أكد مصدر قضائي رفيع ان النيابة العامة التمييزية في بيروت لم تتبلغ حتى الساعة طلباً اميركياً بتسليم اشخاص معينين للاشتباه بعلاقتهم بتنظيمات متطرفة يعتقد بانها على صلة بتنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه اسامة بن لادن. واعتبر مسؤول امني ان التركيز الاميركي على الموقوفين في حوادث الضنية او الملاحقين غيابياً يهدف الى جمع معلومات عن الذين يتزعمون هؤلاء المتهمين لمعرفة ارتباطهم ب"القاعدة" في افغانستان. وكشف المسؤول الامني ل"الحياة" ان الديبلوماسيين الاميركيين في بيروت يركزون على المجموعة المتطرفة التي رابطت في جرود الضنية للحصول على مزيد من المعلومات عن الرؤوس المدبرة فيها، اضافة الى ما يتوافر من معلومات لدى الاجهزة الامنية والقضاء الذي يحاكم الموقوفين. وأشار الى تعاون بين الدولة والديبلوماسيين الاميركيين الذين يحاولون التأكد مما اذا كان سر العلاقة بين مجموعة الضنية وبين ابن لادن دفن لحظة مقتل احد قادتها بسام احمد كنج ابو عائشة في الاشتباكات التي حصلت مع الجيش اللبناني أم أن لدى بعض الموقوفين معلومات عن عمق العلاقة، خصوصاً من افراد من المجموعة زاروا افغانستان. ولاحظ المسؤول الامني ان "لا صلة تنظيمية مباشرة بين موقوفين ينتمون الى جمعية الهداية والاحسان وبين مجموعة كنج واذا كان هناك من تقاطع فيعود الى زيارات اعضاء في الجمعية لكابول وباكستان"، مشيراً الى ان اكثر اعضاء الجمعية اخلي سبيلهم بعد التحقيق. ولم يستبعد رداً على سؤال ان يكون عبدالحكيم توفيق الجزار مواليد طرابلس 1963 والملقب ب"أبو حطب" الذي يحاكم غيابياً امام المجلس العدلي هو الشخص الثاني في مجموعة كنج وقد يكون فر الى مخيم عين الحلوة الفلسطيني، اضافة الى شخص آخر يدعى احمد سليم ميقاتي الذي يحاكم غيابياً وهو شقيق الموقوف وجاهياً يحيى سليم ميقاتي. وذكر المسؤول الأمني ان الجزار وميقاتي التحقا ب"عصبة الانصار" بزعامة أحمد عبدالكريم السعدي أبو محجن المحكوم غيابياً بالاعدام لادانته باغتيال الرئيس السابق لجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية الشيخ نزار الحلبي اضافة الى احكام في حقه لعلاقته بحوادث الضنية وبالاعتداء على السفارة الروسية في بيروت، وملاحقته بجريمة اغتيال القضاة الاربعة في صيدا في 4 حزيران يونيو 1999. وتجدر الاشارة الى ان التحقيقات في اغتيال القضاة وضعت اليد على خيوط رئيسة عن هوية المجرمين، لكن التعمق فيها يستدعي القاء القبض على اشخاص تردد انهم لجأوا الى عين الحلوة. في موازاة ذلك، كشف السفير الأميركي لدى لبنان فنسنت باتل ان الحكومة اللبنانية تبدي تعاوناً كبيراً مع الادارة الاميركية، مشيراً الى ان واشنطن كانت سلمت لبنان وسورية منذ فترة طويلة، اللائحة التي تتضمن اسماء المجموعات والمنظمات التي تعتبرها الولاياتالمتحدة "ارهابية". وأوضح ان لا معلومات لديه عن "التحقيق الجاري في شأن اللبناني زياد الجراح"، لكنه قال ان "الحكومة اللبنانية تتجاوب مع طلب واشنطن تزويدها المعلومات الكافية عن هذه المسألة". وكان باتل التقى نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس وبحثا في التطورات والوضع في لبنان والعلاقات الثنائية. وأكد باتل بعد لقائه الأمين العام للخارجية اللبنانية زهير حمدان "ان الولاياتالمتحدة تعيد النظر سنوياً في لائحة المنظمات الارهابية، وفي لبنان منظمات ارهابية اسمها وارد في اللائحة. الآن نجري مشاورات مع دول المنطقة ونطلب منها اقتراحاتها وتعاونها للقضاء على الارهاب". ووجه الرئىس سليم الحص كلمة الى الرئيس جورج بوش سأله فيها "هل يعقل ان تكون اميركا التي ترفع شعارات الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان، حليفة لاسرائىل في الحرب على الارهاب وهي تمارس ابشع ألوانه وتغتصب الأرض وتهدر الحقوق". ودعاه الى "الانصاف في مفهومه للارهاب وتعامله مع الشعوب المظلومة". واذ جددت "كتلة الوفاء للمقاومة" النيابية تعاطف "حزب الله" مع ذوي "كل بريء يقتل او يصاب اينما كان"، حذرت من ردود الفعل "العشوائية" التي "تدفع العالم الى مزيد من النزاعات وتسعير الصدامات الدائمة بين انظمته وشعوبه". وأبرقت الهيئة الروحية العليا لطائفة الموحدين الدروز في لبنان، الى بوش عبر باتل، مستنكرة سقوط آلاف من الضحايا الأبرياء وقالت: "ان الرجل الذي يولّى على أمة، عليه ان يكون عقلها، والعقل مقام الحكمة". ودعا اتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية الى "موقف عربي موحد يخاطب الولاياتالمتحدة والغرب، عبر لقاء جامع، لمواجهة محاولات إلصاق الارهاب بالعرب والمسلمين".