تعهدت اسرائيل والهند بتوحيد صفوفهما في مكافحة الارهاب في حين قطع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون زيارته امس بينما قام الجيش الاسرائيلي بقصف غزة في رد على هجومين انتحاريين. وقال شارون لرجال اعمال في الهند قبل بضع ساعات من مغادرته البلاد قبل يوم من الموعد المقرر لانتهاء زيارته: "الارهاب هو عدو الحرية والديموقراطية. واسرائيل والهند... ستكافحان هذا الخطر". وأضاف: "اسرائيل دولة تسعى للسلام. ولم نفقد الامل بالعيش في سلام مع جيراننا". وتابع: "اعتزم بذل اقصى جهد للتوصل الى اتفاق يعود بالسلام والامن على المنطقة... لكن لا يمكننا المضي قدما في هذه العملية ما لم تتوقف تماما الاعمال العدائية". وقالت الهند التي شهدت سلسلة من الهجمات من جانب متشددين اسلاميين في الاعوام القليلة الماضية ان الديموقراطيات يجب ان تعمل معا على مكافحة تهديد المتشددين. وقال جاسوانت سينغ وزير المال: "ليس هناك اي تنازل ممكن تجاه الارهاب... الارهاب هو الارهاب... ليس هناك اي ظروف مخففة لتفسيره". ودعا رئيس الوزراء اتال بيهاري فاجبايي شارون الى المساعدة في صوغ رد عالمي على "الارهاب". وقتلت طائرة اسرائيلية اثنين من الفلسطينيين لكنها فشلت في اغتيال محمود الزهار احد زعماء "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في غزة امس بعد يوم واحد من هجومين فدائيين سقط فيهما 15 قتيلا في اسرائيل. وكان من المقرر ان يعود شارون الى اسرائيل اليوم الخميس يوم الذكرى الثانية لهجمات 11 ايلول سبتمبر على الولاياتالمتحدة بعد زيارة الطائفة اليهودية في بومباي. وغادر شارون نيودلهي في الساعة30.15 بتوقيت غرينتش بعد ظهر امس بادئا رحلة طيران مدتها ثماني ساعات الى اسرائيل. وعززت هذه الزيارة العلاقات بين البلدين لكنها اثارت مخاوف في باكستان المجاورة وبين المسلمين الهنود. ونظمت جماعات مسلمة واحزاب يسارية عدة تظاهرات سلمية احتجت على تقارب القوميين الهندوس الحاكمين مع اسرائيل. واحرق المتظاهرون المسلمون والنشطاء الاشتراكيون العلم الاسرائيلي ودمية تمثل شارون في حشد في كلكتا امس. وقال شيامدهار باندي زعيم حزب ساماغوادي الذي يتمتع بقاعدة كبيرة من المسلمين للحشد: "لا يمكننا ان نسامح... الحكومة على الركوع امام اسرائيل التي ترغب في تدمير العلمانية والاخوة في الهند". وتتطلع اسرائيل والهند الى اضفاء شكل جديد على العلاقات التي تتدعم باضطراد بسبب العلاقات الدفاعية الوثيقة. وحذرت باكستان التي اوشكت على خوض حرب مع الهند في العام الماضي من ان زيادة مشتريات الهند من الاسلحة من اسرائيل قد يشيع الاضطرابات في شبه القارة الهندية. واسهمت زيارة شارون التي بدأت الاثنين الماضي في تمهيد الطريق امام صفقة قيمتها بليون دولار تشتري الهند بمقتضاها نظام "فالكون" للرادار المحمول جوا الذي من شأنه وضع اجزاء شاسعة من باكستان تحت اعين الهنود. وتريد الهند كذلك شراء نظام صواريخ "ارو" السهم المضاد للصواريخ ذاتية الدفع مقابل 2.5 بليون دولار من اسرائيل لكن هذه الصفقة لم تحظ بعد بموافقة الولاياتالمتحدة. واشارت مصادر في واشنطن الى مخاوف من ان تسليح الهند بصواريخ "ارو" قد يدفع باكستان الى توسيع ترسانتها من الصواريخ ذاتية الدفع وتكرار المواجهة التي وقعت العام الماضي عندما اوشكت الدولتان على خوض حرب. باكستان قلقة على توازن القوى من جهة اخرى، حذر وزير الخارجية الباكستاني خورشيد محمود قاصوري امس خلال زيارته الى بنغلادش من ان احتمال شراء الهند اسلحة من اسرائيل يمكن ان يخل بتوازن القوى في جنوب آسيا. وقال في مؤتمر صحافي: "في نهاية المطاف، فان الدول الافقر في جنوب آسيا هي التي ستدفع ثمن هذا النوع من الزيارات التي يبدو ان هدفها الاساسي بيع اسلحة فائقة التطور واستراتيجية مخصصة للاخلال بتوازن القوى في جنوب آسيا". واضاف: "اعتقد ان ذلك هو الامر الاكثر مدعاة للاسف". وجاء هذا التصريح في وقت أنهى فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اول زيارة له الى الهند ترجمت بتعاون عسكري بين البلدين. وتابع الوزير الباكستاني: "ليس لدينا اي نيات عدوانية تجاه اي دولة كانت، لكننا اتخذنا كل الاحتياطات اللازمة في كل المجالات للدفاع عن كل شبر من اراضينا". وقال ان اسلام اباد لن تدخل "في سباق تسلح مع الهند لكنها ستقوم بكل ما يلزم للحفاظ على الحد الادنى من قوة ردع تحظى بمصداقية".