نيودلهي، رانشي، سريناغار -أ ف ب ، رويترز- اتهم رئيس الوزراء الهندي آتال بيهاري فاجبايي باكستان أمس بمحاولة السيطرة على ولاية جامو وكشمير المتنازع عليها من خلال "الارهاب عبر الحدود". وفي كلمة ألقاها فاجبايي بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والخمسين لاستقلال الهند قال فاجبايي إن المتشددين الاسلاميين يواصلون التسلل إلى كشمير الهندية متهمًا إسلام آباد بانتهاج معايير مزدوجة بشأن مكافحة الارهاب. وأضاف قائلاً: "يزعم جارنا في المنتديات الدولية أنه يكافح الارهاب لكنه في هذه المنطقة ينتهج معايير مزدوجة... إنه يحاول السيطرة على جامو وكشمير من خلال الارهاب عبر الحدود". وأضاف: "جارتنا تعارض الارهاب الدولي ولكنها تدعم الارهاب في كشمير بدعمها الحركة الانفصالية في هذه الولاية". ودعا فاجبايي الذين "يصفون الاقتراع في كشمير بأنه مهزلة" إلى "الاهتمام بشؤون بلادهم الداخلية"، في إشارة إلى الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي رأى أول من أمس الاربعاء أن هذه الانتخابات التي تسعى نيودلهي إلى تنظيمها في أيلول سبتمبر وتشرين الاول أكتوبر المقبلين بأنها مهزلة تحرم سكان المنطقة من الخيار الحقيقي وتهدف إلى إضفاء الشرعية على "احتلال غير مشروع". ودأبت الهند على اتهام باكستان برعاية "الارهاب عبر الحدود" عبر إرسال متشددين إلى كشمير الهندية للانضمام إلى تمرد على الحكم الهندي هناك فوقف الجاران النوويان على شفا حرب في أيار مايو وحزيران يونيو بسبب تلك المنطقة المتنازع عليها. وأكد رئيس الوزراء الهندي أن "كشمير جزء لا يتجزأ من الهند ودليل على علمانيتنا وسنقضي على الارهاب فيها". وأضاف: "إذا حدثت أخطاء في الماضي فنحن مستعدون لتصحيحها وسنجري مفاوضات مع ممثلي السكان في كشمير". ودعا فاجبايي دول جنوب آسيا إلى الاتحاد لمكافحة الفقر. وقال: "لماذا لا نستطيع أن نكافح معًا عدونا المشترك: الفقر. لم يأت أحد من الخارج لمساعدتنا في ذلك". وتابع رئيس الوزراء الهندي خطابه قائلاً إن الهند مستعدة لاستئناف المحادثات مع باكستان عندما تكون الاجواء "ملائمة". وأضاف فاجبايي: "نريد أن نقيم علاقات حسن جوار مع باكستان"، مؤكدًا أن الهند "مستعدة لاجراء حوار مع باكستان واتخاذ خطوات للتخفيف من التصعيد لكن الاجواء يجب أن تكون ملائمة لذلك". إلى ذلك، أعلنت الشرطة الهندية أن تسعة أصيبوا بجروح بسبب انفجار قنبلة في قطار ركاب في شرق الهند أمس. ووقع الانفجار في منطقة باكور في ولاية جهارخند حيث دعا المتمردون الماويون إلى مقاطعة احتفالات الهند بعيد الاستقلال. وقال ر. براشاد قائد شرطة جهارخند: "وضعت المتفجرات في عبوة أسفل المقعد وأصيب تسعة ركاب". وأضاف أنه لم يتضح من يقف وراء الحادث. ومنطقة باكور التي تقع شمال شرقي رانشي عاصمة الولاية هي معقل المتمردين الماويين الذين يقاتلون الحكومة لدفعها إلى تخصيص أراض للفلاحين الفقراء. وأعلنت حالة التأهب بين قوات الامن في مختلف أنحاء الهند بما في ذلك منطقة كشمير حيث دأب المتشددون على شن هجمات خلال الاحتفالات بعيد الاستقلال. وبقي سكان مدينة سريناغار في كشمير داخل منازلهم وأغلقت المتاجر والمصالح أبوابها أمس بعد دعوة الانفصاليين إلى إضراب خلال الاحتفالات بعيد الاستقلال الهندي. وقال شهود إن الشرطة والقوات الامنية المستعدة لاي معارك محتملة تحرس الشوارع المهجورة في سريناغار، العاصمة الصيفية لجامو وكشمير، محور المواجهة العسكرية بين الهندوباكستان. ودعا تحالف مؤتمر الحرية وهو مظلة الجماعات الانفصالية الرئيسة في كشمير إلى اعتبار يوم 15 آب أغسطس "يومًا أسود". وكثفت السلطات الاجراءات الامنية ودوريات الحراسة واحتجزت عشرات المشتبه بهم قبل الاحتفالات التي استهدفها المقاتلون أكثر من مرة في السنوات الماضية منذ بدء التمرد في نهاية عام 1989. وقال ناطق باسم القوات الامنية "حتى الأن لم تردنا أنباء عن وجود أي حوادث مؤسفة في أي جزء من وادي كشمير. تتسم الاحتفالات حتى الآن بالهدوء". ويخشى الكثر من الكشميريين أن يكثف المتشددون هجماتهم قبل إجراء الانتخابات التي تعهدت بعض الجماعات المتشددة بإفسادها.