سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خالد بن سليم مدير دائرة السياحة في حكومة دبي : بحلول العام 2010 ستتمكن دبي من استقبال 15 مليون سائح وفي العام الجاري اقتربنا الى نحو أربعة ملايين نزيل فندقي ونحتاج الى استثمارات فندقية
تقود دبي المسيرة في مجال السياحة الإقليمية من خلال التطورات الهائلة في البنية التحتية السياحية بالإمارة، كما أنها تعمل على تنويع وتعزيز معالم الجذب السياحي لزوارها. وتمثل الصناعة الفندقية أحد المقومات الرئيسية للقطاع السياحي في أي وجهة وترتبط به ارتباطاً وثيقاً، فكلما أخذ هذا القطاع في النمو، استلزم وجود نمو مواز له في تلك الصناعة. وحول موضوع صناعة السياحة ودورها في الاقتصاد الوطني ومشاركتها بالايراد العام واسهامها في الترويج لإمارة دبي اجرينا حواراً مع مدير دائرة السياحة في حكومة دبي خالد بن سليم: الطفرة الفندقية التي تشهدها دبي ما مسبباتها وهل هي مبررة؟ - ما تشهده دبي حالياً من طفرة فندقية هائلة يؤكد صحة مناخ دبي الاقتصادي. فبقدر ما تنمو دبي سياحياً تنمو كذلك فندقياً. ولعل الأرقام هي خير دليل على ذلك الاتجاه، فبالنظر الى ما حققته دبي خلال عام 2002 من معدل نمو في القطاع السياحي تجاوز 25 في المئة، وهو الأفضل على مستوى العالم، نجد أن هذا النمو تصاحبه في الوقت ذاته زيادة في أعداد الفنادق حيث تكشف إحصاءاتنا عن دخول نحو 11 فندقاً جديداً الخدمة خلال العام الماضي ليرتفع إجمالي عدد الفنادق بالإمارة الى أكثر من 278 فندقاً ويصل إجمالي الغرف الفندقية بها الى أكثر من 25.287 غرفة، ناهيك عن الزيادة الواسعة أيضاً في أعداد الشقق الفندقية. وتؤكد إحصاءاتنا ايضاً أن دبي حققت خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2002 نمواً سياحياً مطرداً بلغت نسبته 27 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2001، فقد بلغ عدد نزلاء الفنادق والشقق الفندقية خلال تلك الفترة من العام 2002 ثلاثة ملايين و539 ألفاً و437 نزيلاً، مقابل مليونين و782 ألفاً و727 نزيلاً في الاشهر التسعة الأولى من العام 2001، بفارق 87 ألفاً و188 نزيلاً عن إجمالي العام 2001 بأكمله. وهو ما سيتم تجاوزه بشكل كبير بعد احتساب أعداد النزلاء في الربع الأخير من 2002. وحسب الإحصاءات فقد بلغ عدد نزلاء الفنادق خلال الفترة من كانون الثاني يناير حتى ايلول سبتمبر 2002 ثلاثة ملايين وألفين و583 نزيلاً، بنمو قدره 28.70 في المئة عن الفترة نفسها من عام 2001. وبلغ عدد نزلاء الشقق الفندقية في الأشهر التسعة الأولى من العام 2002 وفقاً لأرقام دائرة السياحة 536 ألفاً و854 نزيلاً بزيادة نسبتها 19.36 في المئة عن المدة نفسها في العام السابق عليه. وما هي نسب الاشغال في فنادق دبي؟ - نحن نأخذ بنسبة الإشغال الشهري ووفقاً لتوزيع نسب الإشغال حسب الأشهر، فقد سجل شهر آذار مارس من العام 2002 أعلى نسبة أشغال بلغت 435.1 ألف نزيل منها 366.4 ألف نزيل في الفنادق و68.6 ألف نزيل بالشقق الفندقية، وذلك مقارنة بإجمالي قدره 355.5 ألف نزيل خلال الشهر ذاته من العام 2001، تلاه شهر آب أغسطس بإجمالي عدد نزلاء قدره 416.6 ألف نزيل وبارتفاع قدره 48.9 ألف نزيل عن شهر آب 2001. وجاء في المرتبة الثالثة من حيث النسب الأعلى في الاشغال خلال الاشهر التسعة الأولى من العام 2002 شهر ايلول سبتمبر حيث سجل 402.9 الف نزيل منها 352.3 ألف للفنادق والباقي