دانت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء ليل الجمعة - السبت متهمين في تيار "السلفية الجهادية" هما "شيخ الأفغان المغاربة" أحمد رفيقي الملقب ب"أبي حذيفة" ومحمد بجاوي بالسجن عشر سنوات بتهمة تشكيل عصابة اجرامية ومحاولة القتل مع سبق الاصرار وتزوير جوازات سفر وحيازة متفجرات. وبرّأت المحكمة متهمين آخرين هما عبدالرحيم بن عيسى ومصطفى أمرين. وكان "أبو حذيفة" زار أفغانستانمرات عدة، وعُرف عنه ارتباطه بتنظيمات أفغانية. لكن محاميه قال انه كان مجاهداً في أفغانستان. واعترف "أبو حذيفة" نفسه أمام المحكمة بأنه كان على علاقة بتنظيمات أفغانية، وانه توجه الى أفغانستان بحكم مهنته ممرضاً تخصصه في طب الرأس لمساعدة المجاهدين. وقال انه كانت له، في هذا السياق، علاقات مع الدكتور عبدالكريم الخطيب زعيم "العدالة والتنمية"" الإسلامي، إذ توجه الى أفغانستان ضمن وفد مغربي. ونفى رفيقي أي علاقة له بالهجمات الإرهابية في الدار البيضاء، لكنه أقر بأنه تعرّف خلال إقامته في أفغانستان على السعودي زهير الثبيتي المدان في القضية المعروفة ب"خلية القاعدة" وانه ساعده في الزواج من مغربية. وأفاد "شيخ الأفغان المغاربة" انه اجتمع مع شبان مغاربة في سياق جلسات ل"الحوار الديني"، وان بعضهم تمنى عليه محاربة اليهود، فرد عليهم بأن المكان الطبيعي للجهاد هو فلسطين. وكانت للمتهم أيضاً علاقة بالمتهم الآخر عبدالكريم المجاطي الذي يُعتقد انه فر الى خارج المغرب بعد هجمات الدار البيضاء في 16 أيار مايو الماضي، كما كانت له ارتباطات مع تنظيم "الجماعة الليبية المقاتلة"" من خلال عبدالله منصور والحاج ابراهيم. لكن رفيقي أصر على انه نأى بنفسه بعيداً عن استخدام العنف. وسُئل عن آخر كلمة يود قولها أمام القضاء فرد: "حسبي الله ونعم الوكيل". وقال أحد محاميه انه بدأ إضراباً عن الطعام منذ ثلاثة أيام. تفجيرات الدار البيضاء ويمثل أمام محكمة الاستئناف في الدار البيضاء مطلع الاسبوع المتهم الرئيسي في التفجيرات الانتحارية في هذه المدينة محمد العمري الذي هاجم برفقة انتحاريين آخرين فندق "فرح" لكنه لم يُفجّر نفسه. وفي وقت أفادت تحريات انه تراجع عن تنفيذ الهجمات نتيجة هول الانفجارات، قال آخرون انه سقط في ردهات الفندق بسبب تطاير الزجاج واغمي عليه بعض الوقت قبل ان يحاول الفرار. إلا انه اعتُقل خارج الفندق بعد مطاردته من مواطنين كانوا في مكان الحادث. وسيحاكم العمري مع ثمانية متهمين آخرين يقول الإدعاء انهم خططوا لضرب أهداف دينية وتجارية في مدن مغربية. وتشمل تلك الهجمات مقابر يهودية ومحلات "ماكدونالدز" وساحة جامع الفناء السياحية في مراك وفنادق في الساحل الإطلسي في أغادير وأماكن أخرى في طنجة. وسبق لهؤلاء المتهمين ان بايعوا المتهم عبدالحق "مول الصباط" الذي توفي بعد اعتقاله في مدينة فاس، أميراً لجماعتهم. وتضم المجموعة المتهمين محمد العمري الناجي الوحيد من هجمات الدار البيضاء وعبدالرزاق الرتيوي وعبدالغني الشافعي وابراهيم العاشري وخالد مراسل والمختار باعود وياسين لحنش ورشيد جليل. وجميعهم أعضاء في تيار "السلفية الجهادية". ويقول الإدعاء العام انهم كانوا يعتزمون تنفيذ هجمات ممثالة لهجمات الدار البيضاء التي شملت فندقاً ومطعماً اسبانياً ومقبرة لليهود ومطعماً الى جانب القنصيلة البلجيكية. وستنظر محكمة الاستئناف كذلك في ملفات 19 متهماً في ملفات ممثالة. إلا ان الأعين ستتركز على ملف الفرنسي ريشار روبير الملقب ب"الحاج عبدالرحمن" الذي رعى تدريباً عسكرياً لناشطين إسلاميين، وخطط برفقة مناصريه لمهاجمة ثكنة عسكرية للاستيلاء على اسلحة وبويع بدوره أميراً للجماعة. كما ستنظر المحكمة في ملفات متهمين بالتنظير لأعمال العنف، في مقدمهم عبدالكريم الشاذلي ومحمد الفيزازي وعمر الحدوشي.