في اول اعتداء يستهدف احدى السفارات في بغداد، بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين، هزّ انفجار ضخم صباح امس السفارة الاردنية في العاصمة العراقية، ونجم عن اطلاق قذيفة صاروخية على سيارة مفخخة، ما ادى الى مقتل 11 شخصاً وجرح 57 آخرين بينهم 15 من موظفي السفارة بمن فيهم 3 ديبلوماسيين. وتطايرت أشلاء جثث من شدة الانفجار الذي تلاه نهب لمبنى البعثة الاردنية، فيما أحرق عراقيون العلم الاردني وصوراً للملك عبدالله الثاني ووالده الراحل الملك حسين. وفيما طرح الحادث تساؤلات عن دوافعه والجهة المستفيدة، وعد وزير الخارجية الاميركي كولن باول نظيره الاردني مروان المعشر بفتح تحقيق، وقررت عمان إرسال فريق امني الى بغداد للمشاركة فيه. واللافت ان مصادر ديبلوماسية اميركية في واشنطن لم تستبعد ان يكون الاعتداء عملاً انتقامياً، بسبب استضافة الاردن اخيراً ابنتي الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وبسبب التأييد الذي يحظى به الاخير في المملكة. في المقابل رفضت عمان الربط بين التفجير "الارهابي" واستضافة ابنتي صدام، مشددة على انه "عمل مدبّر". وقالت المصادر الديبلوماسية في واشنطن ل"الحياة" ان هناك استياء عاماً في العراق تجاه كثير من الدول العربية، بخاصة الاردن، بسبب الدعم الذي قدمته تلك الدول للنظام السابق. واعتبرت ان التفجير "خطوة مُدانة بصرف النظر عن منفّذها او اهدافه السياسية". واكدت ان القوات الاميركية ستعاود تقويم الاجراءات الامنية الخاصة بالبعثات الديبلوماسية في بغداد. واكد مسؤول اردني ل"الحياة" ان عمان "سترسل الى بغداد فريقاً امنياً للمساهمة في التحقيق" في التفجير، رافضاً إلقاء مسؤوليته على جهة محددة، وقال: "الانفلات الامني في بغداد يساعد في نجاح مثل هذه العمليات الارهابية التي ربما ترضي اطرافاً معينة" في اشارة الى "المؤتمر الوطني العراقي" بزعامة احمد الجلبي الذي حملت الصحيفة الناطقة باسم تنظيمه بشدة الثلثاء الماضي على ايواء عمان رغد ورنا ابنتي صدام. وتابع المسؤول الاردني: "لا نستطيع اتهام الجلبي بالتورط بالحادث، مع ان الجميع يعرف ان له موقفاً شخصياً معادياً من الاردن الذي يعتبره مجرد رجل مطلوب للعدالة على خلفية قضية جنائية ارتكبها في الاردن قبل سنوات". وزاد ان "موقف الجلبي لا يمثل آراء قيادات وطنية في مجلس الحكم الانتقالي". مجلس الحكم يدين ودان مجلس الحكم "الحادث الاجرامي" مشدداً على انه "لن يؤثر في العلاقات الاخوية بين العراقوالاردن". وكان الوضع الامني في العراق محور اجتماع عقده امس اعضاء المجلس مع الحاكم الاميركي بول بريمر وقائد المنطقة الوسطى الجنرال جون ابي زيد وقائد الجيش الاميركي في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز راجع ص 2 و3 و4. وغطى الانفجار الضخم الذي استهدف السفارة الاردنية على اشتباك ضار بين المقاومة والقوات الاميركية في بغداد، اثر هجوم أسفر عن جرح 3 جنود ومقتل عراقي في حي الكرادة. وجاء الحادث بعد اقل من 24 ساعة على اشتباك في حي الرشيد. تزامن ذلك مع تلميح سانشيز الى فشل "سياسة القبضة الحديد" التي تعتمدها قوات "التحالف"، وتأكيده ان الاميركيين سيخفّفون قسوتهم خلال حملات الدهم، علماً ان هذه الحملات تكثّفت خلال الايام الاخيرة في منطقة تكريت.