طالب آلاف من المتظاهرين الأردنيين أمس الحكومة ب"فتح الحدود مع العراق أمام المتطوعين" للمشاركة في التصدي للحرب الأميركية ضد العراق، و"التضامن مع العراقيين"، منددين ب"الوجود العسكري الأميركي في الأردن"، وحضوا السلطات على "طرد الديبلوماسيين الأميركيين والبريطانيين والإسرائيليين" من البلد. وحاول أكثر من ألف متظاهر تخطي عشرات الحواجز الأمنية التي أقامتها الشرطة في الطرق المؤدية إلى السفارة الإسرائيلية في ضاحية "الرابية" في عمّان، قبل أن تفرقهم قوات مكافحة الشغب، مستخدمة الغاز المسيل للدموع، فيما ردد المتظاهرون هتافات تدعو الحكومة إلى "وقفة عربية" مع العراق، واغلاق سفارات الدول المشاركة في الحرب على هذا البلد، وطرد بعثاتها الديبلوماسية. كما شهدت مناطق أخرى في عمّان، خصوصاً مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، تظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة، رفعت فيها الأعلام العراقية والفلسطينية وصور الرئيس صدام حسين، ولم تسجل اشتباكات مع قوات الشرطة التي وجدت بكثافة وتحصنت بالعربات المدرعة. وفي مدينة معان، جنوبالأردن، قال سكان ل"الحياة" إن زهاء 3 آلاف متظاهر جابوا شوارع المدينة بعد صلاة الجمعة وطالبوا الحكومة بالسماح للمتطوعين بالذهاب إلى العراق، للمشاركة في "رفع العدوان الأميركي والبريطاني عن الشعب العراقي". وأكد السكان أن "عشرات من أبناء العشائر في المدينة يعدون أنفسهم للسفر إلى بغداد، ويسعى بعضهم إلى التنسيق مع الأحزاب والقوى السياسية في عمّان، لاطلاق حملة تطوع وطنية للدفاع عن العراق". واعتبر أحد المتطوعين أن "الشعب العراقي تحت العدوان الظالم لا يريد غذاء ولا دواء، بل مَن يحمل السلاح ويشاركه الصمود".