نفت السلطات التونسية أمس معلومات صحافية نشرت امس في فرنسا عن اكتشاف شبكة إسلامية استطاعت "اختراق" أجهزة استخباراتها قبل 10 أيام من تفجير كنيس الغريبة اليهودي في جزيرة جربة، جنوب العاصمة. وجاءت هذه المعلومات في وقت تعززت نظرية وجود علاقة بين الحادث وتنظيم "القاعدة". وصل وزير الداخلية الالماني اوتو شيلي ظهر امس الاحد الى جزيرة جربة، جنوبتونس، لتفقد كنيس الغريبة حيث وقع انفجار اسفر عن وقوع 16 قتيلاً بينهم 11 سائحاً المانياً. ووضع باقة من الزهور في مكان الانفجار قبل ان يدخل الى المعبد اليهودي الاقدم في افريقيا ويقف في خشوع في احدى قاعاته وسط اضواء الشموع. ومن المقرر ان يلتقي اليوم في العاصمة التونسية الرئيس زين العابدين بن علي. ويرافق شيلي في زيارته نائب رئيس الشرطة الجنائية الاتحادية برنارد فالك ونائب رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور مخابرات داخلية كلاوس دييتر فريتشي. ورجّحت السلطات التونسية في البدء فرضية الحادث قبل ان تقر بامكان ان يكون اعتداء وهي الفرضية التي ترجحها المانيا. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن رئيس المجموعة اليهودية في جربة بيريز طرابلسي امس انه "يرفض الاقرار بفرضية الاعتداء" في الانفجار. وقال: "حتى الوقت الحالي، لا اعتقد بفرضية الاعتداء"، مضيفاً ان المجموعتين اليهودية والمسلمة في تونس تعيشان في انسجام تام "لاننا تونسيون ونريد ان نعيش في تونس وليس في اي مكان آخر". "شبكة إسلامية" ونقلت "فرانس برس" أيضاً عن السلطات التونسية نفيها امس اختراق شبكة اسلامية اجهزة مخابراتها، وان تكون قد سيطرت على هذه الشبكة قبل عشرة ايام من الانفجار في جربة، وقال بيان رسمي ان هذه المعلومات التي اوردتها صحيفة "لو جورنال دي ديمانش" الفرنسية "لا اساس لها" و"ان الامر لا يعدو ان يكون تلاعباً فجاً وتضليلاً اكيداً يهدف الى الاساءة الى تونس واستقرارها". وكانت الصحيفة نقلت عن مصدر قريب من الاستخبارات الفرنسية انه "تم اكتشاف شبكة اسلامية تمكنت من اختراق اجهزة الاستخبارات التونسية قبل عشرة ايام من وقوع الانفجار امام معبد الغريبة"، مضيفة "ان 12 شخصاً اعتُقلوا في صفاقس وجرجيس جنوب". وعلق البيان الرسمي التونسي على ما اوردته الصحيفة بان "كل اولئك الذين يعرفون تونس يمكنهم ادراك حجم غباء" هذه التصريحات. واضاف: "ان التحقيق متواصل بنشاط في الانفجار المأسوي الذي جرى الاسبوع الماضي في جربة". وتابع ان التحقيق "جار بالتعاون والتنسيق مع الاجهزة المختصة في فرنساوالمانيا من دون تفضيل او استبعاد اي فرضية". وفي برلين، كشفت مجلة "دير شبيغل" الاسبوعية الالمانية الصادرة اليوم ان الالماني المسلم كريستيان غ. الذي اتصل به المشتبه به في تنفيذ الاعتداء نزار بن محمد نوار هاتفياً قبل ساعة ونصف تقريباً من قيادته صهريج الغاز الذي انفجر أمام الكنيس اليهودي في جربة في 11 نيسان ابريل الجاري، تعرّف على الشاب التونسي في باكستان وسكن ستة اشهر مع عائلته في افغانستان العام 1999 قبل ان يعود الى المانيا بسبب تلقي ابنته عناية طبية سيئة هناك. ونقلت المجلة عن مصادر أمنية موثوف بها ان المحققين وجدوا لدى تفتيش منزله على ورقة تحمل رقم حساب زوجة الإسلامي المقيم في هامبورغ منير المتصدق وهي روسية الذي اعتقلته السلطات الالمانية قبل خمسة اشهر للإشتباه في علاقته ب"خلية هامبورغ" والطيار الانتحاري محمد عطا. كما وجد المحققون مع المغربي كريم م. المعروف بأنه إسلامي متطرف، وهو أيضاً من معارف كريستيان غ.، على رقم الإسلامي اليمني الفار رمزي بن الشيبه عضو "خلية هامبورغ". وذكرت "دير شبيغل" ان وزير الداخلية الالماني "حصل على معلومات مقلقة من الاجهزة الامنية تفيد ان المانيا قد تصبح مسرحاً لعمليات ارهابية". وقالت انه "يُهيء الرأي العام بحذر" للاخطار التي يمكن ان تواجه البلاد على أيدي الإسلاميين المتطرفين وخلايا "القاعدة". وقالت "دير شبيغل" ان النيابة العامة الاتحادية تشتبه في أن كريم م. والمانياً آخر مسلماً وشخصين عربيين "على علاقة وثيقة بتنظيم اسامة بن لادن"، وهي تحقق معهم استناداً الى مذكرات رسمية على رغم انهم غير موقوفين بسبب عدم وجود ادلة دامغة تسمح باعتقالهم. وذكرت مصادر التحقيق ان الاربعة متهمون بالانتساب الى تجمع ارهابي ممنوع في البلاد. وقالت ان الالماني المسلم الآخر سبق ودين بتهمة الاتجارة بالمخدرات ورافق م. في آب اغسطس الماضي في رحلة الى باكستان. أما العربيان فحصلا في اواسط التسعينات على دورة تدريب في أحد معسكرات أفغانستان. وذكرت المجلة ان غ. المعروف باسم "ابو ابراهيم" أيضاً، أخبر المحققين في صيف العام الماضي بأنه تعرّف على نوار في أحد جوامع باكستان وبقيا سوياً فيه لمدة اربعة أيام، وتبادلا الارقام الهاتفية بينهما "لأننا استلطفنا بعضنا"، كما قال. لكن المحققين الالمان تساءلوا كيف يمكن بعد كل هذا الوقت ان يتصل نوار صباح 11 الشهر الجاري ب م. ليطلب منه ان يصلّي من أجله ويدعو له ثم يذهب ليفجّر شاحنته أمام كنيس الغريبة في جربة إن لم تكن هناك معرفة أقوى بين الإثنين. وأضافت ان م. أبلغ الشرطة بعد اعتداءات نيويورك باسبوع، انه فقد جوازه ويطلب الحصول على آخر جديد. إلا ان المحققين عثروا خلال تفتيش منزله قبل أيام على جواز سفره الذي ادعى انه ضاع منه ووجدوا فيه اختام دخول الى باكستانوأفغانستان.