خطفت جماعة اسلامية مسلحة في العراق عشر رهائن جدد بينهم امرأتان اندونيسيتان ولبنانيان، في حين أفرج عن لبناني كان محتجزاً لدى جماعة أخرى. وأبدت بريطانيا استعدادها للاستماع الى مطالب خاطفي البريطاني كينيث بيغلي من دون التفاوض معهم. وقال "الجيش الاسلامي في العراق - قيادة المنطقة الغربية" في شريط مصور بثته قناة "الجزيرة" امس انه يحتجز عشرة رهائن جدد بينهم سيدتان اندونيسيتان وستة عراقيين ولبنانيان يعملان في شركة "كيبل" للمعدات الكهربائية. وعرضت القناة صورة لمسلحين ملثمين يصوبون بنادقهم نحو اربعة رجال قالت انهم من المخطوفين. ولم يعلن الشريط اي مطالب. وفي جاكرتا، اعلنت السلطات الاندونيسية انها تتحقق من صحة الخبر الذي اعلنت عنه "الجزيرة"، وما اذا اختطفت اندونيسيتان في العراق فعلاً. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاندونيسية مارتي ناتاليغاوا "يجب التأكد من صدقية الخبر، ولكننا طبعا سنسعى الى الاستعلام حول الموضوع". وفي بيروت، قالت مصادر في وزارة الخارجية اللبنانية امس ان لبنانيين عديدين خطفوا في العراق في وقت لم تحدده، وان ثلاثة على الاقل اعتبروا في عداد الرهائن، فيما اطلق سراح احد المخطوفين. واضافت ان عمليات الخطف تمت في حوادث منفصلة في العراق. ولم تقدم اي تفاصيل عن هوية المخطوفين او الجهة الخاطفة. وقالت "الوكالة الوطنية للاعلام" الرسمية ان القائم بالاعمال اللبناني في العراق بالوكالة حسن حجازي أبلغ وزارة الخارجية والمغتربين اطلاق لبناني يدعى عماد باسيلا صباح الخميس بعدما خطفته جماعة مسلحة. واوضحت ان باسيلا يتمتع بصحة جيدة وهو يعمل في شركة "صوفان" اللبنانية، وانه لم تتوافر معلومات عن ظروف خطفه. وفقد ثلاثة لبنانيين مع سائقهم العراقي على الطريق بين بغداد والفلوجة في 18 ايلول سبتمبر. ويعمل كل من فادي منير ياسين وارام نالبنديان وشربل كرم الحاج، لحساب وكالة سفريات. وقبل اسبوع من ذلك، قتل ثلاثة لبنانيين بينهم امرأة في بغداد بأيدي رجال مسلحين كانوا يحاولون خطفهم. وخطف عدة لبنانيين آخرين في العراق لكن افرج عنهم بعد دفع فدية مالية، باستثناء واحد قتله خاطفوه. وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان بلاده مستعدة لسماع ما لدى الخاطفين الذين يحتجزون البريطاني بيغلي لكنها غير مستعدة للتفاوض معهم او دفع فدية لهم. وقال سترو لتلفزيون "جي.ام.تي.في" امس "لدينا سياسة نلتزم بها دوماً وبشدة وهي اننا لا نتفاوض مع خاطفي الرهائن بشأن ... على سبيل المثال دفع فدية أو في هذه الحالة اطلاق سراح سجينتين عراقيتين". واضاف "لكننا ايضا نريد الافراج عن بيغلي، وفي حال اتصال الخاطفين بنا سنستمع بالضرورة الى ما يريدون قوله. وهذا لا يضر بأي شكل من الاشكال بموقفنا". واستطرد سترو الذي حث الخاطفين على الاتصال بحكومته قائلا "قد يقولون أشياء تتفق مع موقفنا وقد تؤمن الافراج عن بيغلي" الذي ظهر اول من امس في شريط فيديو جديد وهو يناشد رئيس الوزراء توني بلير المساعدة في اطلاقه. وقال بلير مساء الاربعاء ان بريطانيا سترد على خاطفي الرهينة البريطاني المحتجز في العراق اذا اجروا اتصالا بحكومته. واضاف للصحافيين على هامش المؤتمر السنوي لحزب العمال الحاكم "لم يحاولوا اجراء اي اتصال بنا. واذا اجروا اتصالا فسنرد عليه على الفور". ويطالب خاطفو البريطاني من "جماعة التوحيد والجهاد" بزعامة الاسلامي الاردني ابو مصعب الزرقاوي بان تطلق سلطات الاحتلال الاميركية في العراق "عشرات النساء العراقيات المحتجزات في سجني ابو غريب وام قصر". وكان نجل بيغلي وشقيقه ناشدا الخاطفين مرة جديدة الرأفة بالمخطوف واطلاقه، وشكراهم على "اتاحة الفرصة لعائلته لرؤيته حياً مرة اخرى". وفي بانكوك، دعت زوجة بيغلي التايلاندية بلير الى المساعدة في اطلاق زوجها، وقالت بعد ان شاهدت شريط الفيديو لزوجها "توني بلير بامكانه ان يساعد بدرجة كبيرة".