عاد الهدوء الى مناطق شمال مدينة حلب القريبة من الحدود السورية - التركية بعد يومين من المواجهات بين اكراد وقوات الامن والاهالي ادت الى سقوط خمسة قتلى وبعض الجرحى. وقال عبدالحميد درويش رئيس "الحزب الديموقراطي التقدمي الكردي" غير المرخص ان المدارس ستبقى مغلقة الى 22 الجاري، أي بعد مرور "عيد النيروز"، لافتاً الى ان "الاحزاب السياسية ال11 غير مرخصة قررت عدم الخروج الى التجمعات التي تضم عشرات الالاف من المواطنين". واطلق ليل اول من امس عضو المكتب السياسي ل"الحزب التقدمي" تمر مصطفى بعد توقيفه السبت الماضي. واشار درويش الى ارتفاع عدد القتلى الى 36 بعد وفاة 5 متأثرين بجروحهم من اصل نحو 130 جريحاً. وفيما عاد الهدوء الى مدن شمال شرقي البلاد، باستثناء بعض احداث فردية لاطلاق النار، جالت "الحياة" في حي الشيخ مقصود والاشرفية في مدينة حلب حيث سعت قوات الامن الى منع حصول تجمعات، وذلك قبل ان تتوجه الى مدينة عين العرب على بعد 500 كلم من دمشق. وكان واضحاً مدى الخراب في المؤسسات العامة التي شملت حرق مخفر الشرطة واليات عامة ومقر شعبة حزب "البعث"، اضافة الى اليات مجلس المدينة المختصة في جمع القمامة حيث يعيش في المنطقة نحو 160 الفاً. واوضح عبد موسى امين شعبة فرع حزب "البعث" الحاكم في منطقة عين العرب على بعد كيلومتر واحد من الحدود السورية - التركية: "لدينا تعليمات انه لا مانع من احتفال الاكراد بعيد النيروز، لكن من دون الاخلال بالامن". واضاف في اتصال هاتفي اجرته "الحياة" من دمشق: "ليست هناك قضية في بلادنا. ان الاكراد موجودون في كل مؤسسات الدولة السياسية والتشريعية والحزبية والقضائية. هناك وحدة وطنية لكن الشرارة جاءت من الخارج"، لافتا الى ان "الضغوط الاميركية بدأت على سورية ثم حصلت تحركات في لبنان ضد الوجود السوري قبل ان تظهر تحركات من السفارات الاجنبية وصولا الى الاخلال بالامن الداخلي للبلاد". وكان نائب الرئيس عبدالحليم خدام اعلن مساء اول من امس ان "جهات خارجية تحاول الافادة" من الاحداث التي حصلت في الايام الاخيرة، "لكن الروح الوطنية العالية في سورية عند جميع السوريين اغلقت الابواب امام مثل هذا الاستغلال". الى ذلك، دان رئيس "الحركة الاسلامية لتركمان العراق" سامي دونمز "احداث الشغب والتخريب التي طاولت المؤسسات والمباني الحكومية والمصارف والمستشفيات في سورية والتي تستهدف امن البلاد واستقرارها"، لافتاً الى ان وضع الاكراد في ظل نظام الرئيس السابق صدام حسين "استثنائي لا مثيل له" وان الاكراد في دول الجوار "يتمتعون بمشاركة فاعلة في الحياة الحزبية والسياسية والنقابية والعسكرية. كما انه لم تجر عليهم عمليات الابادة التي جرت في العراق وبقية مناطق الجوار".