أعلنت ناطقة باسم المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة في المانيا امس ان برلين تلقت معلومات من جهاز "استخبارات اجنبي"، تحذر من امكان تنفيذ "خلية ارهابية نائمة" تضم ثلاثة اشخاص اعتداء ارهابياً نهاية الاسبوع الجاري. وأفادت مجلة "فوكوس" الالمانية استناداً الى مضمون رسالة بعث بها المكتب الاتحادي الى المستشارية الالمانية ان جهاز الاستخبارات الاميركية هو الذي أرسل "معلومة قصيرة" تحذر من قيام اسلاميين ب"شن اعتداء في المانيا على وسائل النقل العامة على الأرجح، نهاية شهر رمضان". واضافت المجلة ان الاستخبارات الاميركية التقطت مكالمة بالشيفرة تطلب من الخلية "عزف الموسيقى في العيد"، من دون ان تستبعد المعلومة، بحسب المجلة، ان ينفذ الاعتداء خلال الاشهر الأربعة المقبلة. وقالت الناطقة باسم المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة ان ممثلين عن كل السلطات والاجهزة الأمنية الداخلية في المانيا عقدوا أمس اجتماعاً في ميكنهايم قرب بون لتقويم الوضع العام، والبحث في المعلومات المتوافرة عن امكان حصول اعتداءات ارهابية في البلاد، واتخاذ الاجراءات الوقائية الضرورية. وأشارت الى بدء تحقيقات، وزادت: "لا يوجد أي خطر محدد" الآن. ورفض ناطق باسم الحكومة الالمانية، رداً على سؤال ل"الحياة" اتهام الاسلاميين بأنهم يخططون الاعتداء، وقال: "من غير الممكن توجيه الاتهام الى طرف ما حالياً، فيما التحقيقات جارية". ولم يشأ التطرق الى الدوافع التي يمكن ان تكمن وراء أي اعتداء ارهابي في المانيا. لكن مراقبين لم يستبعدوا ان تشكل الخطوات الأخيرة الصارمة التي اتخذتها السلطات الأمنية الالمانية لمكافحة الارهاب والتنظيمات المتطرفة، أحد الدوافع الاساسية. ويدخل في هذا الاطار اقرار سلسلة التدابير الأمنية، الأولى والثانية لمكافحة الارهاب، والملاحقة المكثفة لعدد من الخلايا الارهابية في المانيا، وحظر منظمة "دولة الخلافة" الاسلامية التركية المتطرفة، والتهديد بحظر منظمات اخرى. وأفادت "فوكوس" ان جهاز الاستخبارات الاميركية حذر السلطات الالمانية في برقية سريعة من "وجود خلية ارهابية من ثلاثة رجال تلقوا في 12 الشهر الجاري أمراً بتنفيذ اعتداء". واشارت الى ان معلومات الجهاز تشير الى ان الثلاثة موجودون في المانيا ويمكن ان يتركوا لأنفسهم فترة قد تمتد الى أربعة اشهر لتنفيذ الأمر الصادر اليهم. وأ ضافت ان المقصود في عبارة "عزف الموسيقى في العيد" قد يكون عيد الفطر. الى ذلك، اكدت مجلة "فوكوس" ان ابن شقيق أو شقيقة اللبناني زياد الجراح، المشتبه في مشاركته في اعتداءات 11 ايلول سبتمبر كان حتى فترة قصيرة لا يزال يعمل في مصنع للطاقة النووية في غروندريمينغن في ولاية بافاريا، وانه اعترف في تحقيق اجري معه بأنه يعرف زعيم "القاعدة" اسامة بن لادن معرفة شخصية. وتابعت المجلة ان وزير الداخلية الاتحادي اوتوشيلي اكد هذا الأمر في جلسة استثنائية غير علنية عقدتها اللجنة الداخلية في مجلس اتحاد الولايات الالمانية في 21 الشهر الماضي. من جهة اخرى رويترز، ذكرت مجلة "دير شبيغل" ان المانيا وافقت على تسليم زعيم تنظيم "دولة الخلافة" التركي متين قبلان المعروف باسم "خليفة كولونيا" الى انقرة. ويقضي قبلان عقوبة السجن لمدة اربع سنوات لادانته بتهمة الدعوة الى قتل زعيم ديني منافس. وتتهم تركيا قبلان باصدار امر الى اتباعه العام 1998 بان يصدموا بطائرة محملة بالمتفجرات ضريح كمال اتاتورك مؤسس الدولة العلمانية الحديثة في تركيا. ورفضت المانيا تسليمه حتى قدمت تركيا تعهدا بانه لن يتعرض للتعذيب او يحكم عليه بالاعدام. وامتنعت ناطقة باسم وزارة الداخلية الالمانية عن التعليق على تقرير المجلة، لكنها قالت ان موضوع تسليم قبلان سيكون ضمن جدول اعمال المحادثات التي سيجريها وزير الداخلية الالماني اوتو شيلي مع نظيره التركي رستم كاظم يوجلين في برلين الاسبوع المقبل.