غادرت وحدة مؤلفة من ألف عنصر من مظليي الجيش الهندي بلدة انانتناغ الواقعة جنوب سريناغار العاصمة الصيفية لولاية جامو وكشمير الهندية، في مستهل عملية خفض عديد القوات الهندية في الشطر الكشميري التابع للهند، علماً ان عدد القوات هناك يقدر بربع مليون جندي. وشكل الخفض اجراءً رمزياً نفذ في اليوم الاول للزيارة الرسمية لرئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ لكشمير، الاولى من نوعها منذ تسلمه السلطة في ايار مايو الماضي. وتستمر الزيارة يومين، وتندرج في اطار الجهود المبذولة للتوصل الى تسوية سلمية لأعمال العنف في هذه المنطقة التي تشهد تمرداً انفصالياً تدعمه باكستان. وخاطب سينغ حشداً قدر بنحو 8 آلاف شخص في سريناغار، وألمح الى امكان اجراء"خفض اكبر"في عدد الجنود الهنود في الاقليم"في حال تراجع مستوى العنف، وتوقف عمليات التسلل للانفصاليين من باكستان التي نعمل معها على انهاء الازمة"، في اشارة الى مفاوضات السلام مع إسلام آباد. وأكد رئيس الوزراء الهندي استعداد حكومته لإجراء حوار غير مشروط مع الجماعات الانفصالية في كشمير، وهو ما وصفه المحللون بمبادرة جديدة متوقعة من اجل اصلاح آلية الحوار المجمد حالياً مع الانفصاليين، وذلك عشية الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز لنيودلهي الاسبوع المقبل. ورفض ائتلاف"حريات"المعتدل للجماعات الانفصالية في كشمير، لقاء سينغ، الامر الذي برره كبير مشايخ كشمير ميرويز عمر فاروق بالقول:"لا يمكن إجراء الجولة المقبلة من المحادثات مع الادارة الهندية إلا بعد السماح لنا بزيارة باكستان"للتنسيق معها. اما زعيم الائتلاف سيد علي جيلاني فأعلن ان فوائد زيارة سينغ معدومة بالنسبة الى عامة الشعب، وقال:"يمكن المرء الحكم على مزاج الناس هنا في ظل الاغلاق الكامل لكل المتاجر". ويذكر ان اغلاق المتاجر جاء استجابة لإضراب عام دعت اليه غالبية المجموعات الانفصالية التي طالبت سينغ بالاعتذار عن الفظائع التي ارتكبتها القوات الهندية ضد الكشميريين. غير ان رئيس الحكومة الاقليمية المفتي محمد سيد، رحب بسحب الهند دفعة اولى من قواتها، ووصف ذلك بأنه خطوة كبيرة اولى في طريق اعادة الاستقرار الى المنطقة. هجوم للانفصاليين وفي وقت اشار سينغ الى ان الخفض الحالي للقوات الهندية لم يكن ليتحقق لولا حدوث تطورات ايجابية في الوضع الامني في كشمير، نفذ الانفصاليون هجوماً تزامن مع زيارته، واستهدفوا فيه دورية عسكرية تمركزت قرب استاد"شيري كشمير"للكريكيت، حيث ألقى سينغ كلمته. وتلى ذلك اشتباك وقع بين قوات الامن الهندية والانفصاليين في مبنى"سنتر سليمان"الذي يبعد مسافة مئتي متر عن المكان، ما اسفر عن مقتل اثنين من المهاجمين ومدني، وجرح جنديين من القوات الهندية. وفي سياق تحسين الاوضاع المعيشية للكشميريين الذين طالبوا سينغ بزيادة فرص العمل وتخصيص موازنة ضخمة لمنطقتهم كان رئيس الوزراء الراحل راجيف غاندي وعد بها قبل 20 عاماً، اعلن سينغ تخصيص حكومته خمسة بلايين دولار لتطوير الولاية في المرحلة التالية، وتعزيز الاستثمارات فيها في المشاريع الصناعية والزراعية.