قليلون هم الذين يستوعبون من المرة الأولى أنّ برنامج «سيرة وانفتحت» الذي يقدّمه الإعلامي زافين قيومجيان على شاشة «المستقبل» سينتهي! زافين يحضّر حالياً برنامجاً جديداً عنوانه «ع الأكيد» من إنتاج «بيري با» ومن إخراج باسم كريستو وسيُعرَض على شاشة «المستقبل» نفسها. ويفضّل زافين عدم كشف تفاصيل كثيرة حول برنامجه الجديد حالياً، «كل ما أستطيع قوله هو أنّ هذا البرنامج سيشكّل نقلة نوعية في الحوار الاجتماعي على الشاشة العربية، إنه صيغة متجددة من «سيرة وانفتحت»، وإذا نجح فسينقل كل البرامج الاجتماعية إلى مستوى جديد لناحية طريقة التفكير ونمط معالجة الشأن الاجتماعي». لست ملكة جمال ألا يمكن ربط البرنامج الجديد ب «سيرة وانفتحت» وتشبيهه به في أن يؤثّر سلباً في الأشخاص الذين لم يحبّوا ذلك البرنامج؟ يجيب زافين: «أنا أطل على الشاشة منذ عشرين عاماً، والأشخاص الذين لم يحبّوني خلال كل ذلك الوقت لا أعتقد أنّ عليّ إضاعة وقتي في جعلهم يحبّونني الآن!» هل نفهم أنّه استسلم ولا يريد السعي كي يصل إلى قلوب الجميع؟ يوضح زافين أنّ هدفه ليس جعل الناس يحبّونه، «أنا لست ملكة جمال تريد أن تكسب محبة جمهورها، أنا إعلامي عندي فكري وأسلوبي وشخصيتي، وهدفي هو أن أجعل الجمهور يسمعني». لا يسعى زافين بعد 13 عاماً من تقديم «سيرة وانفتحت» إلى أن يؤكد نفسه في برنامج جديد، على حد قوله، فهو شعر بأنّ وقت التغيير قد حان في مسيرته المهنية لذلك قرر فتح صفحة جديدة. كم كان صعباً على زافين أن يختتم برنامجاً أخذ من حياته عقداً ونصف العقد تقريباً، وأن يحضّر في الوقت نفسه لولادة برنامج آخر؟ يفصح زافين أنّ الصراع كبير وما زال يعيشه حتّى الآن، فما زال أمامه ثلاث حلقات أخيرة يقدّمها من «سيرة وانفتحت»، ويصوّر بداية الأسبوع المقبل حلقة تجريبية من البرنامج الجديد، وهذا التداخل يبرهن مقولة أنّ النهاية ليست سوى بداية لأمر جديد. «لا أعرف لو كان من الأفضل أن آخذ استراحة بين البرنامجين، ولكن الظروف فرضت نفسها ولم يزعجني هذا الأمر، لكني لا أخفي أنني أشعر بأنني لست جاهزاً تماماً للنهاية ولست حاضراً تماماً للبداية»، يقول زافين. يكشف قيومجيان أنّ الحلقة ما قبل الأخيرة من «سيرة وانفتحت» ستكون عن فنّ النهاية مع جلسة علاجية تشرح كيفية تحضير نهاية أي موضوع، نهاية زواج أو عمل أو رئاسة أو مرحلة عمرية... وستتضمّن مقاطع من حلقات غير مكتملة كان يتم العمل عليها قبل قرار إنهاء البرنامج. أمّا الحلقة الأخيرة فستكون «حلقة كل الحلقات» التي تتضمّن أجمل اللحظات من البرنامج، وفيها سيعيد استضافة أشهر الضيوف الذين استقبلهم. أمّا لمسة زافين المميزة فستظهر في «الحلقة ما بعد الأخيرة» انطلاقاً من سؤال كان يخطر في باله دائماً: «لو أتيح لشخص مات أن يعود إلى الحياة ويحظى بفرصة جديدة ليقول فكرةً ما، ماذا سيقول؟» سيعود زافين «بعد النهاية» ليقول ما لم يحدده بعد! إلى أي درجة كان صعباً عليه أن يشرف بنفسه على التقرير الأخير، الإعداد الأخير، التصوير الأخير...؟ هل شعر بأنّه ينهي البرنامج بيديه؟ يعترف زافين بأن النهاية صعبة جداً ولكنّه في المقابل سعيد بأنّه ينهي برنامجه بيديه من دون مشاكل مع أحد، ينهيه بسلام مع المحطة ومع نفسه ويختتمه بكرامةٍ وبفخر، «أنا معجب بنفسي لأنني اكتشفت كم أنا قويّ، فحين اتخذت قرار التغيير ذهبت به حتّى النهاية وعشته بكامل تفاصيله». ويشرح زافين أنّه اليوم مستعد للتغيير في كل شيء، بدءاً بطريقة اللباس وصولاً إلى طريقة الكلام... مشيراً إلى أنّ الناس حوله جعلوه يشعر بالذنب لأنّه تقبّل الوضع بهذا الوعي الذي يبدو لهم بساطة أو عدم اكتراث. هذا التقبّل الواضح جعلنا نستغرب ما انتشر بقوة المواقع الإلكترونية حول أنّ زافين يبكي ويتعالج نفسياً بسبب انتهاء برنامجه. ويوضح قيومجيان أنّ الأمر مجرّد إشاعة، فالإحساس الطاغي حالياً هو السعادة لولادة برنامج جديد وليس الحزن على نهاية «سيرة وانفتحت». عن سبب تناقل هذا الخبر بين أكثر من جهة يقول: «يبدو أنّ المحبين كثر»! مستغرباً أنّ أحداً من المسؤولين عن المواقع التي نشرت الخبر لم يتصل به ليتأكّد من صحة الموضوع على رغم أنّ «حوالى تسعين في المئة من المسؤولين عن المواقع الإلكترونية الإخبارية، على حد قوله، هم زملاء في التقديم أو في الإعداد، وهذا ما يشير إلى أنّ نشر هذه الإشاعة ليس بريئاً وليس مجرّد خبر مغرٍ لجذب انتباه القرّاء». «سيرة وانفتحت» دام على الهواء 13 عاماً، فهل ينظر زافين إلى برنامجه كما ينظر أب إلى طفله البالغ من العمر 13 سنة؟ «بل أنظر إليه كما أنظر إلى نفسي في المرآة وأتذكّر حياتي خلال تلك الأعوام، فالبرنامج لم يكن مثل ابني بل كان أنا، أنا هو «سيرة وانفتحت» و «سيرة وانفتحت» أنا، وكل كلمة قيلت فيه أو كل فكرة أو كل حلقة تخبّئ داخلها حياتي أو حياة أشخاص أعرفهم». ويعتبر زافين أنّ «سيرة وانفتحت» يمثّل أيضاً جزءاً من تطوّر المجتمع العربي في الأعوام الماضية.