يؤكد الرئيس الأميركي جورج بوش بأنه يريد مساعدة أفريقيا على تجاوز آفات الحرب والأيدز والفقر، لكن منتقديه يقولون إنه مهتم فقط بالنفط الأفريقي. ويأمل الرئيس الأميركي في أن يثبت للدول الأفريقية أن الولاياتالمتحدة تهتم بمعاناة القارة السوداء التي يحمل إليها في جولة له تبدأ اليوم، خطة لمكافحة مرض الأيدز بقيمة 15 بليون دولار ومساعدات بملايين الدولارات للإسهام في مكافحة الإرهاب. إلا أنه خلال جولته في القارة التي عارضت بعض دولها الحرب على العراق، سيواجه بوش تشكيكاً حول الهدف من زيارته التي تشمل خمس دول أفريقية ويرى البعض فيها مجرد حملة واسعة لكسب مصادر جديدة للنفط وإنشاء مواقع للقوات الأميركية. وكان بوش صرح للصحافيين الأفارقة في مقابلة الأسبوع الماضي، بأن "أميركا تهتم بمستقبل أفريقيا. إن مصالحنا الوطنية تقتضي أن تصبح أفريقيا مكاناً مزدهراً". كما نفى أن يكون اهتم فجأة بأفريقيا فقط بسبب جولته فيها، وقال في مقابلة مع "سي أن أن" أن ذلك "تضليل إعلامي، منذ بداية إدارتي كنت مهتماً جداً في القضايا الأفريقية" راغباً في إجراء "تغييرات جوهرية" في القارة بفضل المساعدة الأميركية. وأكد أن حسن الإدارة أمر لا مفر منه من قبل القادة الأفارقة. وقال: "يعود إلى الحكومات اتخاذ قرارات تكون في مصلحة شعوبها مثل تعليم الناس وتقديم الإسعافات الطبية وعدم سرقة المال وعدم التركيز على النخبة ولكن أيضاً على الشعب نفسه وخلق شروط تنمية من خلال السوق". الإرهاب أولاً ويستهل بوش جولته الأفريقية في السنغال غداً، قبل أن يزور جنوب أفريقيا وبوتسوانا وأوغندا ونيجيريا. وفي حين تركز سياسته في أفريقيا وغيرها من المناطق، على الصحة والتنمية، فهي تعكس أيضاً انشغاله الكبير بالإرهاب العالمي. ويخشى المخططون العسكريون الأميركيون من أن تجد الجماعات الإرهابية التي أخرجت من آسيا والشرق الأوسط، في دول أفريقيا التي تعمها الفوضى قاعدة مثالية لتجنيد عناصر جديدة. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أول من أمس، أن البنتاغون يأمل في إقناع الحلفاء الأفارقة بالسماح بتواجد أكبر للقوات الأميركية بهدف مكافحة الإرهاب. كما تشتمل الأهداف المعلنة لبوش في أفريقيا على قانون النمو والفرص الاقتصادية في أفريقيا وبرنامج "الألفية" للمساعدات اللذين يوفّر من خلالهما فوائد تجارية ومساعدات للدول التي تطبق معايير الولاياتالمتحدة في الحكم والتنمية والأمن. شكوك وفي المقابل، يقول النقاد إن الزيارة هي مجرد رحلة لآلة الدعاية في البيت الأبيض. وقال صالح بوكر المدير التنفيذي لمجموعة الضغط "أفريكا آكشن" إن الرئيس بوش "يضلل شعب وقارة" فهو "يضلل الشعب الأميركي بزعمه أن إدارته تتخذ خطوات حقيقية لمعالجة أكثر التحديات إلحاحاً في أفريقياً". وحتى مؤيدو بوش يقرون بوجود شكوك. وسأل تشيستر كروكر مساعد وزير الخارجية لشؤون أفريقيا في إدارة ريغان: "هل هذه الجولة حقيقية أم أنها مجرد سياحة؟". لكنه أضاف أن وجود رئيس أميركي في أفريقيا هو بحد ذاته رسالة أن الولاياتالمتحدة تهتم. وتقيم جنوب أفريقيا ونيجيريا روابط تجارية عميقة مع الولاياتالمتحدة، إلا أن التوتر شاب علاقات واشنطن مع حكومة الرئيس الجنوب أفريقي ثابو مبيكي بسبب الحرب على العراق. أما نيجيريا فيتوقع أن تروي في المستقبل عطش الولاياتالمتحدة إلى مزيد من النفط. السنغال: التحول عن فرنسا ويبدأ الرئيس الأميركي جولته الأفريقية بالسنغال الدولة الفرنكوفونية التي يدين 95 في المئة من سكانها بالإسلام، وهي عبرت بوضوح في الأشهر الأخيرة عن عزمها على التقرب من الولاياتالمتحدة على حساب فرنسا التي انتقدتها أخيراً بسبب تباطوء آليات التعاون. وخرجت صحيفة "لو ماتان" السنغالية تحت عنوان: "التخلي عن فرنسا"، مشيرة إلى وجود "حالة انفصال" بين السنغالوفرنسا.