تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون أمس الثلاثاء بتعزيز العلاقات مع الهند في خطوة أثارت قلق باكستان وفجرت احتجاجات بين الأقلية المسلمة في الهند. وفي منطقتي كشمير وبومباي احتج مئات المسلمين الغاضبين من أسلوب تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين والقلقين من مولد تحالف جديد قد يكون معاديا للمسلمين. ويعتزم البعض القيام باحتجاجات في مدن أخرى. وقال شارون ورئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي إن الزيارة التي بدأها رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الاثنين وتستغرق أربعة أيام تتيح فرصة إعطاء شكل جديد لعلاقة قديمة. وقال شارون في حفل استقبال رسمي بقصر الرئاسة في نيودلهي : نعتبر الهند واحدة من أهم دول العالم. وقال فاجبايي أعتقد أن هذه الزيارة وهي الأولى التي يقوم بها رئيس وزراء إسرائيلي ستساعدنا على التحرك للأمام. وأبدت باكستان قلقها من زيارة شارون وقالت ان تزايد التعاون الدفاعي بين خصمها وإسرائيل قد يزعزع الاستقرار في المنطقة. ويضم وفد إسرائيل 150 فردا بينهم مسؤولون بصناعة التسليح. ومما يدعم العلاقات بين البلدين مبيعات دفاعية إسرائيلية للهند قد تصل لنحو ملياري دولار سنويا. ويثير هذا إلى جانب الحديث عن نمو محور هندي إسرائيلي أمريكي قلق باكستان ومخاوف بين الأقلية المسلمة في الهند. وقد أكد عضو في الوفد الإسرائيلي تصور هذا المثلث. واعتقلت الشرطة الهندية أكثر من 100 محتج مسلم في بومباي المقرر أن يزورها شارون يوم الخميس ومن المزمع القيام باحتجاجات في نيودلهي ومدن أخرى. وقال مولانا منصور علي خان أمام حشد ضم نحو 200 : لقد ذبح آلاف الفلسطينيين الأبرياء ومازال يقتل مسلمين. انه إرهابي ومجرم حرب. وفي مدينة سريناجار بالجزء الهندي من كشمير ردد المحتجون (تسقط إسرائيل.. يسقط شارون) قبل أن يتفرقوا سلميا. وقالت باكستان ان أي محور هندي إسرائيلي أمريكي موجه للمسلمين سيكون تطورا سلبيا وحذرت من أن تعزيز العلاقات العسكرية بين الهند وإسرائيل قد يزعزع استقرار منطقة جنوب آسيا. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية في إسلام آباد يوم الاثنين : سيكون لهذا أثر من شأنه زعزعة استقرار المنطقة ونحن نشعر بقلق بالغ منه. ومن المتوقع أن تسفر الزيارة عن صفقات دفاعية تشمل بيع نظام رادار إسرائيلي للإنذار المبكر المحمول جوا تتجاوز قيمته مليار دولار. وستساعد رادارات فالكون الثلاثة التي ترغب الهند في شرائها على وضع باكستان تحت رقابة نيودلهي. إلا أن مسؤولين يرافقون شارون قالوا انهم لا يتوقعون توقيع مثل هذه الصفقة خلال الزيارة الحالية لكنهم قالوا انهم يأملون في إضفاء اللمسات الأخيرة عليها في غضون أسبوعين. وتريد الهند أيضا أن تشتري من إسرائيل نظام (ارو) الصاروخي المضاد للصواريخ الذاتية الدفع الذي تبلغ تكلفته 5ر2 مليار دولار لكن الولاياتالمتحدة لم تقر هذه الصفقة بعد. وأشارت مصادر بواشنطن إلى مخاوف من ان يدفع تسلح الهند بصواريخ (ارو) باكستان الى توسعة نطاق ترسانتها من الصواريخ الذاتية الدفع وتكرار المواجهة العسكرية التي شهدتها الدولتان الصيف الماضي. ويرى دبلوماسيون ان زيارة شارون الى الهند تكشف الى العلن التقارب الخفي الاستراتيجي والعسكري الذي أحدثه البلدان في السنوات الأخيرة رغم ما يثيره ذلك من مخاوف إقليمية. وسيفقد الفلسطينيون مسانداً كبيراً لقضيتهم رغم أن فاجبايي قال يوم الاثنين ان هذا التقارب لن يكون على حساب القضية الفلسطينية لدينا موقف مبدئي في هذا الخصوص. وخلال عقود كانت الهند (اكثر من مليار نسمة) من ابرز المدافعين عن القضية الفلسطينية لاسيما في إطار حركة عدم الانحياز ولم تقم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل إلا في العام 1992. ثم تسارع التقارب بين الجانبين قبل خمس سنوات مع وصول القوميين الهندوس الى الحكم في نيودلهي وإيجاد قيم مشتركة لتحالف بين اصغر وإحدى اكبر الديموقراطيات في العالم حسبما يحاول الإسرائيليون تصوير العلاقة. وفي موازاة ذلك سعت الهند للتقرب من الولاياتالمتحدة عبر استخدام القناة الإسرائيلية أحيانا.