أمهل الاتحاد الافريقي الحكومة السودانية ومتمردي دارفور شهراً للوفاء بالتزاماتهما بحسب اتفاق وقف النار. واتهم الطرفين بخرق الاتفاق 40 مرة ملوحاً بفرض عقوبات على اي طرف لا يفي بتعهداته. وطلبت اللجنة الامنية التي شكلها الاتحاد الافريقي برئاسة تشاد لمتابعة تنفيذ وقف النار في اجتماعها الذي عقد في نجامينا يومي الخميس والجمعة وحضره اطراف النزاع والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، من الحكومة بتجريد ميليشيا "الجنجاويد" والامتناع عن أية أعمال هجومية والسيطرة على الميليشيات. كما طلب من حركتي "تحرير السودان" و"العدل والمساواة" تحديد مواقع قواتهما وعدم انشاء معسكرات جديدة ووقف اي اعمال هجومية وتسهيل مرور القوافل الانسانية. وعبر الاتحاد الافريقي عن قلقه ازاء تدهور الاوضاع الامنية والانسانية في دارفور، واستمرار خرق النار وشدد على ضرورة احترام الهدنة وهدد بتوقيع عقوبات على اي طرف لا يفي بالتزاماته. وحمّل رئيس بعثة الاتحاد الافريقي لمراقبة وقف النار في دارفور الجنرال النيجيري دونيسي كوانكو في تقريره الى اللجنة المشتركة الحكومة والمتمردين مسؤولية خرق الاتفاق اكثر من 40 مرة. ورحب مبعوث الاممالمتحدة الى السودان يان برونك بنتائج اجتماع اللجنة الامنية وحض اطراف النزاع على الوقف الفوري لأي أعمال عدائية واعتبر الفترة المقبلة اختباراً لها. وقال برونك في بيان امس "على الاطراف ان تعي ان الاتحاد الافريقي والاممالمتحدة غير مستعدين لدعم عملية تقوم على وعود جوفاء"، ودعا المتمردين مجدداً الى وقف العنف وطالب الحكومة بممارسة ضبط النفس والكف عن استخدام القصف الجوي لمواجهة تحركات المتمردين. وطالب برونك المتمردين بتحديد مواقع قواتهم من دون ابطاء كما طالب الحكومة ايضاً بتحييد ميليشيات "الجنجاويد" وتوفير معلومات كاملة الى الاتحاد الافريقي عن مواقعهم. في غضون ذلك أ ف ب، زار المفوض الاوروبي لشؤون التنمية والمساعدة الانسانية البلجيكي لوي ميشال مخيم كالما للنازحين في جنوب دارفور. ووصل ميشال صباحا الى نيالا، عاصمة جنوب دارفور، على ان يتوجه بعد الظهر اليوم الى الفاشر، عاصمة شمال دارفور حيث سيلتقي جاكوب كلنبرغر رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر الذي يزور المنطقة. والتقى المفوض الاوروبي ممثلين عن 15 قبيلة من النازحين في مخيم كالما. كما التقى في نيالا حاكم المنطقة وممثلي منظمات غير حكومية. وفي الفاشر يرتقب ان يجري المفوض الاوروبي محادثات مع اعضاء البعثة الافريقية المكلفة الاشراف على وقف النار، قبل العودة الى الخرطوم لاجراء محادثات مع المسؤولين السودانيين.