للشقق الفندقية وذلك مقارنة ب301.1 الف نزيل للشهر ذاته في العام 2001. وكان شهر حزيران يونيو أقل الأشهر من حيث معدلات الاشغال حيث بلغ عدد النزلاء خلاله 350.6 الف نزيل لكنه سجل ارتفاعاً كبيراً عند مقارنته بالشهر ذاته في العام 2001 حيث بلغت نسبة الاشغال خلاله 329.8 الف نزيل فقط. وتشير الإحصاءات إلى أن عدد النزلاء في النصف الأول من العام 2002 ارتفع بنسبة 28.9 في المئة مقارنة بالأشهر الستة الأولى من العام 2001 حيث سجل عدد النزلاء فنادق شقق فندقية 2.3 مليون نزيل مقابل 1.8 مليون نزيل في الفترة نفسها من العام 2001. نحن نحتاج ايضا الى احصاءاتكم في العام المنصرم 2003 حول الموضوع نفسه؟ - شهد العام المنصرم موجة كبيرة من التطوير والتجديد والتوسعة لعدد من فنادق دبي استعداداً لعام 2003 الذي شهد استضافة دبي للعديد من المؤتمرات والمعارض الضخمة وفي مقدمها اجتماعات الدوليين. وأكدت المصادر الفندقية أن القطاع الفندقي لعب دوراً كبيراً خلال العام الماضي في قيادة قاطرة الانتعاش السياحي الذي شهدته الإمارة بعد أن نجح في تلبية احتياجات العملاء وتقديم خدمات فندقية فائقة الجودة. وإن الاهتمام العالمي بدبي كوجهة سياحية متميزة سيبقى قوياً بفضل الجهود الجبارة التي تبذلها حكومة دبي في الترويج الدائم والمستمر للإمارة والقرار الرائد الذي اتخذ بشأن تخفيض رسوم مشاركة الشركات والفنادق في المعارض والندوات الدولية الى 50 في المئة مما حدا بهذه الجهات الى الاستمرار والبقاء على السياحة الترويجية. ما هي النتائج الناجمة عن خططكم الترويجية الخارجية وكيف ترون صناعة السياحة بالارقام؟ - ان خطط الترويج التي تتبعها دبي خارجياً نجحت في لفت أنظار العالم إليها بشكل واسع الى الحد الذي اصبحت عملية تسويق الفنادق بالنسبة الينا سهلة جداً لان سمعة دبي تسبقنا الى المكان الذي نسعى اليه. وتؤكد الدراسات الحديثة في مجال صناعة السياحة التطور الكبير الذي شهدته هذه الصناعة والعائد الضخم الذي ترافق مع هذا التطور. ففي العام 2002 وحده سافر حوالي 617مليون سائح على امتداد العالم الى خارج بلدانهم، وأنفقوا ما يقرب من 448 بليون دولار وفرنسا تنتزع 11 في المئة من هذه السوق العالمية لكن الولاياتالمتحدة تفوقها بانتزاع 16 في المئة من إجمالي الدخل العالمي المتولد عن هذه الصناعة أي 75 بليون دولار. ومن المؤكد أن من حق الإمارات أن تسعى إلى حصة تستحقها من هذه السوق. ولكن اليس من المنطقي قبل أن تتابع جهود زيادة هذه الحصة أن نتساءل: ما الذي نقدمه للسائح من نتاج سياحي ومن تسهيلات وخدمات تغريه وتجتذبه للحضور الى هذا الجزء من العالم؟ من المؤكد ان محاولة الإجابة على هذا السؤال تشكل رحلة مثيرة وجذابة بقدر ما تشكل تحدياً حقيقياً فهي تعني متابعة الرحلة قبل بدء وصول السائح الى المطار انتهاء برحيله بعد ختام اقامته ومتابعة ردود افعاله على هذه الزيارة بقصد اجتذابه مرات عديدة مستقبلاً. ولكن من أين تبدأ الرحلة بالضبط؟ البداية الصحيحة هي من نقطة الترويج وجهود تسويق المنتج السياحي في الإمارات وتعدد محطاتها مروراً بالمطارات والفنادق والخدمات والمناطق التي يزورها السائح والمواصلات وسبل الاتصال التي تتاح له فضلاً عن حشد هائل من الخدمات التي تيسرها البنية المتكاملة لهذه الصناعة. فإلى أي حد تقدم صناعة السياحة في الإمارات هذا كله بقدر متميز من النجاح بالمعايير السياحية العالمية؟ وكيف ندفع باتجاه المزيد من النجاح؟ وما هي آفاق التطور في الخدمات المقدمة للسياح؟ بداية ان دائرة السياحة لا تبدي اهتمامها بالسائح منذ وصوله بل تهتم به قبل وصوله الى دبي وحتى عودته الى بلاده، فهي تقوم بالترويج لعوامل الجذب السياحي التي تتمتع بها دبي في وسائل الإعلام والإعلان في معظم دول العالم وإصدار الكتيبات والمنشورات بأكثر من 12 لغة عبر شبكة مكاتب الدائرة المنتشرة في 14 دولة في العالم وكذلك عبر الأفلام التسجيلية عن السياحة في دبي والتي يتم عرضها في المعارض الخارجية كافة التي تشارك فيها الدائرة. ومن التسهيلات الأخرى التي تقدمها الدائرة للسياح في التعريف بدبي خدمة الإنترنت حيث يمكن الدخول على صفحة دبي لمعرفة كل شيء عن السياحة فيها مثل أنواع ومستوى واسعار الفنادق والشقق المفروشة ومكاتب تأجير السيارات والمطاعم وشركات السفر والسياحة بالإضافة الى معلومات تاريخية عن الدولة والقوانين والقواعد والمعلومات العامة عنها، بالإضافة الى معلومات تجارية. ومن بين التسهيلات أيضاً الخدمة الفائقة التي تقدمها الدائرة للزوار من خلال مكتبها معلومات الزوار الذي انشىء قبل سنوات في مطار دبي الدولي الذي يقوم بإعطاء المعلومات كافة التي يريدها السائح والحجز في الفنادق والمطاعم وتأجير السيارات وحل جميع المشكلات التي قد يواجهها السائح. ومنذ خروج السائح من باب المطار يجد في استقباله أسطولاً من سيارات تاكسي دبي لتوصيله الى أي مكان في دبي أو في دولة الإمارات. ويتم وضع خدمة تاكسي دبي في جميع الكتيبات والأفلام التسجيلية باعتبارها أول خدمة يتلقاها السائح بعد خروجه من المطار. وهذه الكتيبات والأفلام تشمل المعلومات عن دبي والأماكن التي يذهب إليها السائح والحدائق والشواطئ ومراكز التسوق والأماكن الأثرية والتاريخية وغيرها. ومن بين التسهيلات التي نقدمها للسياح تهيئة وتطوير البنية الأساسية حتى تتواكب مع نسبة الزيادة في أعداد السياح وكذلك سن القوانين التي تعمل على تحسين سمعة دبي في جميع أنحاء العالم. وبالنسبة الى الفنادق والشقق المفروشة فإن في دبي أماكن لاستضافة أي سائح من أي دولة في العالم حسب ميزانيته بدءاً من الشقق المفروشة وحتى الفنادق العالمية التي تقدم افضل خدمات في العالم. وكل هذه الفنادق والشقق المفروشة تقدم للسائح كل ما يبحث عنه من أطعمة مختلفة ووسائل ترفيه وعوامل راحة. كذلك تقوم الدائرة بالتفتيش على الفنادق للتأكد من مستوى الخدمة التي تقدمها للسياح. وهناك الشركات السياحية أيضاً التي تنظم الرحلات الى مختلف الإمارات أو السفاري أو جولات داخل المدينة وغيرها. كما يوجد اهتمام خاص بالهوية الخاصة التي تتمتع بها دبي ونعني بذلك التراث الذي يحكي تاريخ دولة الإمارات وخاصة دبي مثل المتاحف والآثار وقرية التراث وبيت الشيخ سعيد وغيرها، فهذه الأشياء الخاصة بنا لا يجدها السائح في اي مكان آخر بالعالم. ولا يقتصر دورنا على الاهتمام بالمرافق السياحية من فنادق وشقق مفروشة وشركات تأجير السيارات او الاهتمام بالبنية الأساسية ووسائل الاتصال والمواصلات وتوفير كل ما يجعل إقامة السائح مريحة وسعيدة بل نهتم أيضاً بكيفية تطوير الخدمات السياحية في دبي. وتمثل ذلك في ابتكار شهادة الإرشاد السياحي التي يلتحق للدراسة فيها جميع العاملين في قطاع السياحة أو أي مدير أو مسؤول يعمل حديثاً في دبي ويريد أن يعرف بعض المعلومات العامة والقوانين السارية في الإمارة. وكذلك ابتكار دبلوم الإرشاد السياحي وهو مخصص للمرشدين السياحيين الذين يتعاملون مباشرة مع السياح ولا يتم منحهم رخصة لمزاولة مهنة الإرشاد السياحي أو تجديدها سنوياً إلا بعد الالتحاق بهذه الدورة واجتيازها بنجاح كل عام من اجل تحديث وتجديد المعلومات والأرقام والبيانات. أشرت الى ارقام تخصص لصناعة السياحة في العالم، ترى ما حصة المنطقة العربية من ذلك؟ إذا كانت الدراسات الحديثة تشير إلى أن هناك 1.6 بليون سائح سنوياً يتوقع تدفقهم إلى مختلف أرجاء العالم في العام 2020 وينتظر أن ينفقوا ألفي بليون دولار في ذلك العام وان الدخل السنوي السياحي العالمي يبلغ 3600 بليون دولار، فمن الطبيعي أن نتساءل عن الحصة التي تحصل عليها المنطقة من هذه الكعكة الهائلة وعن الآفاق المستقبلية التي يمكن أن تقود إلى عائد يتفق مع البنية الأساسية والإمكانات السياحية المتوافرة فيها. ماهي الرؤية المستقبلية للدائرة والتي بالتأكيد تمثل رؤية دبي نحو الوصول الى ما تصبو اليه؟ - هناك رؤية استراتيجية يتم تنفيذها على مراحل ثلاث: أولاً، بالنسبة الى مستقبل السياحة في دبي على المدى القصير فإن ذلك يتمثل في الانتهاء من وضع نظام جديد لإعادة تصنيف الفنادق والشقق المفروشة في دبي حتى تناسب مستوى الخدمة مع الفئة التي ينتمي إليها الفندق أو مجمع الشقق المفروشة. بالإضافة إلى ذلك القيام بعمل احصاءات جديدة وواقعية عن كل ما يتعلق بالسياحة في دبي مثل أعداد الزوار والسياح وجنسياتهم ومدد إقامتهم وعدد الليالي السياحية وانفاقهم ومشترواتهم بحيث تكون هذه الاحصاءات مطابقة للواقع تماماً، وكذلك عدد الفنادق والشقق المفروشة الحالية والتي تحت الإنشاء والتوسيعات المستقبلية على المدى المتوسط أي حتى عام 2010. فإن ذلك يتمثل في أن تكون البنية الأساسية في دبي واعداد الفنادق والنزل والشقق المفروشة وكذلك التوسعات التي يشهدها مطار دبي الدولي وأسطول تاكسي دبي مواكبة لأعداد السياح والزائرين لدبي على مدار العام، ومواكبة أيضاً لصورة دبي باعتبارها وجهة سياحية مميزة بحيث لا تكون هناك فجوة بين أعداد السياح من ناحية وعدد غرف الفنادق والشقق المفروشة ومستوى الخدمة من ناحية أخرى. أما على المدى الطويل فإننا نطمح في أن تكون دبي مدينة سياحية عالمية يأتي إليها السياح من الدول المجاورة والدول العربية ومن جميع أنحاء العالم ومضاعفة عدد الزوار الحالي مرات عدة وكذلك مضاعفة نسبة ما تقدمه السياحة لاجمالي الناتج المحلي في الإمارة. لقد أصبح الآن بمقدور دبي استقطاب الشركات العالمية الفندقية كافة التي اتخذت من دبي مقراً إقليمياً لها في الشرق الأوسط. وهذا الإنجاز لم يتحقق فقط بالدعم الحكومي وإنما بالتعاون المشترك مع القطاع الخاص، ووضع الخطط التسويقية والترويجية بناء على دراسة الأسواق المستهدفة، والمشاركة في المعارض السياحية المختلفة حول العالم، وافتتاح مكاتب للترويج الخارجي، والقيام بعقد ندوات وورش عمل خارجية بالتعاون والتنسيق مع القطاعات الأخرى في الإمارة كافة. ما مقدار الارقام التي تسعون الى الوصول اليها من حيث عدد السياح؟ - إن التحدي الأكبر من منظورنا يتمثل في استقطاب 15 مليون سائح في العام 2010 حيث تحقق دبي زيادة سنوية بنسبة 16 في المئة في عدد الزوار. كما توجد حاجة لاستثمارات جديدة تقدر بنحو 15 بليون درهم لزيادة عدد الغرف إلى 73 ألف غرفة، ومن المتوقع أن يصل عدد السياح في العام الحالي إلى 5 ملايين سائح.