قالت مصادر كردية ل«الحياة» ان جهوداً تبذل من قبل قادة سياسيين وشخصيات للحيلولة دون انتقال التوتر بين رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» صالح مسلم والامين العام ل»الحزب الديموقراطي الكردي في سورية (بارتي) عبدالحكيم بشار، الى أماكن وجود الاكراد. وكانت آخر مظاهر التوتر مناوشات بين عشيرتي شرابية وجوالة وقوات «الاتحاد» في قرى القامشلي في شمال شرقي البلاد وصلت الى «مناوشات مسلحة»، اضافة الى إحياء كل طرف احتفالات عيد نوروز في مكانه منافساً الطرف الاخر، ورفع مؤيدو «الاتحاد» صور زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبدالله اوجلان في احتفالاتهم. واكد بشار في اتصال هاتفي مع «الحياة» في لندن عدم وجود قرار لدى الحزب ب»المواجهة»، مشيراً الى وجود «ضغوط من شباب كردي ممتعض من ممارسات الطرف الآخر» محذراً من «انفجار الوضع في شكل غير مخطط»، في حين قال مسلم ان الامين العام ل «الحزب الديموقراطي» دفع الى «خلق أجواء صدام وفقدان الثقة بين الشعب وطليعته». واكد رئيس «الحزب الديموقراطي التقدمي الكردي» عبدالحميد درويش ل»الحياة» ضرورة «حل المشكلة» بين الطرفين والا ينعكس التوتر على الناس بحيث «لا تسيل دماء» ولا يتضرر عشرات الالاف من النازحين من مدن سورية اخرى هربوا من العنف الى شمال شرقي البلاد. وكان بشار شنّ قبل يومين انتقادات شديدة ل»الاتحاد الديموقراطي»، داعياً مسلم الى «قطع العلاقات مع النظام (السوري) وتقديم اعتذار رسمي لذوي الضحايا والشهداء والمعتقلين»، اضافة الى «اطلاق سراح جميع المعتقلين والكف عن الممارسات اللامسؤولة». وقال ان قوات «اسايش» (الأمن) التابعة ل»الاتحاد الديموقراطي» تقوم ب»ممارسات ضد النشطاء الكرد ومناضليه وسياسييه بخاصة تلك القوى التي انخرطت في شكل سياسي وميداني في الثورة ضد النظام الديكتاتوري الدموي بغية إسقاطه بكل رموزه ومرتكزاته». واعتبر ان ممارسات «الاتحاد» الاخيرة «تصب بشكل مباشر في خدمة النظام السوري وأعداء الاكراد»، قبل ان يؤكد ان «هذه الممارسات لن تثنيه عن «النضال الوطني القومي حتى إسقاط النظام الديكتاتوري وتأمين البديل الديموقراطي وبناء سورية اتحادية تحقق الفيديرالية لكردستان سورية». لكن مسلم قال رداً على بشار، ان الاتهامات الموجهة الى «الاتحاد» ترمي الى «خلق أجواء صدامية وخلق أجواء فقدان الثقة بين الشعب وطليعته وبالمؤسسات الوطنية التي تأسست بإرادة الشعب الكردي في غرب كردستان بقيادة الهيئة الكردية العليا، في سبيل حماية الشعب وتوطيد مكتسباته في هذه المرحلة التاريخية». ويعتبر «بارتي» احد الفاعلين الاساسيين في «المجلس الوطني الكردي» الذي تأسس من احزاب كردية اساسية (وصل عددها الى 15 حزبا) قبل ان يشكل مع «الاتحاد» في منتصف العام الماضي هيئة تنسيقية باسم «الهيئة الكردية العليا» لتنسيق المواقف والتفاوض مع المعارضة السورية ممثلة ب»المجلس الوطني» او «الائتلاف الوطني السوري» علماً بأن «الاتحاد» عضو في «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» ومنسقها العام حسن عبدالعظيم. ووقع الطرفان بدعم من رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني اتفاقاً في نهاية العام الماضي ل»توسيع» الهيئة الكردية وضم ممثلي تنسيقيات والاتفاق على مبدأ «الفيدرالية» والتنسيق الامني والميداني بين الطرفين. وقال مسلم في رده على رئيس «بارتي» ان «المؤسسات في غرب كردستان خاضعة لتعليمات وتوجيهات ورقابة الهيئة الكردية العليا، بما فيها المؤسسات التي تأسست من جانب حزبنا في السنوات السابقة لثورة الشعب السوري». ودعا إلى «تشكيل لجنة تحقيق من طرف الهيئة الكردية العليا أو من الأحزاب الكردستانية الرئيسية للتحقيق في تلك الحوادث وكل الاتهامات المزعومة والخلافات» مع «بارتي»، داعيا الى «العودة الى الرشد ومحاولة تحكيم العقل في هذه الظروف الحساسة التي يمر بها شعبنا عامة وفي غرب كردستان خصوصا» و»الكف عن التصرفات الرعناء التي تهدف إلى هدم ما بناه الشعب الكردي في غرب كردستان». واوضح بشار ل»الحياة» امس ان «الاتحاد» يريد ان يكون مهيمنا على الارض بالقوة المسلحة، مشيرا الى انه «خرق» الاتفاق المبرم بين «المجلس الكردي» و»مجلس غربي كردستان» نهاية العام الماضي، سواء لجهة عدم تشكيل قوات مشتركة والتنسيق الفعلي بين الطرفين او لجهة التراجع عن مبدأ «الفيدرالية» والمطالبة بالادارة الذاتية. وكرر ضرورة انخراط الاكراد في الثورة السورية في شكل فاعل لان انقساماتهم «توحي وكأننا خارج الثورة»، مشيراً الى ان اتصالات ستجرى في الايام المقبلة مع قيادة «الائتلاف الوطني» لبحث امكان الانضواء تحت لوائها سواء في شكل جماعي او حتى باحتمال انضمام بعض الاحزاب. وكانت اشتباكات حصلت بين كتائب «الجيش الحر» وقوات الحماية الشعبية التابعة ل»الاتحاد» في بلدة راس العين على الحدود مع تركيا، قبل انجاز اتفاق بوساطة معارضين. كما سجلت خلافات في شأن السيطرة على معابر حدود مع تركيا او مع كردستان العراق. وسجلت اشتباكات بين قوات نظامية ومقاتلي الحماية الشعبية في حي الاشرفية في حلب. وتحدثت مصادر اخرى عن ضغوط اقليمية ودولية في وقت سابق على»الائتلاف» لعدم ضم «الاتحاد»، لكنها اشارت الى ضرورة مراقبة انعكاس مبادرة اوجلان الاخيرة. وكان عبدالحميد درويش اكد في بيان رسمي تأييده «البيان التاريخي» لأوجلان بوقف القتال ضد قوات الحكومة التركية وإتباع سبيل النضال السلمي والحوار الديموقراطي للوصول إلى تحقيق الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي.