ظلّت عضوية اتحاد كتّاب فلسطين مجمّدة في الاتحاد العام للكتّاب العرب منذ عام 1997، ولا تزال معلقة حتى الآن، حيث اشترط مؤتمر الجزائر أخيراً أن يرتب الاتحاد العام لكتّاب فلسطين أموره بعقد مؤتمر له، مع فصل الكتّاب عن الصحافيين. وقد اتصل بي الأخ المتوكل طه يوم الثاني من كانون الثاني يناير الحالي، طالباً موافقتي على الانضمام للجنة التحضيرية للمؤتر، فوافقت على أن يتم التشاور لاحقاً حول تشكيل اللجنة التحضيرية. وقد فهمت أن هذه اللجنة ستكون هي المرجعية حتى عقد المؤتمر، وستنتخب رئيساً لها بعد تشكيلها. وكتب المتوكل طه مقالاً قال فيه: "ثمَّة اتحاد كتّاب فلسطين - الوطن، يضمّ هذا الاتحاد، معظم الكتّاب الذين كانوا يشكلون فروع تونس والكويت ولبنان ومصر والجزائر. غير أن عدداً آخر من الكتّاب الفلسطينيين، عاد الى الوطن، وحصل على الهوية الفلسطينية وعضوية هذا الاتحاد، لكنه، ولأسباب لسنا بصددها، فضّل الرجوع الى منفاه الاختياري في بعض البلدان العربية"!!. ترى هل المشكلة تكمن في أنَّ رسمي علي وخليل السواحري ورشاد أبو شاور وفاروق وادي الأردن، ومريد البرغوثي القاهرة، على سبيل المثال عادوا الى المنفى الاختياري، أم أن المشكلة، أعمق من ذلك بكثير؟ وهل أصبح تعريف الكاتب الفلسطيني، هو من يتقاضى راتبه من السلطة الفلسطينية؟ هل يصحّ تصغير هؤلاء المثقفين الى هذا الحد!!، تماماً، مثلما صغّر الأخ يحيى يخلف، احتجاجنا أنا وأبو شاور على مؤتمر القاهرة في الصيف الماضي، بتصغيره الى الحد الذي قال فيه: انه يعتذر عن عدم دعوة المناصرة للمؤتمر!!، متجاهلاً النقاط الرئيسة في بيان الاحتجاج، وأولها مشاركة ممثلي بعض الأنظمة العربية لصياغة الاستراتيجية الثقافية للشعب الفلسطيني؟ أليس هذا الأمر مثيراً للسخرية؟ طبعاً، كنت أنتظر أن أقرأ الأسماء التالية كأعضاء في اللجنة التحضيرية المقترحة: محمود درويش، أنيس صايغ، يوسف الخطيب، رشاد أبو شاور، فيصل درّاج، هارون هاشم رشيد، مريد البرغوثي، سحر خليفة، يحيى يخلف، خالد أبو خالد، أحمد دحبور، حسن حميد، محمود شقير، علي الخليلي، فاروق وادي، وليد أبو بكر، صقر أبو فخر، شفيق الحوت، حسام الخطيب، ليانة بدر، زكي العيلة، المتوكل طه، غسّان زقطان، زكريا محمد، وليد خازندار، جميل هلال، داود تلحمي، فضل شرورو وغيرهم ينتخبون من بينهم رئيساً. لكنني فوجئت صباح 12 كانون الثاني بتسريبات صحافية منشورة تقول: 1- المرجعية هم: محمود درويش وأحمد عبدالرحمن ويحيى يخلف. 2- اتفق على لجنة تحضيرية من 25 مثقفاً، نشرت الصحف أسماءهم، وكان اسمي هو الأول بصفتي ممثلاً للمستقلين، كما قالت الصحف. 3- هذه اللجنة التحضيرية هي نفسها ستكون الأمانة العامة الجديدة حتى قبل عقد المؤتمر يا سلام!!. 4- عيّن المتوكل طه نفسه رئيساً للجنة التحضيرية وبالتالي رئيساً للأمانة العامة الجديدة، حتى قبل أن نراه أو يرانا. 5- نشرت احدى الصحف مع هذه التسريبات صورة يحيى يخلف مبتسماً، بصفته الراعي ما دام وزيراً لهذه الصفقة المتكاملة الجاهزة مسبقاً حتى قبل أن تجتمع اللجنة التحضيرية، مع التسريب ان درويش وأحمد عبدالرحمن يباركان الأمر. باختصار شديد: هذه مسخرة لا تُطاق، ولا أنكر، أنني سبق أن وافقت على الانضمام الى اللجنة التحضيرية، ايماناً مني بضرورة حلّ هذه المشكلة المزمنة لمصلحة فلسطين وشعبنا الذي يستحق احتراماً أكثر من هذا. وكان تصوّري يقوم على أساس أن اللجنة التحضيرية هي المرجعية حتى عقد المؤتمر، وأن تنتخب لها رئيساً، وأن ينتخب الكتّاب بكامل حريتهم في مؤتمرهم، أعضاء الأمانة العامة الجديدة. وأحب التأكيد أنني لم أرغب في يوم من الأيام أن أكون رئيساً لهذا الاتحاد ولا عضواً في أماناته الحزبية العديدة، ولا عضواً في المجلس الوطني ولا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولا وزيراً، وهي المواقع التي يتقاتل عليها بعض المثقفين.