ارجأت إسرائيل ردها على المطالب الفلسطينية الخاصة باطلاق الاسرى وتنفيذ انسحابات جديدة، الى الاجتماع المقرر الجمعة المقبل بين رئيسي الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن والاسرائيلي ارييل شارون. راجع ص 4 و5 في الوقت نفسه، ابدت اسرائيل ارتياحها ل"المردود الايجابي" لسياستها على الحلبة الدولية والمتمثل اساساً بفتح دول اوروبية ابوابها امام شارون الذي يزور لندن غداً وواشنطن نهاية الشهر الجاري. وكتبت مصادر صحافية اسرائيلية ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يعد استقبالاً دافئاً لتحسين العلاقات الثنائية بعد البرود الذي شهدته خلال حرب العراق بسبب ضغوط بلير على الرئيس جورج بوش من اجل تنفيذ "خريطة الطريق". لكن المصادر اضافت ان بلير سيؤكد لضيفه معارضته استمرار بناء "الجدار الفاصل". ومن المتوقع ان يتصدر موضوع "الجدار الفاصل"، اضافة الى تطبيق "خريطة الطريق" واخلاء البؤر الاستيطانية "غير المجازة"، جدول المحادثات التي من المقرر ان يجريها شارون مع بوش في البيت الابيض نهاية الشهر الجاري. اما على صعيد الاتصالات الفلسطينية - الاسرائيلية، فأقرت اوساط امنية اسرائيلية بأن اللقاء الذي عقد بين وزير الشؤون الامنية الفلسطيني محمد دحلان ووزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز في معبر ايريز ليل الخميس - الجمعة، انتهى من دون نتائج ملموسة. لكنها اشادت ب"الاجواء الايجابية" التي خيمت عليه، مشيرة الى ان الهدف منه هو "الحفاظ على زخم الاتصالات"، وان الاسابيع المقبلة ستكون "مصيرية". واوضحت المصادر ان الرد الاسرائيلي على المطالب الفلسطينية بالانسحاب من مدن اخرى في الضفة الغربية واطلاق اسرى من "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي"، سيسلمه شارون لعباس في لقائهما المتوقع الجمعة المقبل، مضيفة ان شارون سيشترط للتنازل في هاتين المسألتين، شن حرب على التنظيمات المسلحة الفلسطينية. في غضون ذلك، واصلت اسرائيل دق اسفين بين القيادة الفلسطينية، اذ واصلت الاشادة بعباس وسياسته، مرجحة نضوجه لجهة التنازل عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين والاعتراف باسرائيل دولة يهودية. وفي المقابل، هاجمت الرئيس ياسر عرفات بوصفه "الارهابي الذي يستحق الموت او النفي"، حسب رئيس هيئة اركان الجيش موشيه يعالون الذي يعتبر نفسه من اشد المعجبين بعباس. وفي الوقت نفسه، دعا يعالون الى تقديم تسهيلات للفلسطينيين تشعرهم بوجود ضوء في آخر النفق، الا انه اعتبر ان "الحرب الشاملة" ما زالت "خياراً قائماً". وفي اطار مساعي تضييق الخلافات بين ابو مازن وعرفات، يصل رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان الى رام الله اليوم، فيما نفى هاني الحسن المفوض العام لتنظيم "فتح" في الضفة الغربية وقطاع غزة، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، وجود اي علاقة بين قرار عرفات اعادة هيكلة "فتح" وبين الخلافات التي تدور بينه وبين ابو مازن.