وجّه قرار اسبانيا سحب قواتها من العراق، اثر فوز الاشتراكيين في الحكم الشهر الماضي، وحذو هندوراس حذوها والمخاوف من ان تتبعهما دول أخرى، صفعة الى التحالف الذي ترعاه الولاياتالمتحدة في العراق، والى الحرص الذي تبديه واشنطن على ابقاء هذا التحالف موسعاً حتى ولو اقتضى الامر ان تشارك بعض الدول ببضع عشرات فقط من الجنود. الموضوع الآتي يرسم خريطة للقوات المتحالفة وأماكن انتشارها في العراق. يذكر المسعودي ان بابل سميت باسمها هذا بعدما تبلبلت فيها الالسن. واليوم تتقاطع في بابل ألسن 35 بلداً، اضافة الى لسانها العربي الذي يبدو انه ضاع في زحمة تبلبل اصوات جنود التحالف الذين اتوا من قارات العالم الخمس. ولا يمكن التكهن بما ستكون عليه اللغة الجديدة التي ستنبثق من الانكليزية والبولندية والايطالية والاسبانية والتشيخية والهنغارية واليابانية والمقدونية والمنغولية وغيرها من اللغات التي انتشرت في جنوبالعراق ووسطه مع انتشار جنود الدول التي ارسلت قوات الى العراق. فاضافة الى 130 ألف جندي اميركي دعمتهم واشنطن ب20 الفاً آخرين أخيراً، هناك قوات يبلغ بمجموعها 26.5 ألف جندي موزعة على الشكل الآتي: أرسلت بريطانيا قبل الحرب 11 ألف جندي وهي الدولة الثانية في التحالف سواء لجهة الموقف السياسي او القوة العسكرية. وتتوزع القوات البريطانية على ثلاث محافظات جنوبية هي البصرة والعمارة والكوت. وأرسلت ايطاليا 2700 جندي تتمركز قيادتهم في الناصرية، وهي واحدة من اكبر مدينتين في الجنوب. وكان انفجار في مقر القوات الايطالية قتل الخريف الماضي عدداً من الجنود الايطاليين وجعل المعارضة للحرب والمطالبة بسحب القوات الايطالية هدفاً سياسياً للمعارضة الايطالية. ووقع أخيراً خلاف بين قائد قوات التحالف الجنرال الأميركي ريكاردو سانشيز وقائد القوات الايطالية الجنرال جان ماركو كياريني على الصلاحيات في الناصرية، بعدما اصر الجنرال الايطالي على عدم دخول الاميركيين اليها وهدد بالانسحاب. وفيما يعتقد وزير الدفاع الايطالي انطونيو مارتينو ان بلاده لا تنوي ارسال جنود جدد الى العراق الا انه قال ان حجم قوات التحالف في العراق لا يكفي وان هناك حاجة الى نصف مليون جندي. وتأتي بولندا التي تملك 2400 جندي في المرتبة الثالثة. وتتمركز القوة البولندية في بابل الحلة وهي المسؤولة عن القيادة فيها. وتدرس وارسو ارسال مزيد من الجنود البولنديين. وتتمركز القوات الاوكرانية، ويبلغ حجمها 2000 جندي، في الكوت. وهي اضطرت الى الانسحاب امام قوات جيش المهدي قبل اسبوعين من المحافظة قبل ان تعود القوات الاميركية لاحكام السيطرة من جديد. أما اسبانيا التي كانت الدولة الاولى التي تنسحب من التحالف وتعيد قواتها الى بلادها فكانت تملك 1300 جندي سيعودون الى بلادهم وسط قلق أميركي على لحمة التحالف، خصوصاً بعدما بدأت اصوات في الفيليبين وتايلاند تنادي بسحب قوات البلدين. وكانت القوات الاسبانية تتوزع على مناطق الوسط وجزء من الجنوب في الناصرية والديوانية والحلة بابل وحول مدينتي كربلاء والنجف المقدستين. وتأتي كل من هولندا