سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"العمل" يمنح رئيس الوزراء "شبكة أمان" في الكنيست وانضمامه الى الحكومة رهن بموقف "مفدال". شارون مناشداً أعضاء ليكود : اجهاض خطة الفصل يفقدنا مقابلاً أميركياً شكل أشد ضربة للفلسطينيين منذ عام 48
حدا تقلص الفارق بين نسبة مؤيدي خطة الانفصال الاحادي عن الفلسطينيين ومعارضيها في أوساط منتسبي حزب "ليكود" الحاكم الى 4 في المئة، برئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى توجيه نداء استغاثة الى أعضاء حزبه بدعم الخطة، محملاً معارضيها مسؤولية اجهاضها وخسارة اسرائيل مقابلا سياسياً أميركياً غير مسبوق بحجمه "شكّل أشد ضربة للفلسطينيين منذ العام 1948". الى ذلك، تلقى شارون التزاماً من زعيم المعارضة رئيس حزب "العمل" شمعون بيريز بتوفير "شبكة أمان" لخطته أثناء التصويت عليها في الكنيست، وسط أنباء عن تجدد الاتصالات بين الرجلين لضم "العمل" الى حكومة جديدة سيشكلها شارون في حال انسحاب حزبين يمينيين متطرفين من توليفته الحكومية الحالية. اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون "رسالة التعهدات" التي تسلمها من الرئيس جورج بوش الاسبوع الماضي جزءاً لا يتجزأ من خطة الفصل الاحادي الجانب عن الفلسطينيين، ليقول لمنتسبي حزبه "ليكود" الذين سيصوتون على الخطة في الثاني من أيار مايو المقبل، ان عدم إقرارها سيكلف اسرائيل ثمناً باهظاً، لأنه سيقود الى الغاء كل الالتزامات الأميركية التي اعتبرها "انجازاً غير مسبوق في تاريخ دولة اسرائيل وأشد ضربة تنزل بالفلسطينيين منذ حرب الاستقلال نكبة 1948". وتابع وهو يتحدث من على منصة الكنيست في جلسة طارئة عقدها أمس ان من يريد أن يحافظ على المقابل الأميركي الكبير ينبغي عليه ان يؤيد الخطة: "من يريد أن يمنع إغراق اسرائيل باللاجئين وأن نحافظ على الكتل الاستيطانية تحت سيطرتنا والى الأبد وأن لا تمارس علينا ضغوط سياسية، من يريد ان تكون اسرائيل هي المبادرة ليست منجرة، ينبغي عليه أن يؤيد خطة الفصل". وزاد ان ما حصل عليه في زيارته الأخيرة لواشنطن يشمل اعترافاً أميركياً بأنه في اطار التسوية الدائمة لن يعود لاجئون الى اسرائيل، وهذه لن تعود الى حدود العام 1967 فضلا عن اعتراف بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها "من عمليات ارهابية"، بما في ذلك المناطق التي ستنسحب منها "ومنذ قيام الدولة لم نحصل على تأييد سياسي بهذا الحجم وهذه القوة كما انعكس في رسالة بوش"، مشيراً أيضاً الى أن الرسالة الرئاسية تضمنت تأمين قوة الردع الاسرائيلية ضد أي تهديد خارجي، ما فسره معلقون انه تلميح الى قوة اسرائيل النووية. شارون يلوح بالالتفاف على ليكود عبر الكنيست وتابع شارون ان "لاستفتاء منتسبي ليكود أهمية أخلاقية" وأن ما سيلزمه هو موقف الكنيست والحكومة من خطته للانفصال ووجوب حصولها على غالبية اعضائهما. وسارع المعلقون الى اعتبار هذا التصريح محاولة من شارون للالتفاف على حزبه لخشيته من عدم حصول خطته على غالبية في الاستفتاء، لكن ناطقاً باسمه أوضح لاحقاً ان رئيس الوزراء لم يكن يقصد ذلك وأنه لن يأتي بخطته الى الكنيست أو الحكومة من دون أن تحظى بدعم الحزب أولاً. بيريز والانضمام الى الحكومة وأعلن زعيم "العمل" شمعون بيريز أن حزبه سيمنح خطة شارون أصوات نوابه من دون شروط مسبقة، معترفاً بأن الطريق المثلى لتطبيق الخطة هي عبر الحكومة اليمينية بتركيبتها الحالية. وكانت أنباء صحافية تحدثت مجدداً عن استعداد بيريز للعودة الى "حكومة وحدة وطنية" بزعامة شارون، واضعاً شروطاً يمكن لشارون التعايش معها. لكن المفاجأة التي قد تحصل وتحول دون معاودة الشراكة قد تأتي من حزب المتدينين المتشدد "مفدال" الذي تعلو داخله أصوات تعارض الانسحاب من الحكومة الحالية حتى في حال إقرار الانسحاب من قطاع غزة وتفكيك المستوطنات. ويرى جناح الوزير زبولون اورليف انه يجدر بالحزب البقاء والتريث الى حين تنفيذ الخطة لا الانسحاب الفوري مع اقرارها كما يريد زعيم الحزب الوزير ايفي ايتام. الى ذلك، جنّد المعارضون للخطة الزعيم الروحي لحركة "شاس" الدينية الشرقية المتشددة عوفاديا يوسف لينقلوا عنه اعتباره "خطة الفصل مكافأة للارهابيين ومن دون مقابل"، فيما دعت لجنة حاخامات المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة اعضاء "ليكود" الى معاقبة أقطاب الحزب الذين يدعمون شارون في خطته ووصفتهم بالجبناء اليائسين. في موازاة ذلك كشفت تقارير صحافية ان مستوطنين من مستوطنة "كديم" في الضفة المرشحة وفقاً لخطة شارون للاخلاء، أخذوا يعدون العدة لاجلائهم ويبحثون في التعويضات التي سيحصلون عليها في مقابل ذلك. وأضافت ان عدداً كبيراً منهم فقد منذ اندلاع الانتفاضة رغبته في البقاء في المستوطنة وغادرها كثيرون ولم يبق فيها سوى 24 عائلة. استطلاع: 44$ يؤيدون خطة الفصل ولفت مراقبون الى أن كلام شارون عكس قلقه الحقيقي من احتمال عدم حصول خطته على غالبية منتسبي "ليكود"، وانه جاء متزامناً مع استطلاع للرأي نشرته صحيفة "هآرتس" أفاد بأن 44 في المئة فقط يؤيدون الخطة في مقابل 40 في المئة يعارضونها، ما يعني ان اعلان الوزراء المتطرفين بنيامين نتانياهو وسلفان شالوم وليمور لفنات تأييدهم لها لم يأت بالنتيجة المرجوة، بل تقلصت الفجوة بين نسبة المؤيدين والمعارضين بعد أن ساد الاعتقاد ان مثل هذا الدعم سيوفر غالبية ساحقة لشارون. ورأى المتفائلون في حاشية رئيس الحكومة ان من شأن هذه الأرقام ان تحض المترددين 10 في المئة على حسم موقفهم ودعم الخطة، وسط قناعة بأن نسبة المعارضين تتعدى ال40 في المئة. وقد يستعين هؤلاء بنتائج مغايرة جاء بها استطلاع الاذاعة الاسرائيلية الرسمية وأظهر حصول الخطة على تأييد 51 في المئة، بينما يعارضها 39 في المئة.