طاولت موجة الخطف والقتل التي تشهدها بغداداللبنانيين، بعدما كانت تستهدف سابقاً أجانب غربيين، اذ قتل مواطن لبناني يعمل في شركة خاصة للاتصالات ذبحاً مع عراقيين اثنين من زملائه في محيط مدينة الفلوجة غرب بغداد في اول اعتداء من نوعه تتعرض له الجالية اللبنانية في العراق. وعثر على جثثهم الجمعة قرب الفلوجة. وقال القائم بالأعمال في السفارة اللبنانية في بغداد حسن حجازي ان هناك لبنانياً آخر لا يزال مخطوفاً هو حبيب سمور في حين أُفرج عن روجيه حداد، مشيراً الى ان ثمة عصابات إجرامية تقوم بهذه الاعمال لطلب الفدية. وذكرت مصادر في وزارة الخارجية اللبنانية ان أربعة لبنانيين على الأقل ما زالوا محتجزين رهائن منذ 20 يوماً ولم يتضح ما اذا كان تمّ احتجازهم جميعاً في حادث واحد كما لم تُعرف الشركات التي يعملون لديها. وأوضح حجازي ان "حسين عليان 82 عاماً المتحدر من قرية قلويه في قضاء بنت جبيل في جنوبلبنان ويعمل في شركة لبنانية للاتصالات عثر على جثته مذبوحاً مع زميلين عراقيين الجمعة في منطقة الفلوجة". واشار الى ان "الشركة تعمل في القطاع الخاص لكنها حصلت اخيراً على عقد صغير من الحكومة العراقية". وقصد عليان وعراقيان من زملائه صباح الخميس الماضي موقعاً لاعمال تقوم الشركة بتنفيذها في منطقة في محيط الفلوجة، وفقد الثلاثة اثر ذلك. وأضاف ان "سائقين عثروا على الجثث الثلاث ظهر الجمعة مذبوحة ومرمية في منطقة بين الرمادي والفلوجة على الطريق التي تربط بين بغداد والاردن واتصلوا بالسفارة بعد رؤية الاوراق الثبوتية التي كان يحملها عليان". وأوضح ان الجثث الثلاث عثر عليها "على الطريق العام"، مشيراً الى عدم وجود اي معلومات رسمية لدى السفارة عن رهائن لبنانيين محتجزين. وأضاف: الجثة ستعاد الى لبنان صباح اليوم. وهذه اول عملية قتل يتعرض لها رجل اعمال لبناني يتعرض للخطف على يد مجهولين بعد سقوط النظام. يذكر ان اللبناني جورج حداد، الذي يعمل في "محلات أرز لبنان" للأثاث في شارع الكرادة في وسط العاصمة العراقية، خطف في 31 ايار مايو في بغداد وافرج عنه بعد حوالى عشرة ايام بعدما دفعت عائلته فدية. ولفت حجازي الى ان الخاطفين يعمدون في بعض الأحيان الى ارتداء زي الشرطة العراقية. وذكر ان أهالي المخطوفين لا يتصلون بالسلطات العراقية مخافة ان يقتل الخاطفين الرهائن. وأشاع نبأ ذبح عليان حالاً من الهلع في صفوف اللبنانيين الذين يعملون في بغداد خصوصاً أنهم تلقوا بيانات باسم "المقاومة العراقية المستقلة" تدعوهم الى مغادرة العراق وتتهمهم بالعمل لمصلحة قوات الاحتلال الأميركية. وهذه البيانات ليست الأولى من نوعها، اذ يتلقى اللبنانيون والأجانب في شكل عام كل نحو 3 أشهر بيانات تحذير مشابهة. وتشير معلومات الجالية اللبنانية في العراق الى ان عدداً من اللبنانيين يعمل من خلال شركات خاصة، بعضها أميركي، وآخرون يعملون لدى مصارف، وهناك مهندسون ورجال أعمال ومقاولون، وآخرون يعملون في التجارة الحرّة، إضافة الى شبان أتوا الى بغداد للبحث عن فرص عمل. الى ذلك، ذكرت مصادر وزارة الخارجية اللبنانية ان هناك لبنانيين اثنين معتقلان في سجن أبو غريب هما منح عبدالله وكان اعتُقل على الحدود العراقية - السورية حينما كان يقصد العراق لزيارة العتبات المقدسة في آذار مارس الماضي، ونبيل جمال وهو مقيم في العراق منذ فترة طويلة ويملك محلات للحلوى معروفة باسم "أبو عفيف" وكان اُعتقل في منزله في الجادرية في 17 شباط فبراير الماضي، ويقوم فريق من السفارة بزيارتهما في السجن ويتابع أوضاعهما.