واستراليا في المرتبة السادسة لجهة عدد القوات، اذ أرسل كل منهما 1000 جندي. ويتمركز الاستراليون والهولنديون في البصرة في شكل خاص مع البريطانيين وفي بعض مدن الوسط العراقي. وتشارك اليابان ب550 جندياً يتمركزون في السماوة. وبعد ذلك يبدأ العدد التنازلي دون الالف لعدد قوات 28 دولة. فمجموع قوات هذه الدول يبلغ 5100 جندي فقط كما يأتي: كوريا الجنوبية ورومانيا 700 جندي واعلنت كوريا أخيراً نيتها ارسال 300 جندي آخرين. ويبلغ عدد جنود بلغاريا 470، ويزيد عليهم عدد جنود الدنمارك ليصل الى 496 جندياً يتمركزون في البصرة خصوصاً. وتملك تايلاند 460 جندياً هدد رئيس الوزراء التايلاندي تاكسين شيناواترا بسحبهم اذا اصيب او قتل اي منهم، وهم يتمركزون في مدينة كربلاء وحولها. ولا تملك هندوراس التي قررت هي الاخرى الانسحاب سوى 370 جندياً يعملون ضمن لواء "الترا بلاس" تحت امرة البولنديين والاسبان في النجف. وهناك 360 جندياً من السلفادور في مدينة النجف ايضاً ضمن لواء "الترا بلاس" نفسه، غير ان وزير الدفاع السلفادوري استبعد سحب قواته قبل انتهاء مهمتها الصيف المقبل. وتضم القوات الهنغارية 300 جندي وقوات الدومينيكان 300 جندي. ومن دول اميركا اللاتينية الاخرى، تشارك نيكاراغوا بقوة عددها 230 جندياً وسنغافورة بقوة تبلغ 200 جندي، ومنغوليا ب180 جندياً. وتأتي اذربيجان بعدها بقوة تبلغ 151 جندياً، تليها النروج 150، ثم البرتغال 128، ولاتفيا 121 وليتوانيا 105 وسلوفاكيا 105 والفيليبين 96 وتشيخيا 80 والبانياوجورجيا 70 ونيوزيلاندا 60 واستونيا 55 وكازاخستان 29 ومقدونيا 28 ومولدوفا 24. وكلف وجود هؤلاء الجنود، الذين يشارك بعضهم بصورة رمزية لا اكثر وفق اعدادهم المجهرية، مع تكاليف الحرب الاخرى منذ بدء نقل الجنود الى الكويت ومناطق اخرى، 112 بليون دولار، وهذه الكلفة آخذة بالزيادة مع زيادة في الخسائر البشرية. وعلى رغم ان عدد افراد هذه القوات غير فعال قتالياً الا ان بعض افرادها اصبحوا في عداد الضحايا. وكانت حصة الولاياتالمتحدة من الخسائر البشرية الأكبر بين صفوف قوات التحالف اذ بلغ عدد القتلى الاميركيين حتى كتابة هذه السطور 720 جندياً وعدد الجرحى 3530. اما من قوات التحالف الاخرى، فخسرت بريطانيا 58 جندياً، والايطاليون 17 والاسبان ثمانية جنود والبلغار ستة، واوكرانيا ثلاثة ووبولندا تايلاند اثنين لكل منهما، فيما خسرت كل من الدنمارك واستونيا جندياً واحداً. * كاتب عراقي. الدول المشاركة في قوات التحالف الدولة عدد القوات الدولة عدد القوات بريطانيا 11000 سنغافورة 200 ايطاليا 2700 منغوليا 180 بولندا 2400 أذربيجان 151 اوكرانيا 2000 النروج 150 اسبانيا 1400 البرتغال 128 هولندا 1100 لاتفيا 121 استراليا 1000 ليتوانيا 105 كوريا الجنوبية 700 سلوفاكيا 105 رومانيا 700 الفيليبين 96 اليابان 550 تشيخيا 80 الدنمارك 496 البانيا 70 بلغاريا 470 جورجيا 70 تايلاند 460 نيوزيلاند 60 هندوراس 370 استونيا 55 السلفادور 360 كازاخستان 29 هنغاريا 300 مقدونيا 28 الدومنينيكان 300 مولدوفا 24 نيكاراغوا 230