جدد رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الاحمد امس التحذير من انتشار ظواهر التطرف الطائفي في الكويت على خلفية احداث العراق، مؤكداً ان الحكومة لن تتساهل في هذا الشأن وانه مستمر في لقاءاته مع نواب وسياسيين من اجل بحث هذا الامر، واعتبر ان الوضع في العراق "خطير ويصعب التكهن بما ستؤول اليه الاوضاع هناك"، واشار الى وفورات مالية حققتها الكويت اخيراً سيتم انفاقها في مشاريع تنموية، وتوقع اطلاق الحكومة الاميركية لبعض الكويتيين المعتقلين في غوانتانامو قريباً. جاء ذلك خلال لقاء دوري له مع رؤساء تحرير الصحف الكويتية امس، وذكر مصدر حضر اللقاء ل"الحياة" ان الشيخ صباح اكد استمراره في الاجتماع بنواب مجلس الامة البرلمان وبقياديين في المجموعات السياسية المحلية، وانه حذر من مغبة الممارسات الطائفية وقال ان "من يمارسها يحرق نفسه ويحرق البلد" وان الكويت "لم تعرف قط التمييز بين السنة والشيعة". وتحفظ الشيخ صباح على ورود بعض المظاهر والممارسات من الخارج بعد حرب العراق "وهي المظاهر التي لم تعرفها الكويت من قبل"، وقال ان ما جرى قبل اسابيع في ذكرى يوم عاشوراء من قيام بعض الشيعة في منطقة "بنيد القار" باجراء مسرحية في ساحة عامة تمثل مقتل الحسين رضي الله عنه في كربلاء "امر لا يجوز ولن يحدث مرة اخرى ولن نسمح بمسيرات مذهبية، هذه اشياء لم نتعود عليها في الكويت"، ورفض ايضاً توجيه بعض النواب اسئلة برلمانية "تثير قضايا طائفية لا داعي لها". وفي الجانب السني انتقد الشيخ صباح كثرة اطلاق الفتاوى من قبل بعض الفقهاء ومدرسي جامعة الكويت ووصفه بأنه خروج على الشريعة، وتطرق في شكل خاص الى فتوى كان عميد كلية الشريعة اطلقها قبل شهرين بحرمة تعديل الدوائر الانتخابية، وسأل الشيخ صباح "ما شأن الحلال والحرام بتعديل الدوائر؟"، وعن المناهج التعليمية قال ان الحكومة مستمرة في تطويرها "ولكن ليس بضغوط خارجية". وسأل احد رؤساء التحرير الشيخ صباح عن موضوع برنامج "ستار اكاديمي" وتحفظات الاسلاميين عن اقامة حفلة لبعض نجومه في الكويت، فأبدى ميله الى الترخيص بذلك قائلاً: "انا شخصياً كنت اتابع هذا البرنامج، ونحن رخصنا لحفلات غنائية في مهرجان هلا فبراير فما الذي يمنع؟". وتطرق الشيخ صباح مطولاً خلال اللقاء الى الشأن الاقتصادي واشار الى ان الكويت حققت وفورات مالية جيدة في الفترة الاخيرة من مبيعات النفط وان الحكومة تخطط لجملة من المشاريع التنموية منها انشاء ميناء ومنطقة حرة في جزيرة بوبيان المحاذية للعراق، كذلك حملة لترميم المدارس والطرق وتطوير الاسواق وانشاء مرافق رياضية مثل "استاد جابر" الرياضي الكبير، وتناول مشروع تطوير حقول النفط الشمالية الذي يثير نواب تحفظات وشبهات عليه فأكد اهمية هذا المشروع للكويت وان تنفيذه سيتم "بمنتهى الشفافية"، ودعا الصحافة الى ممارسة دورها كاملاً في فضح اي تلاعب او تجاوز في هذا المشروع ان وجدت شيئاً من ذلك، كذلك اعلن النية عن انشاء مدينة اعلامية في الكويت لكنه لم يقدم عن ذلك اي تفاصيل. اوضاع العراق واعرف عن اسفه الشديد للاحداث التي شهدها العراق اخيراً وقال: "الوضع في العراق خطير ومن الصعب التكهن وتقدير ما ستؤول اليه الاوضاع" وتابع: "للاسف اخوتنا في العراق لديهم كل خير، لديهم النفط ولديهم الماء فلمَ لا يتحقق عندهم الاستقرار". واعرب عن تفاؤله بإفراج قريب عن البعض من 12 كويتياً ضمن المعتقلين في معسكر غوانتانامو.