أرجأت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء النظر في ملفات معتقلين بتهم الانتساب الى "السلفية الجهادية" في مقدمهم الشيخ محمد الفيزازي الذي يُنظر اليه بصفته منظّراً للتيار المتطرف. لكن المحكمة واصلت امس الاستماع الى افادات مشتبه في تورطهم في الهجمات الانتحارية في الدار البيضاء في 16 ايار مايو الماضي، التي ركزت على خطة الاعداد للهجمات التي استغرقت حوالى ستة اشهر عبر رصد المواقع واعداد المتفجرات بطرق تقليدية، اضافة الى جلسات للحوار الديني ومشاهدة شرائط فيديو تحض على الجهاد. وقال المتهم رشيد جليل المتابع قضائياً ضمن مجموعة تضم محمد العماري وياسين الحنش، ان الانتحاريين الاربعة عشر قضوا ليل ما قبل الهجمات في بيت المتهم العماري بعد صلاة العشاء، وان الانتحاري محمد مهني الذي فجّر نفسه في احد المواقع كان مكلّفاً اعداد الاكياس التي تحوي المتفجرات وانه فعل ذلك امام افراد المجموعة، الذين انطلقوا لتنفيذ العمليات بعد تلقي احدهم مكالمة هاتفية من سعيد عبيد جاء فيها ان "كل شيء على ما يرام" في اشارة الى تقصي الاجراءات الامنية. واضاف انه ركب سيارة اجرة برفقة الانتحاري محمد مهني الى نادي الرابطة اليهودية. وحين سئل ألم يكن في امكانه ان يرفض الامتثال الى الاوامر؟ اجاب: "كان احدهم الى جانبي يهددني". واوضح: "هددوني بقتلي وافراد عائلتي". واعترف أن انتحارياً يدعى "عبدالفتاح" كان يقود المجموعة ومحمد الى كل خلية بمهمات محددة تطاول تفجير خمسة مواقع هي "فندق فرح" و"نادي الرابطة اليهودية"، وأحد المطاعم الاسبانية وآخر الى جانب القنصلية البلجيكية ومقبرة يهودية في وقت محدد بحوالى العاشرة بعدما سلّمهم ساعات يدوية للتأكد من الموعد. وقال لهم "ستذهبون الى الجنة بعد قتل اليهود". من جهته، اعترف ياسين الحنش انه التقى بعبدالحق مول الصباط الذي بويع اميراً للجماعة وتوفي خلال فترة الاستنطاق في ظروف ذكرت اوساط قضائية انها ناتجة عن "مرض مزمن". لكن الحنش نفى ان يكون عضواً في خلية كانت ستنفذ هجمات مماثلة في اكادير على ساحل الاطلسي في جنوب البلاد. وقال ان علاقته بالانتحاريين كانت من قبيل صداقات ابناء الحي الواحد. وقال المتهم المهتار باعود في افادته انه كان عضواً في جماعة "الدعوة والتبليغ" وان بعض الانتحاريين عرف عنهم تعاطي الحشيش والمخدرات واجتمع اليهم في جلسات لمشاهدة اشرطة فيديو دينية من بينها شريط عن السيرة النبوية. وعزا افاداته بأنه كان انتحارياً محتملاً في هجمات في مدينة الصويرة الى ظروف التعذيب. وواصلت محكمة الاستئناف امس الاستماع الى افاداته ومتهمين آخرين.