يستعد رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" للقيام بأول جولة خارجية تقوده الى القاهرة وعمان، ثم الى واشنطن. ويحدوه الأمل في ان يتجسد الدعم الدولي الذي يحظى به على شكل ضغوط تمارس على اسرائيل. وقبل الانطلاق في هذه الجولة يتوقع ان يلتقي عباس نظيره الاسرائيلي ارييل شارون اليوم على ان تتركز المحادثات بشكل خاص على قضية المعتقلين الفلسطينيين. وتأتي هذه الجولة بمثابة أول اختبار جدي لقدرة "أبو مازن" على الحصول على تنازلات من اسرائيل، وعلى استقطاب ضغط اميركي على الدولة العبرية. وعباس الذي يحظى بشعبية في واشنطن اكثر منها في رام الله بحسب الاستطلاعات، في حاجة الى ان يبرهن للفلسطينيين ان نظرته البراغماتية للحل أفضل من مواصلة أعمال العنف. والسبيل الوحيد الى ذلك، بحسب القريبين اليه، هو التوصل الى تحسن جوهري لوضع الفلسطينيين في الاراضي التي تحتلها اسرائيل. الا ان هذا التحسن لم يتحقق بعد وقد طال انتظاره. ويسعى عباس بالخصوص الى الافراج عن اكبر عدد ممكن من المعتقلين الفلسطينيين، خلافا لما تعتزم اسرائيل ان تفعله، خصوصاً ان الفلسطينيين يعتبرون هذه المسألة جوهرية. كما انه في حاجة الى انسحاب الجنود الاسرائيليين من مدن اخرى بعد بيت لحم والى رفع اغلاق المدن والقرى في الضفة الغربية وتجميد فعلي للاستيطان. وهذه الاجراءات منصوص عليها بشكل خاص في "خريطة الطريق"، خطة السلام الدولية التي تشير الى قيام دولة فلسطينية بحلول 2005، ولكنها في المقابل لا تنص بوضوح على ارغام اسرائيل على الافراج عن الاسرى. وكان عباس وشارون التقيا في الاول من تموز يوليو. وكان من المقرر ان يلتقيا مجددا في التاسع من الشهر نفسه، لكن الطرف الفلسطيني ألغى اللقاء لاستيائه من العدد القليل للمعتقلين الذين تعتزم اسرائيل الافراج عنهم. وتعرض عباس حينها الى انتقادات شديدة من الموالين للرئيس ياسر عرفات في هذا الصدد وبشكل عام حول طريقة التفاوض مع اسرائيل، مما حمله الى تقديم استقالته التي رفضت من اللجنة المركزية لحركة "فتح"، ولوح بالاستقالة من رئاسة الحكومة. ولكن تم احتواء الأزمة بين عرفات و"أبو مازن" بفضل وساطة مصرية. ويطالب الفلسطينيون بالافراج عن نحو ستة آلاف فلسطيني تعتقلهم اسرائيل لكن الدولة العربية لم توافق حتى الآن سوى على مبدأ الافراج عن 350 معتقلا مستثنية عناصر "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي". وذكرت الصحف الاسرائيلية ان شارون يدرس امكان الافراج ايضا عن نحو خمسين ناشطاً من "حماس" و"الجهاد" لم يتورطوا في عمليات أدت الى سقوط قتلى. ولكن حتى الآن لم يتم الافراج عن اي من المعتقلين ال350 المتوقعين ولن يفرج عن اي منهم قبل مغادرة عباس الى واشنطن لأنه يتعين ان تجتمع لجنة اسرائيلية خاصة لاعطاء موافقتها على ذلك. ويصل "أبو مازن" مساء الاربعاء الى الولاياتالمتحدة حيث يستقبله الرئيس جورج بوش الجمعة في البيت الابيض في اول زيارة له لواشنطن منذ توليه رئاسة الحكومة الفلسطينية في 29 نيسان ابريل.