يقوم العاهل المغربي محمد السادس بزيارة رسمية إلى عدد من الدول الإفريقية على رأسها مالي ابتداء من يوم الثلاثاء المقبل وذلك لتعزيز الدور المغربي في افريقيا عامة ومنطقة الساحل والصحراء بصفة خاصة وتعويض الشغور الذي يخلفه انسحاب المغرب من منظمة الاتحاد الإفريقي. قال القصر الملكي إن العاهل المغربي سيقوم بزيارة رسمية بداية من يوم الثلاثاء المقبل إلى كل من مالي وغينيا وزيارة صداقة إلى كل من ساحل العاج والجابون. وقال منار السليمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط لرويترز "غياب المغرب عن الاتحاد الإفريقي لم يؤثر على علاقاته السياسية والاقتصادية بافريقيا خاصة في فترة محمد السادس الذي يعتبر افريقيا هي العمق الإستراتيجي للمغرب." وكان المغرب انسحب من منظمة الاتحاد الإفريقي عام 1984 احتجاجا على انضمام الجمهورية الصحراوية التي تنازع المغرب على استقلال اقليم الصحراء الغربية منذ عام 1976. ويعتبر المغرب منطقة الساحل والصحراء استراتيجية بالنسبة له وكثيرا ما ينبه المنظمات الدولية والمجتمع الدولي إلى تنامي الإرهاب في المنطقة مما يهدد أمن المنطقة المغاربية. وقال السليمي "التشخيص المغربي للأوضاع الأمنية في منطقة الساحل والصحراء كان صائبا زكته تقارير دولية." وأضاف "المغرب يريد ان يلعب دورا استراتيجيا في منطقة الساحل والصحراء واعادة بناء الدولة في مالي وتحصينها من مخاطر الجماعات المتطرفة في الشمال." كما أعلن المغرب في سبتمبر أيلول الماضي على موافقته على تدريب 500 إمام من مالي "للاستفادة من التجربة المغربية في تدبير الحقل الديني لمواجهة التطرف." واعلن المغرب يوم الأربعاء أيضا عن تدريب أئمة لكل من تونس وليبيا وغينيا. وقال السليمي"المغرب يقدم خبرته الأمنية والدينية لإفريقيا لمواجهة الفكر المتطرف." وكان المغرب تبنى ما أسماه "إعادة هيكلة الحقل الديني" بعد التفجيرات الانتحارية التي ضربت الدار البيضاء في عام 2003.