كشف وزير المال اللبناني فؤاد السنيورة انه تبلغ قراراً أميركياً رسمياً بمنعه من السفر الى الولاياتالمتحدة وذلك عبر السفير الأميركي في لبنان فنسنت باتل. وقال إن السبب يعود الى انه "في العام 2000 قمت بالتبرع لجمعية المبرات الخيرية خلال حفلة إفطار شاركت فيها". وعلمت "الحياة" من مصادر لبنانية رسمية ان السفير باتل سبق أن أبلغ قراراً مشابهاً الى كل من نائب رئيس الحكومة عصام فارس والوزير السابق جورج افرام. وفيما تعذر الاتصال بفارس وأفرام لسؤالهما عن السبب، بداعي سفرهما خارج لبنان. أوضح المكتب الاعلامي للأول ل"الحياة" انه "كان هناك قرار من هذا القبيل قبل شهرين او ثلاثة في ما يخص فارس الا ان المسألة عولجت. وهو زار الولاياتالمتحدة الاميركية قبل ثلاثة أسابيع في شكل طبيعي ومن دون أي تعقيدات". من جهته، أوضح مكتب أفرام ل"الحياة" انه "موجود الآن في أميركا وفي واشنطن تحديداً حيث يعقد اجتماعات لادارة شركاته التي يملكها هناك". وقالت المصادر اللبنانية الرسمية ل"الحياة" ان كلاً من فارس وأفرام كانا أدرجا على لائحة الممنوعين من السفر الى الولاياتالمتحدة لأنهما قدما تبرعاً على الارجح الى "جمعية المبرات الخيرية الاسلامية" التي كان أسسها العلامة السيد محمد حسين فضل الله منذ سنوات والتي تعنى بالقضايا الاجتماعية والتربوية. يذكر ان فارس على علاقة جيدة بعدد من المسؤولين الاميركيين الحاليين والسابقين ومن بينهم الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب. وكذلك الأمر بالنسبة الى افرام. ويشار الى ان فارس كان تبرع في فترة سابقة بمبلغ من المال الى مؤسسة أميركية انشأها بوش الأب. وقال السنيورة انه "اذا كانت الولاياتالمتحدة صنفت جمعية المبرات الخيرية ضمن المنظمات الارهابية فأنا لا أرى ذلك. ومعروف عن الجمعية انها مؤسسة خيرية اجتماعية". وصدر عن المكتب الاعلامي للوزير السنيورة بيان أكد انه تبلغ "شفهياً" القرار من السفير باتل، وأوضحت مصادر رسمية ل"الحياة" ان التبليغ حصل قبل زهاء شهرين، كما أشار المكتب الاعلامي لوزير المال الى انه تبرع لجمعية المبرات "بمبلغ مليون ليرة 666 دولاراً أميركياً خلال حفلة افطار، كما هي الحال في حفلات الافطار التي تدعو اليها الجمعيات الخيرية خلال شهر رمضان المبارك". وأكد مكتب السنيورة "ان جمعية المبرات الخيرية هي إحدى الجمعيات الخيرية العاملة في لبنان والوزير السنيورة عندما تبرع لها فإنه فعل ذلك كما هي العادة بالنسبة اليه في التبرع للجمعيات الخيرية، كجزء من فريضة الزكاة التي يدفعها خلال شهر رمضان المبارك". وكان السيد فضل الله أسس جمعية المبرات بعد الحرب اللبنانية بهدف استيعاب المشكلة الاجتماعية والتربوية التي خلفتها. وأكدت مصادر الجمعية ان "تمويلها يتم عبر الأموال الشرعية الخمس وتبرعات الخيّرين ولا تشارك اي دولة في التمويل". ونفت هذه المصادر "ان تكون للجمعية أي علاقة بأي تنظيم حزبي لا في لبنان ولا في خارجه"، مشيرة الى ان السيد فضل الله هو مرجع ديني وليس كما حاول البعض في الماضي اطلاق عليه صفة المرجع الروحي ل"حزب الله". ولفتت المصادر الى ان الجمعيات التابعة ل"حزب الله" معروفة وان "جمعية المبرات مستقلة ولم تسهم اي جهة حزبية في دعمها مالياً"، نافية "ان يكون تم التعاطي معها في اي وقت من الأوقات على انها جهة ارهابية". وسألت "الحياة" مصادر رسمية عما اذا كانت السلطات اللبنانية أجرت اتصالات مع المسؤولين الاميركيين لمعالجة مسألة منع السنيورة من دخول أميركا فقالت ان "اتصالات كهذه لم تحصل لأن السنيورة تبلغ القرار شفهياً ولم تتبلغ الدولة اللبنانية به رسمياً".