دعا المغرب أطراف نزاع الصحراء إلى إبداء روح الوفاق والانفتاح لوضع حد للمشكل الذي «يتسبب في عقود من التفرقة». وأفاد بيان للبلاط الملكي أن العاهل المغربي الملك محمد السادس أكد لدى اجتماعه إلى الموفد الدولي كريستوفر روس أول من أمس في مدينة فاس، وسط البلاد، التزام بلاده المضي قدماً في التعاون الكامل مع جهود الأممالمتحدة، يحدوه العزم في البحث عن حل «عادل وواقعي». واعتبر الملك محمد السادس خطة الحكم الذاتي التي عرضها المغرب منذ سنوات «حلاً مفتوحاً وذا مصداقية» تكفل وضع حد للنزاع الذي طال أمده. وحض بقية الأطراف على إبداء روح وفاق وانفتاح مماثلين. وجدد تمسك بلاده الدائم ب «تعميق علاقات الأخوة وحسن الجوار مع الجزائر» والتزامها تفعيل الاتحاد المغاربي وبناء فضاء جديد «قادر على الاستجابة للتحديات والتهديدات المتعددة التي تواجهها المنطقة». وأفاد البيان أن العاهل المغربي والموفد روس تبادلا الآراء في شأن «المخاطر المحدقة بمجموع منطقة الساحل والصحراء، في ظل تفاقم التهديدات الأمنية». وخلص البيان إلى أن عدم حل نزاع الصحراء «يمكن أن يشكل عاملاً لاتساع حجم التهديدات»، بخاصة على مستوى إعاقة قيام تعاون فعال بين دول المنطقة. وشددت مصادر رسمية على أن الاجتماع الذي جاء في اختتام جولة المبعوث الدولي للمنطقة، يندرج في إطار «استئناف جهود الموفد الدولي، بعد الضمانات والتوضيحات التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى العاهل المغربي» صيف العام الماضي، في إشارة إلى رفع تحفظ الرباط عن مهمة روس التي كانت وصفتها في وقت سابق ب «الخروج عن قاعدة الحياد». وجاء الاجتماع عقب صدور التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة مطلع الأسبوع الجاري حيث رأى أن تنامي عدم الاستقرار وانعدام الأمن داخل وحول منطقة الساحل «يتطلب حلاً عاجلاً لنزاع الصحراء الذي طال أمده». وعرض في هذا السياق إلى أن تعليق الدوريات الليلية لبعثة «المينورسو»، كونها معرضة لمخاطر كبيرة بسبب تسلل محتمل لعناصر مسلحة ووجود ثغرات في التنسيق الأمني. كما تحدث عن تعرض رعايا أوروبيين يعملون في المجال الإنساني إلى الاختطاف من داخل مخيمات بوليساريو» في تندوف جنوب غربي الجزائر. وتوقفت المصادر أمام هذا الربط الذي كانت صدرت بصدده إشارات قوية من طرف الموفد كريستوفر روس عند بدء زيارته الأخيرة إلى المنطقة، فيما أوضح بان كي مون أن جميع المكونات التي تشاور معها مبعوثه الشخصي عبّرت عن «مخاوف جدية» في شأن المخاطر الناجمة عن القتال الجاري في مالي وانعكاساته على المنطقة «ومساهمته في تطرّف سكان مخيمات تندوف». وقال إن الوقت حان لإيجاد حل يحظى بتشجيع المجتمع الدولي. وحض الأطراف على الدخول في مفاوضات حقيقية. لكنه اعترف بوجود مشاكل وصعوبات تعوق التقدم نحو حل سياسي عادل ودائم ومقبول لدى الجميع. ورأى بان كي مون، في تطور لافت، أن استمرار نزاع الصحراء «يشكّل عقبة أمام الاندماج المغاربي الذي هو الآن أكثر ضرورة من أي وقت مضى» لمواجهة التحديات المشتركة في غياب الاستقرار وانعدام الأمن. وقال إن الموفد الدولي «يضاعف الجهود لتشجيع تطوير العلاقات بين المغرب والجزائر». كما ناشد الطرفين مضاعفة الجهود للإفادة أكثر من العلاقات في شكل أفضل و «فتح الحدود» لما فيه مصلحة المنطقة والمجتمع الدولي. كما شدد القول على ضرورة حل نزاع الصحراء وفق «إستراتيجية أوسع لمنطقة الساحل»، معتبراً أن النزاع يأتي في المقام الأول ويهم منطقة شمال أفريقيا.