وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش التشادي وميليشيات "الجنجاويد" الموالية للحكومة السودانية، داخل الاراضي التشادية، قُتل فيها عشرات من افراد الميليشيا. وأبلغ مصدر قريب من الرئيس التشادي ادريس ديبي وكالة "فرانس برس" ان "اشتباكا عنيفا" وقع الخميس في منطقة بيراك التشادية التي تبعد عشرة كيلومترات من الحدود التشادية السودانية بين الجيش التشادي ومجموعة من "الجنجاويد". واوضح ان 69 عنصرا من ميليشيا الجنجاويد قتلوا خلال المعركة كما اسر عنصران آخران. وعلمت "الحياة" أن معارك عدة وقعت خلال الأيام الماضية داخل الأراضي التشادية بين الجيش التشادي والميليشيات شملت غارات على معسكرات للاجئين السودانيين قرب مدينة الطينة الحدودية. وروى شهود أن "الجنجاويد" اخترقوا الحدود المشتركة بعمق 15 كيلومتراً، ما دفع الجيش التشادي الى التدخل والاشتباك مع الميليشيات. وحذر مسؤول تشادي من نقل الصراع في دارفور إلى تشاد، وابلغت نجامينا الخرطوممرات عدة احتجاجها على انتهاكات أراضيها. وقال احمد علام مستشار ديبي للشؤون الخارجية الاربعاء "هناك مخاطر من اتساع نطاق المشاكل القبلية في السودان لتمتد الى تشاد. ميليشيا الجنجاويد تسعى لكسب تأييد القبائل العربية في تشاد وتحاول جرها في مغامرة ضد اشقائهم في تشاد". وتقول الحكومة التشادية ولاجئون ان الميليشيا تسللت مرات كثيرة عبر الحدود. في غضون ذلك، افادت مصادر في "حركة تحرير السودان" ان مسؤولين ايطاليين عرضوا على رئيس الحركة عبدالواحد محمد نور خلال زيارته روما وساطة لإجراء مفاوضات سياسية بين الخرطوم والمتمردين لحل النزاع سلمياً. من جهة أخرى، أفاد تقرير إذاعي أميركي أن الجيش الاميركي يدرس إرسال فريق إلى تشاد لتقويم الاوضاع تمهيدا لإرسال بعثة إنسانية محتملة لمساعدة اللاجئين القادمين من منطقة دارفور السودانية. وفي بروكسيل، دعا الاتحاد الاوروبي السودان أمس، الى "ضمان الوصول" الى دارفور و"نزع اسلحة الميليشيات"، معربا عن قلقه ازاء حجم الازمة الانسانية ومدى الانتهاكات التي تتعرض لها حقوق الانسان في الاقليم، وفق قرارات القمة الاوروبية التي عقدت في بروكسيل. وطلبت القمة من السودان "بذل كل ما في وسعه من اجل ضمان الوصول لغايات انسانية وحماية امن المدنيين والعاملين في مجال الاغاثة ونزع اسلحة الميليشيات". واشاد الاتحاد بوقف النار الموقع في الثامن من نيسان ابريل الماضي، داعيا "الاطراف الى التوصل باسرع وقت ممكن الى اتفاق سياسي" وفق قرارات القمة. كما رحب الاتحاد بالجهود التي يبذلها الاتحاد الافريقي بغية تطبيق آلية مراقبة وقف النار في دافور ويؤكد الالتزام والدعم المالي من الاتحاد الاوروبي لهذه المهمة.