلة وثيقة بالقوى الإسلامية في المخيم ل"الحياة" ان ابو طارق السعدي والشيخ جمال خطاب الحركة الإسلامية المجاهدة كانا في عداد الذين حملوا الإنذار الى شرقية، ومشيراً الى "اننا كقوى لا ندافع عن "القاعدة" وممارساتها التي ننتقدها، بمقدار ما اننا نعتقد بأن امير "جند الشام" يحاول الإفادة من الفضائيات لتقديم نفسه مناصراً لبن لادن لاستدراج العروض للحصول على تمويل منه. وعزا إصراره على عدم ارتباطه ب"القاعدة" الى ان شرقية لا يملك المال وليس لديه سلاح ثقيل او متوسط بل رشاشات عادية ومسدسات اضافة الى ان مؤهلاته معدومة، أكانت في الشريعة ام في الثقافة، لافتاً الى انه راغب بأن يتحول الى "مقاول سياسي" على رغم ان سوق العمل في هذا المجال غير متوافر!... من هو شرقية؟ في معلومات "الحياة" ان شرقية لا يحظى بأي غطاء سياسي فلسطيني وكان فر قبل سنوات من مخيم نهر البارد شمال لبنان الى عين الحلوة، بعد ان انفصل عن المجلس الثوري لحركة "فتح" مؤسسه صبري البنا - ابو نضال استجابة لشخص ملقب بسفيان تولى قيادة الانفصال والتحق ب"فتح" - عرفات - قبل ان يتوارى عن الأنظار. وبعد سنوات من إقامته في عين الحلوة، مع ابنه الذي توفي لاحقاً بمرض عضال وشخص سوري يتردد انه مطلوب من السلطات اللبنانية والسورية، غاب ليظهر في عداد شلة "جند الشام" ويقيم حالياً مع شرقية. كما ان مسؤولي الفصائل واللجان الشعبية في المخيم عمموا على الأهالي تحذيراً منعوا بموجبه تأجيره اي مسكن قد يحوله الى مكتب، اضافة الى ان ائمة المساجد ليسوا في وارد السماح له بالسيطرة على اي مسجد خشية من ان يحوله الى "مدرسة" لتدريس مريديه. وهكذا نجحت الفصائل في إطباق السيطرة الأمنية والسياسية عليه، عبر تدابير في حي التعمير بين المخيم وصيدا ويتواصل مع ثكنة محمد زغيب للجيش اللبناني. فالحي المذكور يقيم فيه خليط من اللبنانيين شيعة وسنّة والفلسطينيين ولا يوجد فيه حضور للقوى الأمنية اللبنانية وبالتالي فهي تخشى ان يتمدد إليه عناصر من "جند الشام" يمكن ان يشكلوا استفزازاً على خلفية مواقف "اميرهم" من عرفات والشيخ ياسين والسيد نصرالله. واكدت مصادر فلسطينية ان من اتباع شرقيةاللبناني ابو رامز السحمراني من شمال لبنان كان فر الى عين الحلوة، وحكم عليه غياباً لضلوعه في حوادث جرود الضنية، اضافة الى عماد ياسين الذي انسلخ عن "عصبة الأنصار" والتحق ب"عصبة النور" احتجاجاً على تسليمها بديع حمادة قاتل 3 عناصر في الجيش للقضاء اللبناني والذي اعدم من بعدها. وياسين آخر رموز "مجموعة النور" بعدما اغتيل مؤسسها عبدالله الشريدي. وتتوقع القوى الفلسطينية أن ينشق قريباً بعض "مريدي" "امير جند الشام" عنه ليؤسسوا مجموعة مستقلة قد تحمل اسماً يجذب الإعلاميين مجدداً الى المخيم الذي لا يجد من يهتم بأموره الحياتية بعد تراجع الخدمات التي تقدمها وكالة غوث اللاجئين "الأونروا" لسكانه.