أكمل الممثل توم كروز تصوير المشاهد الأخيرة من "الساموراي الأخير" عن قصة تقع أحداثها في اليابان في القرن التاسع عشر بعد الحرب الأهلية الأميركية. كروز في دور مقاتل اميركي ينتقل، إثر الحرب في بلاده، الى اليابان لتدريب قوّات الإمبراطور مايجي ضد محاربي الساموراي. انه الأميركي البشع في معايير تلك الفترة، يقبل على ملذات يوفرها الإمبراطور له وحياة ترف تعكس صورة غير معتادة للممثل الباحث عن أعمال تؤكد أنه أكثر من نجم وسيم. لكن الأحداث لن تنتهي وشخصية كروز تكتشف سوء أفعالها مباشرة قبل النهاية، بل سيكون هناك وقت طويلاً ينتقل فيه لمحاربة جنود الإمبراطور ومؤازرة الساموراي بعد وقوعه في أسرهم وإدراكه أنه كان يقف في المعسكر الخطأ. من الخارج لا يبدو الفيلم أكثر من تنويعة على بضعة أفلام "ويسترن" اميركية سابقة، لكنه في الواقع أحد انتاجات متعددة تداهم هوليوود حالياً آتية من الشرق الأقصى في إتجاهين: الأول تصوير أفلام هناك، والثاني، وهو الأقوى، الاستيحاء من أفلام صينية، يابانية وكورية مختلفة. الموجة التي تنضم الى موجات اقتباسات مختلفة في السنوات الأخيرة، بدأت عملياً بفيلم "الخاتم" الذي كان عرض بنجاح كبير عالمياً، قبل نحو ستة أشهر، اذ جلب 244 مليون دولار. في الأصل هو فيلم رعب ياباني سبق أن حقق نجاحاً كبيراً في البلاد تناهى الى مسامع وأبصار شركة "دريمووركس" الأميركية فقامت بتصويره فيلماً اميركياً كامل المواصفات من بطولة ناوومي واتس ومارتن هندرسون وإخراج غور فربنسكي. الفيلم الأميركي غزا اليابان ذاتها وحقق فيها 14 مليوناً و500 الف دولار اي قريباً مما حققه الفيلم الأصلي سنة 1998. الحبل على الجرار الفيلم الثاني على اللائحة سيكون "حنق"، فيلم ياباني آخر أطلق قبل أشهر قليلة، وهذه المرة ستعمد هوليوود الى مخرج الفيلم السابق تاكاشي شيموزو لتحقيق الفيلم المُعاد بنفسه، انما تحت بصيرة المخرج الأميركي سام ريمي "سبايدر مان" الذي سيقوم وشركته بإنتاج الفيلم. ولا يخفى كيف أن هوليوود تزيد من إعتمادها على العنصر الشرقي في أفلامها. كل من جاكي تشان وجت لي وتشو يون - فات أنجزوا الانتقال من هونغ كونغ الى هوليوود في أفلام عدة استقبل معظمها باهتمام جماهيري ملحوظ. "ملائكة تشارلي" قبل عامين و"ملائكة تشارلي 2" هذا الشهر، يضع الممثلة ذات الأصل الصيني لوسي لو بين بطلاته الثلاث وهي تجيد فعلاً ما تقوم به من حركات قتال شرقية، ربما أكثر من درو باريمور وكاميرون دياز، زميلتيها في هذه السلسلة. توم كروز نفسه سيعيد تحقيق فيلم صيني حديث أسمه "العين" يدور حول امرأة فقدت النظر يجري لها الأطباء جراحة استبدال عين. المشكلة هي أن عينها الجديدة تأخذها في دروب رعب غير مطروقة. كروز سيكتفي بإخراج الفيلم الذي اشترى حقوقه ويبحث له الآن عن مخرج يعيد صوغه اميركياً. روبرت دي نيرو اتصل بالمخرج هيديو ناكاتا صاحب "الخاتم"، وتباحث معه في إخراج فيلم تشويقي بعنوان "فوضى" كان المخرج ذاته حققه سنة 1999 على أن يقوم ببطولته بينثو دل تورو "تهريب". ناكاتا يستطيع العيش الآن من رواج أفلامه بين شركات هوليوود، فالمنتج بيل مكانيك، رئيس فرع الإنتاج في شركة فوكس سابقاً، اتصل به ايضاً ليعاين معه امكان شراء فيلمه الآخر "مياه داكنة". في الوقت ذاته ستعمد شركة ميراماكس التي وزعت قبل سنوات فيلماً يابانياً عاطفياً جميلاً بعنوان "هل نرقص؟" عن زوج غير سعيد يتعلم التانغو لمجرد أن مدرّسة الرقص جميلة الى تحقيق نسختها الأميركية والعيون موجهة الى جنيفر لوبيز للبطولة النسائية. براد بت يفكر جدياً في خوض الغمار ذاته. لكنه بدل المصدر الياباني يفكر في اقتباس فيلم اعتلى الرقم الأول في سلم الإيرادات في هونغ كونغ العام الماضي بعنوان "شؤون داخلية". براد بت شاهد الفيلم على فيديو واتصل مباشرة بشركة وورنر عارضاً عليها قيامه ببطولته. وفي هذه الأثناء تفكر درو باريمور في استلهام السينما الآسيوية باحثة عن عمل مناسب تقوم بإنتاجه. تقول ل"الحياة" على هامش عرض فيلمها الجديد "ملائكة تشارلي 2" الذي شاركت بإنتاجه: "أريد أن أنشط أكثر في مجال الإنتاج، وأبحث عن فيلم يملك سحر الشرق انما لا أريد فيلماً عنيفاً او تشويقياً او مرعباً، بل فيلم عاطفي". وتنهي كلامها بضحكة خجولة وهي تضيف: "اذا كنت شاهدت فيلماً آسيوياً من هذا النوع أخبرني عنه".