أكد وزير الداخلية الألماني اوتو شيلي أمس، رداً على سؤال ل"الحياة"، ان التحقيقات الجارية في المانيا في شأن "خلية هامبورغ" وعناصر اسلامية متطرفة أخرى لم تؤد بعد الى معلومات تشير الى خطط لتنفيذ عمليات ارهابية في المانيا. لكنه أضاف: "لا يمكن استبعاد حصول اعتداءات" على منشآت أميركية وبريطانية في البلاد. وقال ان الحكومة شددت منذ ليل الأحد التدابير الأمنية التي اتخذت منذ 11 أيلول سبتمبر الماضي وشملت خصوصاً المؤسسات الأميركية والبريطانية والاسرائيلية. ووصف الوضع في المانيا ب"الهادئ". وأفادت مجلة "دير شبيغل" الألمانية ان النيابة العامة وسّعت تحقيقاتها في شأن "خلية هامبورغ" التي تضم ثلاثة من المتهمين بتنفيذ الاعتداءات في الولاياتالمتحدة. وأوضحت ان التحقيقات طاولت مجدداً التاجر السوري مأمون دركازنلي الذي كانت النيابة العامة حققت معه واطلقته قبل اسبوع، لعدم وجود دليل ضده على رغم معرفته بعنصرين من خلية هامبورغ السرية، شاركا في العمليات الانتحارية في الولاياتالمتحدة، وبمسؤول مالي قريب من اسامة بن لادن اعتقل في المانيا قبل سنتين وسلم الى واشنطن. وكتبت المجلة ان السلطات الأمنية الألمانية تشتبه في دركازنلي منذ سنوات على أنه صلة وصل بين الخلية وابن لادن، وأنه أمّن الدعم المالي واللوجستي للخلية. وتابعت انه على رغم ضغوط من الولاياتالمتحدة والمكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة في المانيا فإن المدعي العام الألماني كاي نيم رفض اصدار مذكرة جلب وتحقيق في حق دركازنلي. وأضافت ان النيابة العامة ستعمد الى فتح تحقيق واسع لكشف هيكلية مجموعة ابن لادن في المانيا. وأكدت "دير شبيغل" ان الحكومة مارست ضغوطاً كبيرة على المدعي العام نيم الذي استدعاه المستشار غيرهارد شرودر الأربعاء الماضي للاجتماع به من أجل فتح تحقيقات شاملة في هذا الصدد، خصوصاً أنه رفض العام الماضي طلبين للمكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة لفتح تحقيق في حق اسلاميين متطرفين، بسبب عدم تقديم المكتب دليلاً دامغاً ضدهم وفيما رفضت ناطقة باسم النيابة العامة التعليق على ما نشرته "دير شبيغل"، نفت وزارة الداخلية في ولاية هامبورغ ما نشرته صحيفة "فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ" أمس عن اكتشاف خطة لاسلاميين متطرفين لهم علاقة بمحمد عطا الذي قاد الطائرة الأولى التي ضربت مركز التجارة العالمي للتحضير لاعتداء كبير على مرفأ هامبورغ، خلال احتفالات تأسيسه الربيع المقبل، التي يحضرها عادة ثلاثة ملايين شخص. ونفى وزير داخلية هامبورغ اولاف شولتس أمس ان تكون هامبورغ مركزاً اساسياً للتحضير للاعتداءات على نيويوركوواشنطن، مشيراً الى أن المعلومات عن ذلك "غير موجودة لدينا أو لدى الأميركيين". لكنه أشار الى أن التحقيقات ستتجاوز الاطار الذي وضعته النيابة العامة، وقال: "سيُحقق مع كل شخص يقع تحت أي شبهة". وأفادت معلومات أمنية ان السلطات الأمنية تحاول القاء الضوء على العديد من العرب الموجودين في هامبورغ، خصوصاً الذين سجلوا فيها كطلاب.