اعلنت أمس كل من بولندا واسترالياوايطاليا وهولندا والدنمارك وسلوفاكيا انها ستبقي قواتها في العراق في الوقت الراهن، رغم انها لن ترسل تعزيزات الى هذا البلد الذي يشهد المزيد من التوتر الامني. وقالت وزارة الخارجية البولندية ان وارسو ستبقي على قواتها في العراق رغم تصاعد العنف، من اجل احلال الامن في البلد الذي مزقته الحرب ومساعدة الشعب العراقي على بناء دولة ديموقراطية. وقال الناطق باسم الخارجية بوغوسلو ماجويسكي ان "الوجود العسكري يجب ان يساعد على استقرار الوضع وايجاد الظروف المناسبة لبناء عراق ديموقراطي عادل وذي سيادة". واضاف ان العنف في مدينة النجف بين قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة والمليشيات الموالية لرجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر عزز تصميم بولندا على البقاء في العراق. وقال "اننا نؤكد استعدادنا لمواصلة مهمتنا العسكرية في العراق". وفي سيدني، اعلنت استراليا انها لا تعتزم ارسال تعزيزات عسكرية الى العراق على رغم تدهور الوضع في هذا البلد. وقال رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد ان حكومته "لا تخطط لارسال المزيد. لدينا حوالى 850 عنصراً على الارض، وهم يلعبون دوراً مهماً جداً وسيبقون هناك الى حين انجاز عملهم". وذكر وزير الدفاع روبرت هيل ان مهمة الجنود الاستراليين قد تتغير، الا ان عددهم سيبقى على حاله. وكان وزير الخارجية الكسندر دونر اعلن ان ارسال جنود لتعزيز القوات الاسترالية في العراق "ليس واردا حاليا". واضاف ان "الاميركيين لم يتقدموا بطلب من هذا النوع وهذه المسألة لم تبحث"، معبراً عن ارتياحه لتصدي الجنود الاميركيين للاضطرابات الناجمة عن تظاهرات لمؤيدي الصدر. وتابع دونر ان "اعمال العنف هذه يمكن ان تستمر أياماً عدة ثم تهدأ أو لا تهدأ. علينا ان ننتظر لنرى ما سيحدث". من جهته، اكد وزير الدفاع الايطالي انطونيو مارتينو في بروكسيل ان ايطاليا لا تفكر في سحب قواتها من العراق ثلاثة آلاف جندي لكنها ايضاً لا تعتقد أن هناك ضرورة لارسال تعزيزات. ولم يشر مارتينو قبيل اجتماعه مع نظرائه من دول الاتحاد الاوروبي الى الاشتباكات التي وقعت مع ميليشيا الصدر في الناصرية بجنوب العراق وجرح خلالها 11 ايطالياً على الاقل. ولدى سؤاله اذا كان يمكن سحب القوات الايطالية من العراق اجاب "كلا. اننا حتى لا نفكر في الاحتمال". وسئل عما اذا كانت ايطاليا تبحث ارسال مزيد من القوات فقال "لا نعتقد أن هذا ضروري في الوقت الراهن". ورأى مارتينو ان تحقيق الامن والسلام للشعب العراقي أساسي لضمان الانتقال الى الديموقراطية. وقال "لدينا هذه المجموعة من المتطرفين الذين لا يرغبون في هذا الانتقال السلمي الى الديموقراطية لذا يتعين على قوات التحالف الدفاع عن نفسها اذا تعرضت للهجوم حتى تضمن تحقيق بيئة آمنة للعراقيين ليعيشوا حياتهم الطبيعية". وفي كوبنهاغن، شجب وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ موللر بشدة اعمال العنف في العراق قائلا انها تبرز الحاجة الى الحفاظ على وجود دولي هناك. واكد موللر الذي تعد بلاده من اشد المؤيدين لواشنطن في حرب العراق، ضرورة "اعادة الوضع هناك الى طبيعته الان قبل ثلاثة اشهر من نقل السلطة الى العراقيين" في نهاية حزيران يونيو. واضاف "لذلك يجب مواصلة الحوار مع المجموعات السياسية ورجال الدين المعتدلين" مضيفا ان "المشاركة النشطة لهذه الجماعات يمكن ان تساعد بشكل خاص في السيطرة على الوضع في العراق". وفي لاهاي، أكد مصدر رسمي هولندي ان اعمال العنف الدائرة في العراق لن تدفع بلاده الى اعادة النظر في تمركز 1300 جندي هولندي ضمن قوات التحالف على الاقل حتى نهاية مهمتهم في 30 حزيران يونيو. وقالت الناطقة باسم الخارجية مارتين دو هان ان "الوجود العسكري في العراق ليس مطروحا للنقاش". وأكدت الناطقة باسم وزارة الدفاع السلوفاكية كاتارينا همتشيلدوفا ان سلوفاكيا تعتزم ابقاء جنودها في العراق رغم تصاعد العنف بين قوات التحالف وانصار الصدر. وقالت ان "سلوفاكيا لا تعتزم سحب جنودها".