يسعى زعيم "حزب المحافظين" في بريطانيا مايكل هاورد للاستفادة من غضب الناخبين على توني بلير بسبب الحرب على العراق، للبدء بمعركة صعبة لاطاحة رئيس الوزراء في الانتخابات المقبلة. وأمام حزب المعارضة الرئيسي في بريطانيا الذي يعاني من إرث هزيمتين متتاليتين في الانتخابات، الكثير ليفعله قبل الانتخابات المقرر أن تجرى في ايار مايو المقبل. لكن هاورد اختار التركيز على القضية التي يعتقد بأنها يمكن أن تضر ببلير أكثر من غيرها، متهماً رئيس الوزراء ب"الكذب" في موضوع العراق. وقال أمس في المؤتمر السنوي ل"حزب المحافظين" في ما قد يكون أول وآخر خطاب يلقيه كزعيم للحزب :"في مرحلة الاعداد لحرب العراق لم يقل توني بلير الحقيقة". وأضاف ان رئيس الوزراء الذي تراجعت الثقة فيه وسط تساؤلات عن المبررات التي ساقها للحرب "لم يقدم بأمانة معلومات الاستخبارات التي حصل عليها"، وانه "لم يتصرف كما ينبغي لرئيس وزراء بريطاني... هل يمكن للشعب أن يثق به مرة ثانية؟". وعلى رغم انحسار شعبيته، قال بلير الاسبوع الماضي انه سيشغل منصبه لفترة ثالثة إذا فاز "حزب العمال" كما يتوقع. غير انه أكد انه لن يبقى لفترة رابعة. وتبرز جرأة هذا التصريح صعوبة المهمة التي يواجهها المحافظون الذين يقول محللون انهم قد يجدون مشقة حتى في الحد من حجم الغالبية التي يتمتع بها "حزب العمال" في البرلمان والتي تزيد على 150 مقعداً. ويرى كثيرون أن خطط "المحافظين" للمنافسة على الحكم، التي تحددت ملامحها هذا الاسبوع والتي تتسم بالتركيز على الجريمة والهجرة ومعارضة الدستور الاوروبي والرغبة في خفض الضرائب غير مجدية. وقال دومينيك رينج المحاضر في علم السياسة: "أعتقد بأن الامر شاق على المحافظين... ليست لديهم نهضة ولا أرى صيغة سحرية". وحتى الهجوم على بلير في موضوع العراق قد لا يحقق نجاحاً كبيراً لأن هاورد أيّد الحرب. وكان الحزب الرئيسي الذي عارضها هو "حزب الاحرار الديموقراطيين". ويقول منتقدون ان "خطاب هاورد عن حرب العراق مثله مثل خطاب جون كيري في الانتخابات الاميركية، يبدو مشوشاً بالنسبة الى كثير من الناخبين". وقال رينج: "الثقة مسألة تخدم الأحرار الديموقراطيين ضد بلير وضد المحافظين الذين ما زالوا مكبلين بتراث حكمهم خلال الفترة من 1992 الى 1997". وينظر كثير من الناخبين الى هاورد الذي كان وزيراً في آخر حكومة للمحافظين بقيادة جون ميجر باعتباره "مشوشاً" خصوصاً بعد ايام مارغريت ثاتشر. ومني "المحافظون" بهزيمة ساحقة أمام "حزب العمال" بزعامة بلير وبدلوا قيادتهم ثلاث مرات منذ ذلك الحين. وبدا المندوبون المشاركون في مؤتمر "المحافظين" هذا العام خاضعين ومستسلمين للهزيمة في الانتخابات. قال ستيفن ناش من بورنموث: "المزاج ليس سيئاً لكنه هادئ والمندوبون تقدموا في العمر على ما يبدو".