تناولت حلقة الاثنين الماضي من برنامج "سيرة وانفتحت" على شاشة "المستقبل" موضوع الفيديو كليب. واستضاف زافين قيومجيان المخرجين ميرنا خياط ونادين لبكي وسليم الترك للتحدث عن كواليس عالم الفيديو كليب الذي يشهد ازدهاراً واسعاً وتصرف فيه موازنات كبيرة. لم تكن الحلقة "قوية" بقدر ما كان الضيوف يعتقدون بحسب ما صرحوا، خصوصاً مع موجة انتقادات عارمة لأعمال الترك ولبكي والكليبات الأخيرة التي حملت من الإغراء والجرأة ما حملت. لم تكن الحلقة "قوية" مثل الحلقات التي استضافت سليم الترك في مصر... إذ استضافته هالة سرحان في "الهوا هوانا" على "دريم" وحل ضيفاً على برنامج "القاهرة اليوم"، وانهالت عليه الاتصالات الشاجبة لعمله... مؤكدة انه يقوم بتشويه صورة المرأة من خلال كليبات اليسا وألين خلف. ولم تكن الحلقة على "المستقبل" "هجومية" بالوتيرة نفسها التي تعرضت لها المخرجة نفسها لبكي، في مصر، بسبب كليب "أخاصمك آه" الذي أخرجته لنانسي عجرم، وطالب بعض المسؤولين بمنع بثّه على المحطات المصرية. لم تكن الحلقة هجومية ببساطة، فبحسب اتصالات بعض الفنانين وأسئلة الحضور والمشاهدين، يبدو أن فئة معينة من الجمهور العربي تعارض الكليبات الجريئة وفئة أخرى ترى في تلك الجرأة شيئاً من التنوع و... الإبداع، لم لا؟ تناول زافين، في شكل عام، أعمال كل من المخرجين الثلاثة، لتسليط الضوء على بعض الانتقادات التقنية، إن من ناحية طريقة طرح الكليب أو القصة التي يتناولها، مبتعدة قدر الإمكان عن موضوع الإغراء والجرأة الذي استهلك واستنفد إلى أن بات سخيفاً ومضجراً. وأعطي لكل من المخرجين الثلاثة الوقت الكافي للإجابة عن الانتقادات. فجاء بعضها مقنعاً وتفاوتت ردات فعل المخرجين بين التجاوب واللامبالاة وأحياناً الامتعاض. اتهمت ميرنا خياط بتكرار الأعمال نفسها والتركيز على المبدأ نفسه في إظهار المطربة واعتماد وجود الراقصين في شكل أساسي. إلا أنها أصرت على موقفها في أنها لا ترى في التكرار إساءة. وانتقدت لبكي لاقتباس أفكار كليباتها من الأفلام العربية والغربية. فها هي تنقل في كليب كارول سماحة الأخير مشهداً من "ران اواي برايد" لجوليا روبرتس، وتستوحي في كليب نانسي عجرم "يا سلام" بعض لقطات فيلم "شيكاغو" وطلة مارلين مونرو... إلا أنها أي لبكي أصرت على أنها تنتقي للمطربة ما تراه مناسباً لشخصيته مؤكدة أن الكليب فيلم قصير يحمل حبكة قصصية قريبة من السينما. وشددت حلقة "سيرة وانفتحت" الأخيرة على أهمية إعطاء الفرصة الكافية لمخرجين يحملون الكثير من التجدد والتغيير، لمخرجين يعكسون تصورات جديدة وأفكاراً جديدة لا تقل إبداعاً عن تلك الموجودة في الغرب. كما ركزت على أن الأغراء ليس دوماً مسيئاً طالما انه يقدم في شكل فني وغير مبتذل.