ربط العاهل المغربي الملك محمد السادس، للمرة الأولى، بين حل نزاع الصحراء وتحصين منطقة الشمال الافريقي ضد مخاطر الارهاب. وقال في خطاب الى الشعب المغربي ليل السبت - الاحد لمناسبة الذكرى ال29 ل"المسيرة الخضراء"ان"المغرب الواثق في عدالة قضيته، لن يدخر جهداً من أجل الطي النهائي لملف النزاع حول الصحراء، ضمن توجه استراتيجي واضح يؤمن ضمان حقوق بلادنا وتجسيد المفهوم الجديد للأمن الشامل والجوار في منطقة شمال غربي افريقيا والساحل وجنوب غربي المتوسط". وأضاف ان هذا التوجه"يرمي الى رفع التحديات الحقيقية للمنطقة، المتمثلة في ضرورة تحصينها من مخاطر التحول الى بؤرة للتوتر والارهاب والعصابات المتاجرة بالفقر والترحيل القصري واحتجاز الاشخاص في خرق لحقوق الانسان وكرامته". ورأى مراقبون في الطرح المغربي الذي يتضمن ربط حل نزاع الصحراء بضمان الأمن في المنطقة الممتدة الى بلدان الساحل جنوباً وضفاف البحر المتوسط شمالاً، تحذيراً من مخاطر الانفلات الأمني، في ضوء الانشغال الأميركي بالحرب على الارهاب وتزايد حدة الهجرة غير المشروعة التي ينظر اليها على انها استقطاب لنشطاء متطرفين. وأ ضفى العاهل المغربي على المفهوم الجديد للأمن الذي تتبناه بلاده صبغة اقتصادية وسياسية من خلال الحديث عن"فضاء لحرية انتقال الأشخاص والاستثمارات والتبادل الحر والتنمية المشتركة والتفاعل الثقافي". ودعا الملك محمد السادس الى"توافر الثقة المشتركة والاحترام المتبادل بعيداً عن الحسابات الضيقة"، مشدداً على"قيم الإخاء والتضامن وحسن الجوار والتحلي بالرزانة والحكمة والحوار البناء"الذي هو"فضيلة اسلامية حتى مع الأعداء، فما بالك مع الأخوة والأشقاء"في اشارة واضحة الى الجزائر. وجدد العاهل المغربي استعداد بلاده التعاون مع الأممالمتحدة والأمين العام كوفي انان والوسيط الدولي الفارو دي سوتو لحل النزاع في الصحراء الغربية و"المساهمة الفعالة لشركاء المنطقة والمجتمع الدولي من أجل ايجاد حل سياسي تفاوضي ونهائي مقبول من الأطراف المعنية كافة"، في اشارة الى المبادرة الفرنسية - الاسبانية. وقال الملك محمد السادس:"نؤكد التزام المغرب الحوار والتفاوض من أجل التوصل الى الحل"، ورأى ان قضية الصحراء"قضية هوية وطنية غير قابلة للتجزئة، وحق تاريخي لا يمكن التفريط فيه". وربط الحل بإقامة"جهوية فعالة ومتناسقة تمكن كل جهات البلاد من التدبير الذاتي أو اللامركزي... وفق خصوصياتها، وفي ظل السيادة والوحدة الوطنية والترابية". واعرب الملك محمد السادس عن ثقته في بلورة ذلك الحل"كيفما كانت العراقيل العابرة، فإنني أؤكد باسم المغرب اننا سنصل الى حل سياسي وفاقي للنزاع المفتعل". ودعا الأحزاب السياسية والمجالس المنتخبة الى الانخراط في التعريف بعدالة القضية، مؤكداً ان هذا الحل"وحده ينسجم ومنطق التاريخ". وجدد حرص بلاده على بناء الاتحاد المغاربي"على اساس متين وانفتاح تام على جوارنا الأورو - متوسطي والافريقي".