في ظل رفض اسرائيل إزالة الحواجز العسكرية ورفع الحصار المفروض على الاراضي الفلسطينية والتلكؤ في الاستجابة للضغوط الاميركية بضم عدد بسيط من اسرى "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي" الى المجموعة التي تنوي اطلاقها من معتقلين اداريين او سجناء جنائيين، كان مقررا مساء امس ان يعقد اجتماع أمني بين وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ووزير الشؤون الامنية الفلسطيني محمد دحلان. أكدت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان مسؤول جهاز الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان سيصل الى رام الله اليوم في اطار المساعي الحثيثة لتعزيز الهدنة الفلسطينية، في ضوء الجمود الحاصل على الجبهة الاسرائيلية في ما يتعلق بتنفيذ الالتزامات المترتبة على الحكومة في ما يتعلق بتطبيق "خريطة الطريق"، والتي تتضمن تجميد الاستيطان وانسحاب قوات الاحتلال الى الحدود التي تمركزت فيها قبل ايلول سبتمبر عام 2000. واشارت المصادر الى ان الرئيس حسني مبارك أجرى اتصالاً هاتفياً مساء اول من امس مع الرئيس ياسر عرفات حضّ خلالها الفلسطينيين على انهاء الازمة بين حكومة محمود عباس ابو مازن وحركة "فتح". وتتزامن زيارة المسؤول المصري مع استمرار اللقاءات التي يجريها وفد امني مصري برئاسة اللواء مصطفى البحيري مع قادة الفصائل الفلسطينية المختلفة في غزة لليوم الثاني، في محاولة لتمديد مدة وقف اطلاق النار الى ستة اشهر بدل ثلاثة اشهر، تحسباً لأن تمر الفترة المحددة ل"الهدنة" من دون ان تنفذ اسرائيل اياً من شروطها وهي اطلاق الاسرى ووقف الاغتيالات والانسحاب من الاراضي المحتلة ورفع الحصار ووقف الاعتداءات. وفي السياق ذاته، ذكرت الاذاعة الاسرائيلية نقلا عن مصادر امنية اسرائيلية رفيعة المستوى ان اسرائيل لا تنوي ازالة الحواجز العسكرية الاسرائيلية المنتشرة في الشوارع الفلسطينية ولن ترفع الحصار المفروض عليها، ولن تعيد انتشار قواتها في المدن الفلسطينية في الوقت الحاضر الى ان تقوم السلطة الفلسطينية بتشديد قبضتها على فصائل المقاومة الفلسطينية. وذكرت المصادر بتصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز في هذا الخصوص للسفير الاميركي في تل ابيب دان كيرتزر أول من أمس بأن "الامر كله منوط بالفلسطينيين". ضغوط اميركية لازالة بؤر استيطانية واعلنت مصادر سياسية اسرائيلية ان الولاياتالمتحدة تمارس ضغوطا على الحكومة الاسرائيلية لحملها على ازالة البؤر الاستيطانية التي اقيمت خلال السنوات الثلاث الماضية، حسب تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون امام الرئيس جورج بوش وبعده وزير الخارجية الاميركي كولن باول ومستشارة الرئاسة الاميركية للامن القومي كوندوليزا رايس، مشيرة الى ان الادارة الاميركية تلمس نوعاً "من عدم الجدية" من الحكومة الاسرائيلية في هذا الشأن. واضافت المصادر ان كيرتزر ركز في محادثاته مع موفاز الاربعاء على ضرورة ازالة جميع هذه البؤر التي ازداد عددها منذ قمة العقبة. واوضح ان هذه المسألة، بالاضافة الى قضية الاسرى، تشكلان الامتحان لحكومة رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن أمام شعبه، وعلى اسرائيل ان تنفذ تعهداتها في شأن البؤر الاستيطانية وان تطلق اسرى من حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين". لقاء موفاز - دحلان واعلن دحلان عقب لقائه الوفد المصري في غزة ان لقاءه مع موفاز سيتم مساء الخميس. وفي ما يخص الأسرى وعدم التمييز بينهم، قال ان "الموقف الفلسطيني ازاء الاسرى لم يتغير، وكانت نتيجة ذلك ارجاء اللقاء بين عباس وشارون". وطالب باطلاق الاسرى كافة، وتحديداً القدامى الذين أمضوا سنوات طويلة في المعتقلات، خصوصاً كبار السن منهم وعددهم نحو 450 اسيراً. وكان الجانب الاسرائيلي اعلن في وقت سابق ارجاء اللقاء الى الاسبوع المقبل. وعزت المصادر الاسرائيلية اسباب التأجيل الى "الازمة بين عباس وحركة فتح". غير ان مصادر فلسطينية قالت ل"الحياة" ان السبب وراء التأجيل هو رفض الجانب الاسرائيلي الى الآن الاستجابة للضغوط الاميركية بضرورة ان لا يصل موفاز الى الاجتماع "خالي الوفاض" ولا يقدم شيئاً الى الجانب الفلسطيني، خصوصاً في قضيتي الاسرى والانسحابات من مدن فلسطينية. وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية ان موفاز سيطلب من دحلان خلال اللقاء "اتخاذ خطوات اكثر حزماً ضد الارهاب" وسيبلغه ان "اسرائيل لن تتمكن من مواصلة الانضباط اذا ما وقعت عملية اخرى على غرار عملية كفار يعبتس" الاسبوع الماضي، كما سيلمح الى المسؤول الفلسطيني بإمكان اطلاق عدد من اسرى حركتي "حماس" و"الجهاد" اذا "اثبتت السلطة الفلسطينية انها تحارب الارهاب". واشارت الى ان اللقاء سيبحث في "صوغ جدول اعمال المجلس الامني الذي يترأسانه". وكان جون وولف مبعوث الرئيس الاميركي الخاص للاشراف على تنفيذ "خريطة الطريق" التقى دحلان الاربعاء في الوقت الذي كان كيرتزر يجتمع فيه مع موفاز. ويواكب التشدد الاسرائيلي في المفاوضات مع الفلسطينيين في شأن الاسرى والانسحابات تشدد مماثل في الحصار المفروض على الاراضي الفلسطينية والذي بلغ اوجه في الايام القليلة الماضية على رغم ما نشرته وسائل الاعلام الاسرائيلية عن انخفاض عدد الانذارات الاستخبارية بنية فلسطينيين تنفيذ عمليات بشكل حاد وما وصفته "اعتراف" الاوساط الاكثر تشككاً في الاجهزة العسكرية الاسرائيلية بأن "المسؤولين الفلسطينيين، خصوصاً عباس ودحلان، يعملون من اجل التوصل الى اتفاق مع اسرائيل ويعملون على منع العمليات". "مطلوب" يعتقل "مطلوبين" وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان جهاز الاستخبارات الفلسطيني الذي يترأسه توفيق الطيراوي "المطلوب" لدى اسرائيل، يقوم باعتقال "مطلوبين" فلسطينيين ويجري نقلهم الى سجن السلطة الفلسطينية في اريحا "بتنسيق كامل مع الجيش الاسرائيلي". وحسب الاذاعة، فإن جهاز الاستخبارات اعتقل أحد الناشطين في "الجهاد" اول من امس ونقله الى السجن المذكور بالتنسيق مع الجيش الاسرائيلي، كما جرى اعتقال كادرين آخرين من الحركة نفسها، وايضا في جنين قبل اسبوعين وجرى نقلهما بالتعاون مع الاجهزة الاسرائيلية الى اريحا.