شنّت قوات الأمن المغربية حملات لاعتقال قتلة فرنسي في الدار البيضاء، في وقت أصدرت محكمة في الرباط فجر أمس أحكاماً بالسجن على أفراد خلية ضمت توأمين قاصرتين 14 سنة كانتا اتُهمتا ب"مؤامرة ضد الملك". لكن لوحظ ان المحكمة تجاهلت هذه التهمة، وحكمت على الشخص الذي أبلغ أجهزة الأمن عنهما بالسجن 16 عاماً. دهمت قوات الأمن المغربية منزلاً في مدينة سلا، شمال العاصمة الرباط، وعثرت فيه على اسلحة بيضاء تشمل سيوفاً وهراوات تردد ان فارين من العدالة يستخدمونها في هجماتهم إضافة الى المتفجرات. وأُفيد ان الملاحقين فرّوا قبل وصول قوات الأمن التي لجأت الى تطويق منطقة "القرية" في ضواحي سلا وشددت الرقابة على المعابر المؤدية اليها. وقال مسؤول أمني ان اعتقال الفارين "وشيك". لكن لم يمكن التأكد من انتماء هؤلاء الى تنظيمات متطرفة أم هم مجرد منحرفين. وأفادت تحريات أولية في ملابسات مقتل الفرنسي ديدي روني ليبريخ 53 عاماً صباح أول من أمس في الدار البيضاء ان الأمر يتعلق بجريمة عادية. وعُثر على الفرنسي الذي كان يعمل في شركة في الدار البيضاء، مقتولاً في مسكنه في شارع الزرقطوني بعد تلقيه ضربات على الرأس بواسطة آلة حادة. وقالت مصادر مطلعة ان الضحية "عُرف بميوله الشاذة"، لكن التحقيق ما زال مستمراً لكشف سبب قتله وهوية الفاعلين. الى ذلك، لوحظ ان حيثيات إدانة القاصرتين التوأم سناء وإيمان لغريسي أمام محكمة الاستئناف في الرباط، خلت من تمهة "التآمر ضد الملك والأسرة الحاكمة". وقضت المحكمة عليهما بالسجن خمس سنوات، في حين برّأت صديقتهما حكيمة رجلان من كل التهم التي تضمنت "تكوين عصابة اجرامية لاعداد وارتكاب اعمال ارهابية، وجمع اموال بنية استخدامها في عمل ارهابي والمس بالمقدسات والتسول". ونال عبدالقادر البصير، المتهم الرئيسي في هذه القضية التي ضمت 20 متهماً آخرين، حكماً بالسجن 16 سنة، علماً انه أقر في إفادته انه كان أوّل من أبلغ أجهزة الأمن بخطة القاصرتين بعد تلقيه منشوراً كانتا توزعانه في أحياء شعبية يدعو الى تكفير السلطات. وقال ان أجهزة الأمن كلّفته برصد تحركاتهما. لكن المدعي العام اعتبر ذلك طريقة للتملص من المسؤولية، خصوصاً ان المتهم سبق ان دانه القضاء بمحاولة تهريب اسلحة وحيازتها وحكم عليه بالسجن خمس سنوات في ملف خلية أطلس - أسني التي نفّذت هجمات في مراكش وفاس وضد مقبرة يهودية في الدار البيضاء صيف 1994. وكان لافتاً ان محاكمته تزامنت مع تنفيذ أفراد من تلك الخلية، مثل محمد بورويس وسعيد حماز، اضراباً عن الطعام بعد نقلهم من سجن الى آخر. والرجلان من أصول جزائزية. ودانت محكمة الرباط أيضاً المتهم حسن الشاوني بالسجن 16 سنة. وقد ورد في التحقيقات الأمنية والقضائية انه ناشط في تنظيم متطرف وكانت له علاقة بشخص من جنسية خليجية يُعتقد انه أحد ناشطي تنظيم "القاعدة" بزعامة أسامة بن لادن، وسبق له ان شارك في دروس دينية في حضور الشيخين محمد الفيزازي ومحمد الحدوشي اللذين دانتهما محكمة الدار البيضاء بالسجن 30 سنة في قضايا لها علاقة بالهجمات الانتحارية في الدار البيضاء في 16 ايار مايو الماضي. وذكرت التحقيقات ان المتهم كان بصدد البحث عن وسيلة لحيازة اسلحة لتنفيذ هجمات مع أفراد في "خلية الرباط". وكشفت ان التأطير الايديولوجي للخلية كان يتولاه المتهمان محد الملياني والميلودي الصباحي اللذان أقرت القاصرتان التوأم بالارتباط بهما في إطار تنظيم خطط لاغتيال شخصيات رفيعة. وقال محامو الدفاع عن المتهمين أمام المحكمة ان ادلة الإثبات في ضلوع موكليهم في اعمال ارهابية ليست مقنعة، وان قنينات الغاز التي أشار اليها الادعاء لا يمكن استخدامها في تفجيرات مثل التي يتحدث عنها.